قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير، إن قضية القدس والمسجد الأقصى "ستبقى مصدر قلق دائم في البيت الملكي الأردني"، وذلك تعليقا على الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الجانبين، وما نتج عنها من إلغاء لزيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للإمارات، وقبله ولي العهد الأردني إلى الأقصى.
وأضاف الرئيس السابق لجهاد
الموساد أفرايم هاليفي، في حوار مع موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"،
أن الأردن يعتبر أي تنازل عن الوصاية الهاشمية بالقدس، "مساسا بأصل كبير جدا
في الإرث الملكي، لذلك فهم يحاولون مقاومة الضغوط القادمة من إسرائيل، خشية أن يخسروا
مكانتهم في العالم العربي"، وفق قوله.
واستدرك هاليفي:
"العلاقات بين إسرائيل والأردن ربما تكون الأكثر تعقيدا في اتفاقيات السلام
مع باقي الدول العربية"، لافتا إلى أن "الحادث الدبلوماسي الذي وقع مؤخرا،
سببه دفء العلاقات بين إسرائيل والسعودية، ما قد يدفع الأردن إلى عدم كسر الأدوات مع
تل أبيب.
أزمة بوابات الأقصى
وذكر أنه "في العديد
من المرات تم استدعاؤه بشكل عاجل إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لحل أزمة مع
العائلة المالكة الأردنية، أو لنقل رسالة ما في المفاوضات السرية التي أجراها عدد
من رؤساء الوزراء مع الملك حسين، حتى قبل توقيعه اتفاقية السلام".
وأكد أن الأزمة الحالية
القائمة بين تل أبيب وعمان، تعيد للأذهان أزمة البوابات الإلكترونية في المسجد
الأقصى عام 2017، مشيرا إلى أن إسرائيل اضطرت للانسحاب منها بسبب التهديد الأردني،
معتقدا أن "اتفاق السلام مع الأردن له بعد آخر، يتمثل في التعاون الأمني بين
الطرفين".
اقرأ أيضا: باحث إسرائيلي: 3 أسباب تثير الغضب الأردني من تل أبيب
وتابع: "رغم أنه مخفي
نسبيا عن الشعب الأردني، إلا أن هذا التنسيق يحدث، ويزعم البعض أنه اشتد في
السنوات الأخيرة، رغم وجود توتر في العلاقة بين الجانبين"، معتبرا أن
"هذا التنسيق الأمني الوثيق يخدم الطرفين".
وأوضح أن "الأردن من
وجهة نظر إسرائيل هو حاجز بينه وبين أنشطة المنظمات المعادية والنفوذ الإيراني في
العراق، وكذلك في أجزاء كبيرة من جنوب سوريا، وبالنسبة للأردن، فإن إسرائيل هي العمود
الفقري الأمني، ومظلة استخباراتية مهمة لما يحدث داخل حدوده، خاصة في منطقة
العقبة، مخرج المملكة الوحيد إلى البحر الأحمر".
القوى الإقليمية
وأكد أن "هذه الأزمة الأردنية
الإسرائيلية، ورغم مستوى انكشافها، لكنها قابلة للحل، لأنه في الواقع عرف كلا البلدين
كيفية التغلب على المطبات الأكبر، صحيح أن الملك عبد الله يشعر بالريبة والبرود بعكس
أبيه في ما يتعلق بإسرائيل، لكنه في نفس الوقت يفهم جيدًا أن الواقع وعلاقات القوى الإقليمية
قد تغيرت، وليس بالضرورة لصالحه"، بحسب تعبيره.
وأضاف أن "علاقات الأردن
وإسرائيل مرت بأوضاع أكثر صعوبة في سنوات وعقود سابقة، لاسيما مباشرة بعد محاولة الاغتيال
الفاشلة لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، في سبتمبر 1997 في قلب العاصمة الأردنية
عمان، وكان هاليفي الشخصية الوحيدة التي وافق الملك حسين على التحدث إليها، وكانت آنذاك
الأيام الأولى لحكومة بنيامين نتنياهو الأولى، عقب تنفيذ حماس لسلسلة من الهجمات الدامية
في إسرائيل".
وختم بالقول إن "رغبة نتنياهو
آنذاك بتنفيذ انتقام كبير من حماس عبر اغتيال شخصية بارزة فيها، تغلبت على المنطق السياسي،
ما دفعه لتجاهل إمكانية التورط أمام الدولة الأردنية، التي تعاونت مع إسرائيل إلى حد
تصويرها بأنها متعاونة معها، لاسيما مع صورة الملك حسين لتقديم واجب العزاء للإسرائيليات
اللواتي قتلهن الجندي الأردني أحمد الدقامسة، وهي خطوة شجاعة لإثبات مستوى الالتزام
باتفاق السلام مع إسرائيل".
هآرتس: نتنياهو يتعهد لناخبيه بضم الضفة رغم وجود بايدن
خبيران إسرائيليان: حراك حزبي حثيث قبل أسبوع من الانتخابات
صحيفة إسرائيلية: صراع أردني سعودي على الوصاية بالقدس