عاد الحديث عن تشكيل مجلس عسكري سوري إلى الواجهة، بعد تداول تسريبات عن مقترح تقدمت به كل من منصتي القاهرة وموسكو إلى روسيا، لتشكيله، ويتكون من ضباط من المعارضة والنظام يترأسه العميد مناف، نجل وزير الدفاع الراحل مصطفى طلاس، لقيادة المرحلة الانتقالية.
ولم يمنع نفي "منصة موسكو" تقديمها أي مقترح لروسيا حول هذا الخصوص، في الحد من انتشار الأنباء حول هذا المجلس، خصوصا أن طلاس لم يقدم نفيا قاطعا لها، أو يؤكدها.
من جانبه، استنكر عضو "هيئة التفاوض" عن "منصة القاهرة" أحمد شبيب، خلال حديثه لـ"عربي21"، إقحام اسم المنصة في هذا الشأن، وقال: "لم نقدم أي اقتراح للروس لا كمجلس عسكري ولا غيره، ولا علم لنا بالموضوع".
اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": هذا هو الدور المتوقع لمناف طلاس بسوريا
ونقلت تقارير صحفية عن قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، قبوله بالمشاركة في المجلس، في حال كان "لا يحمل صبغة قومية أو دينية".
وكان "تجمع الضباط الأحرار" قد دعا في أكثر من مناسبة إلى تشكيل مثله، مؤكدا دعمه لتولي العميد مناف طلاس لرئاسته.
وفي حديث خاص لـ"عربي21"، قال قائد التجمع العميد الركن طلال فرزات؛ إن المجلس العسكري يكاد أن يكون خارطة الطريق الوحيدة المقنعة التي من شأنها إيجاد المخرج المناسب لجميع القوى اللاعبة في الملف السوري، للخروج من مأزق الصراع السوري، الذي تجاوز حدود العقل والمنطق.
وأضاف أن المجلس العسكري "من شأنه أن يعيد هيكلة الجيش ويحمي السلم الأهلي ويسحب السلاح من جميع الأطراف، ويحمي عودة اللاجئين بكرامة ويعمل جنبا إلى جنب مع حكم انتقالي وطني من النظام والمعارضة دون الأسد".
وأضاف فرزات أن العميد مناف طلاس رجل توافقي، ويحظى بقبول دولي وإقليمي وعربي، ولديه علاقات مع الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والدول العربية الفاعلة دون استثناء.
وحول توقيت الإعلان عن المجلس قال فرزات؛ إن توقيت البدء بالمشروع بيد أصحاب القرار الأمريكي أولا، والروس ثانيا، ولا يزال طلاس بالمشهد.
وكشف في هذا الصدد عن قيام "التجمع" بجمع توقيع أكثر من 1200 ضابط منشق، دعما لترشيح العميد طلاس لقيادة المجلس العسكري، وقال: "باعتقادي المشروع بات قريبا، وخصوصا أن طلاس كان قد أجرى زيارة سرية لموسكو"، من دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.
من جانبه، قال المحلل السياسي أسامة بشير؛ إن مشروع المجلس العسكري الذي بُدئ الحديث عنه منذ عام 2013، بدأ يتبلور تباعا، خصوصا أن كل الأطراف الفاعلة قد أدركت أن الحل في سوريا لن يكون تفاوضيا، وتحديدا بعد فشل اللجنة الدستورية في تحقيق أي تقدم يُذكر.
وأضاف لـ"عربي21"، أن هناك التفافا كبيرا من الضباط الذين انشقوا عن النظام حول فكرة المجلس العسكري، معتبرا أن من الصعب الجزم بتوقيت الإعلان عنه.
اقرأ أيضا: 5 دول أوروبية: النظام السوري يتسبب بفشل اللجنة الدستورية
لكن الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، لم يستبعد أن يكون الحديث عن المجلس بمنزلة رسائل ضغط على النظام السوري من موسكو، الهدف منها التلويح للأسد بأن لدى الروس البديل في حال قرر التغريد بعيدا عنها.
وفي حديثه لـ"عربي21"، لفت الباحث إلى تصريح الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا ألكسندر يفيموف، بأن بلاده غير مستعدة لدعم اقتصاد النظام الذي يشهد حالة من الانهيار، المتمثلة بتهاوي قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وكان يفيموف قد أشار في حوار مع وكالة "نوفوستي" الروسية، إلى صعوبة تقديم دعم روسي مالي للنظام السوري قائلا: "مسألة تخصيص الأموال للدعم ليست سهلة للغاية؛ لأن بلدنا نفسه اليوم تحت تأثير العقوبات، ويعاني من ركود اقتصادي بسبب الجائحة. كل هذا بالطبع، لابد أن يؤخذ في الاعتبار".
وبحسب السعيد، فإن العلاقة بين النظام وروسيا ليست في أحسن أحوالها، وقد تكون روسيا هي الجهة التي تقف خلف المعلومات المنتشرة عن "المجلس العسكري".
وكان طلاس قد اعتبر في صيف العام الماضي، أنه لا بد من تشكيل المجلس العسكري لتولي ضمان تطبيق القرار الدولي 2254، ويتولى جمع السلاح غير الشرعي.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن دور قادم لطلاس الذي غادر البلاد في منتصف عام 2012، بعد انشقاقه عن جيش النظام.
هل تنسحب مليشيات إيران من مطار "التيفور"؟.. مصادر توضح
باحثون يقرأون ظهور الجولاني بـ"البدلة".. ما الدلالات؟
هكذا قرأ مراقبون إدانة إدارة بايدن للتفجيرات شمالي سوريا