يحتفي العالم في الثامن من آذار/ مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، والذي يهدف للحث على احترام المرأة وتقديرها، وسن سياسات تعزز دورها في المجتمع.
في السعودية، قال ولي العهد محمد بن سلمان، في تصريح سابق، إن "نصف السعودية من النساء، لذا أنا أدعم النساء".
فيما غرد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بهذه المناسبة: "أوجه تحية تقدير إلى المرأة في الإمارات والعالم، لقد وقفت بشجاعة وإخلاص في الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا، لتؤكد أن مستقبل المجتمعات يرتبط بالمشاركة المتساوية والفاعلة للنساء والرجال".
وقال ابن زايد إن "تمكين المرأة أولوية أساسية في رؤية التنمية الإماراتية".
بحسب حقوقيين، فإن الجانب المظلم من اليوم العالمي للمرأة في السعودية والإمارات، بالإضافة إلى البحرين، هو وجود عشرات المعتقلات على خلفيات سياسية.
الإمارات
ففي الإمارات، تواصل السلطات اعتقال المواطنتين أمينة العبدولي، ومريم البلوشي، رغم مرور عدة شهور على انتهاء محكوميتهن بالسجن خمس سنوات.
وقال "المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان"، في بيان له، إن "السلطات الإماراتية لم تكتف باستهدافهن واعتقالهن، بل مارست عليهن سياسة انتقامية، ومددت حبسهن".
وأضاف: "في هذا اليوم الذي يحتفل بالمرأة، نتذكر المعتقلة علياء عبد النور التي توفيت عام 2019، بعد رحلة صراع مع مرض السرطان داخل السجن في ظل الإهمال الطبي، ما ساهم في تدهور صحتها ثم وفاتها".
وتابع البيان: "كما نتذكر ما تتعرض له كل النساء اللاتي لديهن قرابة من معتقلي الرأي في الإمارات، سواء كانت زوجة أو أما أو ابنة، حيث بلغت الانتهاكات سحب الجنسية، والتضييق في العيش، والدراسة، والعمل، والعلاج، والسفر. كما يتم التنكيل بهن عند محاولة زيارة المعتقلين أو معرفة أخبارهم".
الحقوقية الإماراتية آلاء الصديق، ابنة المعتقل عبد الرزاق الصديق، التي تترأس منظمة "القسط" الحقوقية، دعت سلطات بلادها في يوم المرأة العالمي إلى الإفراج عن العبدولي والبلوشي، بالإضافة إلى لطيفة، وشمسة، ابنتي حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم.
وقالت الصديق إن "المرأة كاملة الأهلية حقا، حقها في اختيار ما تريد، وحقها في احترام خيارها،
دون طغيان أي سلطة".
اقرأ أيضا: حقوقيون سعوديون يبدأون إضرابا عن الطعام في السجن
السعودية
تستمر السعودية في سجلها الممتد لسنوات طويلة في اعتقال المرأة لدوافع سياسية، فبرغم الإفراج المؤقت عن عديد الناشطات منذ نحو عامين، إلا أن أخريات لا يزلن يقبعن في السجون.
تعتقل السعودية حاليا ناشطات حقوقيات، وأخريات وجهت لهن تهما متعلقة بالإرهاب، وربطتهن إما بتنظيم الدولة والقاعدة، أو بخلايا أمنية في المنطقة الشرقية، ذات الغالبية الشيعية.
وبحسب "المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان"، فإن السعودية تعتقل 54 امرأة على الأقل حاليا، بالإضافة إلى أخريات تمارس التضييق عليهن بعد الإفراج المؤقت عنهن، مع منعهن من السفر.
في السعودية، كما في الإمارات أيضا، تعتقل السلطات إحدى نساء العائلة الحاكمة، وهي الأميرة بسمة بنت الملك سعود بن عبد العزيز، كما تعتقل أيضا ابنتها سهود، وذلك منذ آذار/ مارس 2019، كما تعتقل "سارة"، ابنة المسؤول الأمني السابق سعد الجبري، منذ آذار/ مارس 2020.
ومن بين أبرز المعتقلات الحقوقيات: "نسيمة السادة، سمر بدوي، ومياء الزهراني، ومها الرفيدي، وخديجة الحربي".
وتستذكر ناشطات سعوديات الشابة آمنة الجعيد، التي اختفت منذ العام 2017، عقب فيديو ظهرت فيه تشتكي التعنيف الذي تتعرض له من أسرتها، قبل أن يشاع أنها اعتقلت من قبل السلطات.
عديد المعتقلات في السعودية يتم حرمانهن من رؤية أطفالهن، كما حصل مع المعتقلة سماح النفيعي، المحكومة بالسجن 6 سنوات (تنتهي هذا العام)، فيما وضعت المعتقلة الكاتبة خديجة الحربي طفلا داخل السجن، إذ اعتقلتها السلطات مع زوجها ثمر المرزوقي وهي حامل.
ونهاية شباط/ فبراير الماضي، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه وبرغم الإصلاحات المعلنة التي تختص بعضها بتحسين وضع المرأة في السعودية، إلا أنه في غياب مجموعات مستقلّة لحقوق المرأة لمراقبة تنفيذ هذه الإصلاحات، وفي ضوء الاعتقالات التعسفية وأحكام السجن المترتّبة على انتقاد الحكومة، من غير الواضح مدى فعالية تنفيذ هذه الإصلاحات.
وعلقت الناشطة المفرج عنها مؤخرا لجين الهذلول: "كل عام ونساء العالم بحال أفضل"، علما أنها لا تخضع لجلسات محاكمة، وممنوعة من السفر.
اقرأ أيضا: المغرب يبدأ محاكمة السعودي الحسني.. ومخاوف من تسليمه
البحرين
أفرجت البحرين عن جل المعتقلات السياسيات لديها، إما بانتهاء محكومياتهن، أو استبدلت بها أعمالا اجتماعية وخدمية.
وبحسب حقوقيين بحرينيين، فإن الناشطة والمهندسة زكية البربوري، المعتقلة منذ 2018، لا تزال تقبع خلف القضبان، بعد صدور حكم ضدها بالسجن 6 سنوات، مع تجريدها من جنسيتها.
كما يطالب بحرينيون بالإفراج عن الطبيبة النفسية شريفة سوار، التي اعتقلت بعد كشفها تفاصيل تتعلق بتوزيع مواد مخدرة في إحدى مدارس البنات، وحُكم عليها بالسجن لمدة سنة تنتهي الصيف المقبل.
ويقول حقوقيون بحرينيون إن السلطات "انتقمت" من سوار التي اتهمت كبار المسؤولين بالتقصير، ولفقت لها تهم مثيرة للجدل، منها صرفها دواء لطفل كاد أن يودي به إلى الانتحار.
"CBS": سياسة جديدة للخارجية الأمريكية بشأن استهداف الصحفيين
نشطاء سعوديون يشتكون منع السفر: "نحن بسجن مفتوح"
هكذا تحدث معتقل عُماني في سجون الإمارات عن تيسير النجار