سياسة عربية

كيف استفادت السعودية من هجمات الحوثيين ضد "أرامكو"؟

خبير عسكري: السعودية استخدمت ما يشبه "الكمين" للحوثيين- جيتي

قال الخبير اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، علي الذهب، إن جماعة الحوثي أعطت السعودية من خلال هجماتها الأخيرة على منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو "حجة كافية لمواجهة أي ضغوط تمارس عليها" بشأن الحرب في اليمن.


وأكد الذهب في تصريح خاص لـ"عربي21"، السبت، أن السعودية استخدمت ما يشبه "الكمين" للحوثيين، حيث جعلتهم يشكلون صورة تهديدية أمام العالم للأمن والاستقرار في المنطقة، بالهجمات التي استهدفت أماكن تدفق النفط ومصادر الطاقة ومصالح المملكة الاستراتيجية، وما لذلك من علاقة وارتباط بالعالم الخارجي.

وتابع الذهب: "كل ذلك، كوّن لدى الرياض حجة كافية ووافية لمواجهة أي ضغوط تمارس عليها حول الحرب في اليمن".

وأشار إلى أن التحرك العسكري لقوات الجيش التابعة للحكومة المعترف بها، في محافظتي تعز (جنوب غرب) وحجة (شمال غرب)، مرتبط بمحددات سياسية وعسكرية، منها موقف الإمارات، بالإضافة إلى الموقف السعودي الناتج عن الهجمات الأخيرة على المصالح النفطية.

وبحسب الخبير اليمني، فإن هناك تحولا في موقف أبوظبي في اليمن، وهو ما ضمن في التحرك الواسع لدعم جبهة مأرب من بعض الوحدات العسكرية التابعة للشرعية، فضلا عن التحرك العسكري للقوات الحكومية في تعز ضد الحوثيين.

وأضاف أن الحكومة اليمنية بعد زيارة وزير الخارجية فيها، أحمد بن مبارك، للعاصمة الإماراتية (في الأسبوعين الماضيين)، ضمنت أنه لن يكون هناك أي خطر على قواتها في مناطق السيطرة الفعلية لها، إذا تحركت في المناطق المختلفة.

وفي الأسابيع الماضية، وصلت تعزيزات عسكرية من محافظات شبوة (جنوب شرق) ولحج (جنوبا) وتعز (جنوب غرب) إلى جبهات القتال في أطراف مدينة مأرب مع الحوثيين في الأسابيع الماضية.

وأردف الخبير الذهب قائلا: ضمنت حكومة هادي أنه لن يكون أي مخاطر أي عمل قد تقوم به التشكيلات التابعة للمجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات ضدها، كونها ستحتاج إلى الدعم من ممولها المعروف، وهي "حكومة أبوظبي".

الخبير اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية أوضح أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش اليمني في تعز وحجة، ليست للتخفيف عن مدينة مأرب -تشهد معارك ضارية منذ شهر تقريبا مع الحوثيين-، ولكن هذه القوات هي بطبيعة الحال تبحث عن التوسع في مناطق سيطرتها، وتقليص السيطرة الحوثية فيها.  

ففي تعز، يلفت الخبير الذهب إلى أن الجبهات فيها متوقفة منذ سنوات، في وقت تسعى القوات الحكومية إلى توسيع مساحة سيطرتها داخلها، لأنها تريد أن تحررها من الحوثيين بشكل كامل.

أما في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة (مرتبطة بحدود مع السعودية)، فيؤكد أن "تقدم الجيش تكتيكي ومحدود".

واستدرك: لكنه مثمر، بعدما تمكنت من الوصول إلى الخط الرئيسي الرابط بين مديرية مستبأ وعزلة بني حسن التابعة لعبس.


وبذلك، وفقا للمصدر ذاته، تم عزل جبهتين للحوثيين عن بعضهما البعض، وهما "الشمالية الغربية والجنوبية".

وذكر أنه إذا أراد الحوثيون الوصول إلى أيّ من هاتين الجبهتين.. ولتكن الجبهة الشمالية، "فلا بد من القيام بعملية التفاف طويلة للوصول إليها"، ولا شك، أنها مكلّفة.

وحذر الخبير اليمني الاستراتيجي من أي التفاف قد يقوم به الحوثيون هناك، والذي قد يضع القوات الحكومية  بين فكي كماشة إذا ما استطاعوا، أي الحوثيين، تعزيز قواتهم في كلا الجانبين، بما يؤثر على موقف وحدات الجيش التي اخترقت هذه الجبهة.

ورأى الذهب أن تقدمات الجيش تكتيكية تخدم المعركة في نطاقها الضيق داخل حدودها في المناطق العسكرية التابعة له، معتقدا أنها لا تخدم بشكل كبير المعركة الكبرى، وهي "استعادة العاصمة صنعاء" وانتقال القوات في مأرب والجوف (شمالا) إلى وضع ما قبل 2019، في إشارة إلى المناطق التي خسرتها لمصلحة الحوثيين في الجوف ومنها مدينة الحزم، مركز المحافظة، ومديريات نهم (شرق صنعاء) وماهلية ورحبة ومجزر وأجزاء من مدغل (جنوب وشمال مأرب).

ويمكننا القول -بحسب المتحدث ذاته- أن هناك نقلة استراتيجية للقوات الحكومية، إذا ما نجحت في العودة إلى مناطق سيطرتها في ذلك التاريخ، وحدث هناك  تطور حقيقي داخل محافظة تعز بالتمدد خارج مركز الإداري.

وكان الجيش اليمني قد أعلن، الأسبوع الماضي، استكمال سيطرته على مديريتي جبل حبشي والمعافر بالريف الغربي من مدينة تعز، وطرد الحوثيين من 8 بلدات في مديرية مقبنة، بعد عملية عسكرية لا تزال مستمرة حتى استعادة المديرية الأكبر من حيث المساحة، وتأمين الطريق الذي يربط تعز بمديريات ساحلها الغربي وأهمها مدينة المخا الاستراتيجية القريبة من ممر الملاحة الدولي (باب المندب).

أعقب ذلك، إعلان الجيش يوم الجمعة تنفيذ وحدات تابعة عملية هجومية في مديرية عبس بمحافظة حجة القريبة من الحدود مع المملكة، واستعادة 15 قرية كان يسيطر عليها الحوثيون.