اتهمت حركة طالبان الأفغانية، واشنطن بانتهاك اتفاق الدوحة "عبر قصف مدنيين"، لكنها أبدت عزمها على احترام الاتفاق الذي يمهّد لانسحاب كامل للقوات الأمريكية من أفغانستان بحلول أيار/مايو.
وقال المتحدث باسم الحركة، محمد نعيم لفرانس برس؛ إن الأمريكيين ينتهكون كل يوم تقريبا عبر قصف مدنيين ومنازل وقرى"، معتبرا أن هذا الأمر ليس فقط "انتهاكا للاتفاق، إنما انتهاك لحقوق الإنسان".
وينصّ الاتفاق، الذي أبرمته إدارة ترامب، على الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية بحلول أيار/ مايو مقابل تعهّد طالبان عدم السماح لتنظيمات بأن تنشط من المناطق الخاضعة لسيطرتها وعدم استهداف القوات الأمريكية.
ولم تحل مفاوضات السلام الأخيرة دون تصاعد أعمال العنف منذ بضعة أشهر في كابول وعدة أقاليم أفغانية، حيث تحصل اغتيالات موجّهة تستهدف صحفيين وشخصيات سياسية وناشطين في مجال حقوق الإنسان.
في سياق متصل، أعربت حركة "طالبان"، الجمعة، عن أملها انسحاب القوات الأجنبية المتبقية في أفغانستان كافة، خلال نيسان/أبريل المقبل.
جاء ذلك على لسان الممثل عن مكتب "طالبان" السياسي شير محمد عباس ستانيكزاي، الذي وصل إلى موسكو، الخميس، ضمن وفد للحركة بهدف بحث عملية الحوار الخاصة بالمصالحة الأفغانية، مع ممثلي وزارة الخارجية الروسية.
وقال ستانيكزاي في مؤتمر صحفي؛ إن "3 أشهر لا تزال متبقية قبل حلول أقصى موعد لخروج القوات الأجنبية من أفغانستان، وفقا للاتفاق المبرم في الدوحة أواخر شباط/ فبراير الماضي"، لكنه أكد أن حركته لن تتوقف عن القتال، طالما أن القوات الأجنبية موجودة في البلاد.
اقرأ أيضا: وفد من "طالبان" يصل إيران ويلتقي مسؤولين كبار
ولفت إلى أن "معظم القوات الأجنبية غادرت البلاد أفغانستان، إلا أن بضعة آلاف العسكريين لا يزالون موجودين فيها".
وأضاف أن "الحركة تأمل استمرار التزام إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بالاتفاق".
ووصف ستانيكزاي الاتفاق بأنه "فرصة جديدة" للولايات المتحدة، من أجل مغادرة أفغانستان، بغض النظر عن الإدارة في واشنطن.
وفي وقت سابق، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن اعتزامها مراجعة اتفاق سلام مع حركة طالبان كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد أبرمته العام الماضي.
وقالت متحدثة إن الإدارة الجديدة تريد التأكد من وفاء الجماعة الأفغانية المسلحة بالتزاماتها، والتي تضمنت الحد من العنف، وقطْع العلاقات مع من وصفتهم بـ"الإرهابيين".
وتحدث جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، مع مسؤولين أفغان لتأكيد نية المراجعة.
وفي بيان، الجمعة، كشفت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن تحدث، الخميس، مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، حول التزام واشنطن بشراكة دائمة مع أفغانستان.
وجدد بلينكن الدعم الدبلوماسي القوي لعملية السلام ورغبة بلاده في مساعدة أطراف النزاع على تحقيق تسوية سياسية دائمة وعادلة، ووقف إطلاق نار دائم وشامل يستفيد منه جميع الشعب الأفغاني.
وأعرب بلينكن عن رغبته في دعم جميع القادة الأفغان للفرصة التاريخية للسلام، وذلك مع الحفاظ على التقدم المحرز على مدى السنوات العشرين الماضية في ما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات المدنية ودور المرأة في المجتمع الأفغاني.
وعبر بلينكن عن التزامه بإجراء مشاورات مع حكومة أفغانستان، وحلفاء الناتو، والشركاء الدوليين بشأن وضع استراتيجية جماعية لدعم مستقبل مستقر وديمقراطي وآمن لأفغانستان.
معهد واشنطن: التغييرات الأمنية بعد هجوم بغداد رسالة مهمة
إدارة بايدن لا تحسم موقفها من الإيغور وستراجع الاتفاق مع طالبان
بومبيو يعتزم نشر ملفات سرية عن علاقة إيران بالقاعدة