قالت كاتبة إسرائيلية إن "ضباط الأمن الإسرائيليين السابقين وكبار الجنرالات ورجال الأعمال يجدون صعوبة في فهم تدهور العلاقات مع الأردن، نتيجة القرارات المحيرة التي أصدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضافت سمدار بيري بمقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنه "من الصعب تصديق أن وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق، المقرر اجتماعهم في بغداد، لم يتبادلوا كلمة واحدة عن إيران أو إسرائيل، رغم أنه من الناحية العملية كان الهدف من القمة إيجاد بديل للعلاقة الحالية بين إسرائيل وإمارات الخليج العربي، وهو نوع من المسار الجديد الذي يتجاوز إسرائيل، ويعبر عن غضب الملك عبد الله على نتنياهو".
وأشارت بيري، محررة الشؤون العربية في الصحافة الإسرائيلية، وترتبط بعلاقات شخصية مع عدد من الزعماء العرب، إلى أنه "من المهم ملاحظة أن أهم ضلع في هذا المثلث الجديد هي مصر، التي جلبت العراق، رغم تعقيد العلاقات مع إيران، وجندت الأردن فيما بعد، ولكن تم تأجيل اجتماع القادة الثلاثة في اللحظة الأخيرة؛ بسبب كارثة اصطدام القطار بمدينة سوهاج المصرية".
وأكدت أن "الخبراء الإسرائيليين الذين تابعوا علاقات هذه الدول الثلاث: مصر والأردن والعراق، رأوا أنه لم يكن صدفة تجنيد الملك عبد الله في المثلث الجديد الذي يتجاوز إسرائيل، ففي الأيام الأخيرة، اجتهد عدد من المسؤولين الإسرائيليين في الشرح لنظرائهم الأردنيين سبب إصرار نتنياهو على خفض العلاقات مع الأردن لأدنى مستوى، وآخرها وقف الرحلات الجوية في الأجواء الإسرائيلية، ومنع الطائرات الأردنية من المرور عبر أراضيها".
وأوضحت أنه "من خلال تدخل مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار، تم القيام بخطوة استدراكية، بموجبها توقفت الحركة الجوية لمدة ساعتين فقط بين الأردن وإسرائيل".
وأشارت إلى أن "جهاز الموساد انخرط في عمليات سرية في الأردن، فيما حافظ الأردن على الحدود الطويلة، وحولها حدودا آمنة، ولذلك لا يتخيل الإسرائيليون ماذا سيحدث لو حدث ارتخاء أمني على طول الحدود، ونجح المسلحون الذين اعتقلهم الأمن الأردني في التسلل لإسرائيل، وفي النهاية تم تصنيف العلاقات الأمنية بين الدولتين بأنها ممتازة".
وقارنت الكاتبة بين مصر والأردن، بقولها إنه "كما تحسنت العلاقات الأمنية الإسرائيلية مع مصر، خاصة في سيناء، بشكل لا يقاس خلال فترة السيسي، لكن من المهم ملاحظة أن مصر السيسي تحافظ على ضبط النفس في العلاقات مع إسرائيل، رغم أنه يكاد لا يوجد تعاون مدني، وباقي ما يحدث من علاقات أمنية واستخبارية يبقى سرا".
وكشفت أن "قصة جديدة من العلاقات الإسرائيلية العربية تبدأ في العراق، وتشير التقارير التي وصلت تل أبيب في الأسابيع الأخيرة إلى نوايا عراقية فردية للشروع بإقامة نوع من التعاون المؤكد للغاية مع إسرائيل، وهناك جهود جدية يبذلها العراقيون للتواصل مع الإسرائيليين، ويتحدث كبار مسؤوليهم بصراحة عن حقبة جديدة، لكن حقيقتين ستوقفهما في الوقت الحالي، وهما: إيران الموجودة على الأرض، والقضية الفلسطينية".
الكشف عن تفاصيل جديدة حول إلغاء نتنياهو زيارته للإمارات
رئيس الموساد السابق: القدس مصدر قلق للأردن.. علاقتنا معقدة
موقع عبري: نتنياهو أمر بمنع تحليق الرحلات القادمة من الأردن