تشهد أفغانستان موجة عنف دامية وسط اتهامات متبادلة بين حركة طالبان وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، بعرقلة السلام.
واستهدف انتحاري بسيارة مفخخة قاعدة تابعة للجيش الأفغاني في شرق البلاد، السبت، ما أسفر عن مقتل ثمانية عناصر أمن على الأقل، وسط حديث عن ارتفاع الحصيلة إلى 15.
وسارعت طالبان لتبني الهجوم، مؤكدة، في بيان، أنه "لن يكون الأخير"، ومعتبرة أنه رد على عمليات عسكرية سقط ضحيتها مدنيون.
ووقع الهجوم قبل الفجر في ولاية ننغرهار، فيما شهدت مناطق مختلفة، بما فيها العاصمة كابول، أعمال عنف متفرقة.
وأعلنت الشرطة الأفغانية مقتل أربعة مدنيين وإصابة أربعة آخرين، إثر انفجارين وقعا في العاصمة، وثالث بولاية قندهار جنوب البلاد.
وفي المقابل، أعلنت المخابرات الأفغانية اعتقال حاكم ولاية كابول في حركة طالبان "محمد لالا"، معتبرة أنه مسؤول عن عمليات عسكرية.
ويأتي تفجر المشهد بعد يومين من إعلان البنتاغون أن طالبان "لا تفي بالوعود" التي قطعتها على نفسها في الاتفاق الموقع مع واشنطن في الدوحة العام الماضي، بما في ذلك خفض منسوب العنف وقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة.
وبعد توصل الجانبين إلى اتفاق، بدأت مباحثات مباشرة بين الحركة والحكومة الأفغانية، في أيلول/ سبتمبر الماضي، لكنها فشلت حتى اليوم في تحقيق اختراق كبير، وسط ترقب لما ستأتي به الإدارة الجديدة.
واتّهمت إدارة بايدن طالبان بعدم خفض منسوب العنف على الرغم من الاتفاق الذي وقعته مع واشنطن، وأعلنت عن بدء مراجعة للاتفاق.
ونص الاتفاق على وقف طالبان هجماتها ضد القوات الأمريكية وخفض منسوب العنف إلى حد كبير وتحقيق تقدم في المفاوضات مع حكومة كابول.
وفي المقابل، تعهدت الولايات المتحدة بخفض عدد جنودها في البلاد وسحب قواتها بالكامل بحلول أيار/مايو 2021.
لكن البنتاغون قال الخميس إن "طالبان لا تفي بالتزاماتها بخفض منسوب العنف والتخلي عن علاقاتها بالقاعدة".
اقرأ أيضا: صحيفة: هل يلغي بايدن قرار سحب القوات من العراق وأفغانستان؟
وفي سياق متصل، حض الرئيس الأفغاني أشرف غني الإدارة الأمريكية الجديدة على تكثيف الضغط على حركة طالبان وعدم التسرع في سحب المزيد من القوات.
وقال غني، الجمعة، إن طالبان فشلت في الوفاء بالشروط المتفق عليها في اتفاق شباط/فبراير 2020 مع الولايات المتحدة للحد من الهجمات في أفغانستان وقطع العلاقات طويلة الأمد مع تنظيم القاعدة.
وتابع غني في خطاب عبر الإنترنت لمنتدى آسبن الأمني: "يجب على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اتخاذ موقف قوي للغاية بشأن النهج القائم على الشروط".
وأضاف: "وقعا على اتفاق وهذا الاتفاق يحتاج الآن للتنفيذ".
وقال غني إنّ على طالبان الاعتراف بمهاجمة القوات الحكومية وبتنفيذ سلسلة اغتيالات لشخصيات عامة.
وأشار إلى أن طالبان استغلت اندفاع ترامب لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان لمواصلة مهاجمة القوات الحكومية.
وقال إنه بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان العام الماضي، أكد المسؤولون الأمريكيون لكابول "أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار أو خفض كبير للغاية للعنف".
وتابع: "عوضا عن ذلك، بلغ العنف ذروته".
وأضاف غني أنه تحدث إلى وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكين الخميس وتأكد من أن إدارة بايدن ستراجع الأمور عن طريق إرسال فريق جديد إلى أفغانستان وستتشاور بشكل أوثق مع كابول.
وأوضح: "لا يمكن أن نكون أكثر سعادة من الاهتمام المبكر والمنهجي والحوار بين شريكين ضحّيا بشكل متبادل ولهما مصلحة مشتركة".
وقال غني إن طالبان تعتقد أنها هزمت الولايات المتحدة وأن قوات حلف الأطلسي في أفغانستان "هاربة".
وللولايات المتحدة نحو 2500 جندي في أفغانستان، وهو رقم انخفض بشدة من قرابة 13 ألف عسكري قبل عام.
وفي اتفاق انسحاب إدارة ترامب مع طالبان، كان من المفترض أن تسحب الولايات المتحدة جميع القوات بحلول أيار/مايو 2021 مقابل تعهدات أمنية من الحركة.
وفي تصريحات منفصلة، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جاك سوليفان إنّ إدارة بايدن تدعم إطار اتفاق سلام أفغاني داخلي تمت الإشارة إليه في اتفاق الولايات المتحدة وطالبان.
وقال إن الإدارة "تلقي نظرة فاحصة" على مدى تلبية طالبان للشروط التي وافقت عليها بشأن الحد من العنف وقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة والتفاوض بنية حسنة مع حكومة كابول.
وقال في كلمة أمام المعهد الأمريكي للسلام: "في هذا السياق سنتخذ قرارات بشأن وضع قوتنا واستراتيجيتنا الدبلوماسية للمضي قدما".
طالبان تتهم واشنطن بانتهاك اتفاق الدوحة بقصف مدنيين
وفد من "طالبان" يصل إيران ويلتقي مسؤولين كبار
إدارة بايدن لا تحسم موقفها من الإيغور وستراجع الاتفاق مع طالبان