أدت الحكومة الانتقالية الجديدة في السودان، الأربعاء، اليمين الدستورية في القصر الرئاسي في الخرطوم، وسط احتجاجات في ثلاث ولايات سودانية ضد الأوضاع المعيشية الصعبة.
وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، عقب أداء وزراء الحكومة اليمين الدستورية، إن "قطار الثورة السودانية مستمر، ولن يتوقف، وإن التغيير محروس بإرادة الشعب السوداني".
ودعا البرهان وزراء الحكومة الانتقالية إلى التعهد بالعمل يدا واحدة في كل أجهزة الدولة، التي تستكمل هياكلها بتشكيل المجلس التشريعي، لضمان السير في خط الانتقال الديمقراطي، والتأسيس للفترة التالية، وقيام الانتخابات بتماسك واتحاد.
وشدد على أهمية الجلوس إلى المواطنين وتلمس مشاكلهم والعمل على معالجتها، مؤكدا أنهم سيجدون كل الدعم من مختلف أجهزة الحكم وقطاعات الشعب المختلفة.
بدوره، ذكر رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك إن "الوزارة الثانية من عمر الثورة، تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد، وتحديات كثيرة اقتصادية وأمنية"، مستدركا: "لدينا إمكانية للاتفاق على برنامج يركز على معالجة القضايا الأساسية في البلاد".
ورأى حمدوك أن الحكومة الجديدة تمثل أعرض تحالف سياسي، له القدرة على إنقاذ السودان، ووضع اللبنات الأساسية، لتجنب البلاد شرور الانهيار.
من جانبه، رحب الاتحاد الأوروبي بأداء اليمين لمجلس وزراء الحكومة الجديدةـ وزيادة أعضاء المجلس السيادي، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية جوبا للسلام.
وقال الاتحاد في بيان، "نشجع الحكومة الانتقالية الجديدة في السودان على تسريع أجندة الإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد، وكذلك المضي قدما في تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام"، مضيفا أن هذه الجوانب تتطلب من مختلف الفصائل السياسية السودانية العمل معا بشكل بناء، من أجل الصالح العام للشعب السوداني، الذي تضرر بشدة من الوضع الاقتصادي المتردي والمتدهور.
وقال مجلس الوزراء، في بيان أمس الثلاثاء، إن "أعضاء التشكيل الوزاري الجديد سيؤدون اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، بحضور رئيسة القضاء نعمات عبد الله".
اقرأ أيضا: السودان يعلن تشكيلا وزاريا جديدا باستثناء وزير واحد (شاهد)
والاثنين الماضي، أعلن حمدوك تشكيلة حكومته الجديدة ضمن الفترة الانتقالية، وهي من 26 وزيرا.
وبدأت في السودان، في 21 آب/ أغسطس 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا، تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وائتلاف قوى "إعلان الحرية والتغيير".
بلينكن وحمدوك
واتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ليل الثلاثاء، برئيس الحكومة السوداني عبد الله حمدوك، وقال إن بلاده ملتزمة بدعم التحول الديمقراطي في السودان.
ونقلت وكالة أنباء السودان "سونا" الرسمية عن بلينكن أنه عبر خلال الاتصال عن "التزام الولايات المتحدة الأمريكية الراسخ بدعم الحكومة الانتقالية، ودعم التحول الديمقراطي بالبلاد".
وأشار حمدوك خلال الاتصال ذاته إلى "تطلُّع الحكومة السودانية للعمل المشترك في مختلف القضايا ومواجهة التحديات المشتركة".
وقال حمدوك إن "العلاقات بين البلدين دخلت عهدا جديدا بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".
بدوره، أصدر نيد برايس، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، بيانًا، حول الاتصال، مشيرًا فيه إلى أن الوزير بلينكن شدد فيه على دعم بلاده للحكومة الانتقالية المدنية بالبلاد.
وأشار البيان كذلك إلى أن "الوزير بلينكن يقدر جهود الحكومة السودانية في توفير السلام والعدالة والحرية لشعب السودان".
وأوضح أن الطرفين قيما خلال الاتصال جهود الإصلاح الاقتصادي والتنمية في السودان، وناقشا كذلك سبل القضاء على الأسباب الجذرية للعنف في دارفور، وكيفية تنفيذ اتفاقيات السلام الأخيرة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، هنأت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم، حمدوك، بتشكيل حكومته الجديدة للفترة الانتقالية، الاثنين.
ورفعت واشنطن، في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عقوبات اقتصادية وسياسية كانت قد فرضتها على السودان لوجوده بقائمة "الدول الراعية للإرهاب".
احتجاجات في 3 ولايات
ميدانيا، أعلنت ثلاث ولايات سودانية، الثلاثاء، حظر التجوال جراء تصاعد احتجاجات شعبية ووقوع أعمال عنف ونهب، خلال الأيام الماضية، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سونا).
وفي ولاية جنوب دارفور (غربا)، قررت لجنة الأمن حظر التجوال بمدينة نيالا، مركز الولاية، بين السادسة مساء (16.00 ت.غ) والسادسة صباحا (04:00 ت.غ) بالتوقيت المحلي، وتعليق الدراسة في مرحلتي الأساس والثانوي.
وقال الوالي موسى مهدي إن الشرطة فرقت مظاهرات و"أعمال شغب" في نيالا، بعد أن حاول متظاهرون الاعتداء على المحال التجارية، وفق تعبير الوكالة الرسمية.
وأضاف أن الشرطة أوقفت متظاهرين بعد أن ضبطت بحوزتهم "أسلحة وذخائر".
اقرأ أيضا: سودانيون يحرقون علم الاحتلال.. واحتجاجات ضد الحكومة (شاهد)
وأعلنت لجنة أمن ولاية شمال دارفور (غربا)، الثلاثاء، حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية.
وقررت إغلاق الطرق الداخلية والخارجية ومنع التجمعات، بعد أحداث عنف في محلية كبكابية، الثلاثاء، ومدينة الفاشر، مركز الولاية، الاثنين.
وشملت القرارات إغلاق المدارس والأسواق ومنح العاملين بالمرافق والمؤسسات الحكومية إجازة يومين.
ولم تحدد الولاية عدد ساعات حظر التجوال، لكنها أعلنت الاثنين، حظر التجوال في الفاشر بين السادسة مساء والسادسة صباحا.
وأصدر والي شمال كردفان (غربا)، خالد مصطفى آدم، قرارا بإغلاق أسواق الأبيض (مركز الولاية) ومحلية الرهد أبو دكنه ومحلية أم روابة لمدة 48 ساعة، اعتبارا من الأربعاء، حفاظا على الممتلكات.
وأفاد آدم بفرض حظر تجوال بين السادسة مساء والسادسة صباحا بمناطق الولاية كافة.
ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازية (غير الرسمية) إلى مستويات قياسية.
احتجاجات بالخرطوم على التطبيع وحرق لعلم الاحتلال (شاهد)