كشف متحدث عسكري يمني أن المكاسب الميدانية التي حققتها قوات الجيش التابع للحكومة المعترف بها دوليا، في محافظة تعز (جنوب غرب البلاد)، ستفرض موازين جديدة على الأرض.
وقال العقيد، عبدالباسط البحر، المتحدث باسم قوات الجيش في تعز؛ إن تقدم القوات الحكومية الكبير في مختلف الجبهات والاتجاهات في مدينة تعز، سيكون لها تأثير كبير في ميزان القوى على الأرض أو مستقبلا.
وأضاف البحر في تصريح خاص لـ"عربي21" أن هذه الانتصارات للجيش، لاشك، أن آثارها كبيرة، وستفرض موازين قوى جديدة، ومكاسب سياسية للحكومة اليمنية.
وتابع :"استعادة الجيش زمام المبادرة، وتحقيقه كل هذه الإنجازات على الأرض، "سيغير المعادلات الإقليمية والدولية التي يسوق لها".
وأشار إلى أن ما يحقق عسكريا، يجنيه المفاوض السياسي، ومن ثم، تداعيات ما أحرزته قوات الجيش في الريف الغربي من تعز، سيلقي بظلاله في أي مفاوضات سياسية قادمة.
وأكد المسؤول العسكري اليمني: "اليوم تتحرر مناطق واسعة من الحوثيين في تعز"، متابعا بالقول: أطلق الجيش عمليته العسكرية "لكسر الحصار الحوثي الجائر على المدينة منذ سنوات، وفتح جميع المنافذ بجميع الاتجاهات من وإلى تعز".
واستطرد: التحام جميع القوات بمختلف الجهات باتجاه العدو الأوحد لليمنيين جميعا "الحوثي"، سيوجهها ومنها القوات الموجودة في الساحل والشرق والغرب نحو هذا العدو، والقضاء على كل الجيوب الحوثية التي تغذي الانقسامات والاختلافات لإدامة بقائها.
وبحسب الناطق باسم الجيش في تعز، فإن استنزاف المليشيات وإشغالها بأكثر من جبهة وإرباكها، هي من أهداف العمليات العسكرية للجيش، حتى يسهل القضاء عليها بعد تشتيتها بأكثر من مكان.
وأوضح أن التقدم الميداني السريع للجيش في تعز، يدل على ما وصل إليه من خبرات جديدة بعدما تم إعادة تنظيمه وبنائه.
وقال: "رغم فارق التسليح الذي تتمتع به المليشيات الحوثية التي استولت عليه، مقارنة بالقوات الحكومية، إلا أن معاركه الأخيرة، كشفت عن كفاءته العالية وامتلاكه المبادرة والتنسيق والأنساق، وتحرك الآليات وتموضع قواته وأماكن الأعيرة والأسلحة في المدى المؤثر لكل منها.
ويلفت الناطق باسم جيش تعز إلى أن التنظيم الاحترافي للجيش قلل من حجم الخسائر في صفوفه،"فالعمليات التي يخوضها الجيش، تجري وفق خطط عسكرية وقتالية وتكتيكات مكنته من تحقيق تقدمات بأقل الخسائر".
وذكر أن الجيش تمكن من السيطرة على ما مساحة 30 كلم (مسافة جوية) في مديريات مقبنة وجبل حبشي والمعافر بالريف الغربي من تعز، رغم التضاريس الصعبة من جبال ومرتفعات، وعدم وجود الطرق المعبدة، ومع ذلك، تم تجاوز هذه التحديات.
وقال العقيد البحر : "المعارك التي تدور في الريف الغربي من محافظة تعز، تفيد بأن المليشيات تعيش أضعف حالاتها، نظرا لحجم الاستنزاف الذي تعرضت له؛ سواء في عناصرها القتالية المدربة، أو القيادات التي لقت مصرعها، أو في العتاد العسكري الذي تم تدميره".
وأكد أن "قدرة المليشيات الحوثية على المناورة بالقوى والوسائل والنيران ضعيف جدا، تجلى ذلك في أدائها المرتبك ومعنوياتها المنهارة".
وتابع: "وكأن النقص في العنصر البشري لدى المليشيات، دفعها للجوء إلى استقطابات والزج بأطفال مغرر بهم وعديمي الخبرة العسكرية، فقط لتغطية العجز والمواقع".
وأوضح أن "انعكاسات التقدم كبيرة جدا، بينما الهزيمة الأخيرة ستجر المليشيات إلى هزيمة وفشل جديد".
وتوقع المسؤول العسكري بالجيش اليمني، أن تشهد الأيام القادمة متغيرات عدة، منها "انشقاقات في صفوف الحوثيين"، وستكون القوات الحكومية مرحبة بذلك".
وكان الجيش اليمني قد أعلن في اليومين الماضيين، تحقيق قواته تقدما واسعا في الريف الغربي من تعز، بعد سيطرتها على مديريتي جبل حبشي والمعافر بالكامل، وعلى عدد من المناطق في مديرية مقبنة، واستمرار تقدمه نحو منطقة البرح المتاخمة لمدينة المخا الاستراتيجية، القريبة من ممر الملاحة الدولي "باب المندب".
متحدث عسكري يمني لـ"عربي21": مقتل أخطر قيادي حوثي بتعز
"لوفيغارو" تقرأ مخاوف خسارة مأرب.. وتقدم للجيش اليمني
الجيش اليمني يعلن استعادة مواقع استراتيجية في مأرب