سلطت صحيفة عبرية الضوء على الجرائم والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها عصابات المستوطنين بحق المواطنين
الفلسطينيين في الأراضي المحتلة يوميا، وخاصة في الظلام.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب ميخائيل سفارد، وهو محام
إسرائيلي وناشط سياسي متخصص في قانون حقوق الإنسان الدولي وقوانين الحرب، أن "العصابات اليهودية التي تهاجم الفلسطينيين بالليل، تمارس أعمال شغب عنصرية".
وأضافت: "مستوطنون ملثمون وعصابات، تقتحم عند هبوط الظلام مفترقات الطرق والقرى بحثا عن الفلسطينيين، ويقوم أعضاء تلك العصابات بإغلاق الطرق من أجل القيام بعملية انتقاء والعثور على سيارات ذات لوحات فلسطينية، ومهاجمة ركابها، كما ينقضون على البيوت في قرى الضفة، ويحطمون الزجاج ويشعلون الحرائق".
وأكد أن هذه الأعمال الإجرامية "تحدث كل ليلة منذ شهر تقريبا، لأن أصدقاء سانداك، وهو أحد عناصر "شباب التلال" (عصابات يهودية) الذي قتل في مطاردة للشرطة الإسرائيلية، قرروا أن يدفع الفلسطينيون ثمن موته".
وكشفت الصحيفة، أن منظمة حقوق الإنسان "يوجد حكم" التي يعمل كاتب المقال مستشارا قانونيا لها، "وثقت في هذه الفترة 47 هجوما ليليا، تسبب بأضرار كثيرة في الممتلكات وأصيب فيها على الأقل 14 فلسطينيا؛ بينهم طفل وطفلة"، منوهة أن هناك "المئات من مثيري الشغب، واعتقل منهم القليل".
وذكرت أن نشطاء المنظمة يوثقون الكثير من اعتداءات تلك العصابات بحق الفلسطينيين، وتم توثيق تحطيم نوافذ منزل لعائلة فلسطينية أثناء تناولهم طعام العشاء، في حين أوشك سائق فلسطيني أن يقتل على الشارع، إضافة لحرق سيارة أخرى من قبل أفرد تلك العصابات، الذين يتسببون في اختناقات مرورية ضخمة لعمال لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم بعد انتهاء يوم العمل.
ونوهت أنه "مع تواصل عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، لا يتم إرسال سيارات البث الإسرائيلية المتحركة إلى القرى الفلسطينية، وعندما تبلغ وسائل الإعلام العبرية عن أعمال شغب وانتهاكات لـ"لكتائب التفوق اليهودي"، تنشر باختصار شديد، إلا إذا هاجم أعضاء هذه العصابات رجال الشرطة وقاموا بقلب سياراتهم".
وقالت: "طالما أن المصابين من غير اليهود، والبيوت المتضررة جراء الهجمات للفلسطينيين، فالخبر لا يتطور ليصبح تقريرا حقيقيا"، لافتة أنه يمكن من خلال حسابات منظمات حقوق الإنسان في الشبكات الاجتماعية، وفي مواقع أخبار "يسارية"، منها "هآرتس"، "مشاهدة أفلام قصيرة مرعبة لمسافرين فلسطينيين يتعرضون للرشق بالحجارة، تحطم نوافذ سياراتهم أثناء السفر، كما يمكننا رؤية صور لبيت بعد هجوم العصابات اليهودية، حيث شظايا الزجاج تنتشر في المطبخ وغرف النوم، وبقايا دماء المصابين على الأرض، بينهم أطفال حطمت وجوههم بحجارة تلك العصابات".
وتساءلت الصحيفة باستهجان: الجيش الإسرائيلي "الأقوى" في الشرق الأوسط، لماذا لا ينجح أو لا يحاول حقا أن يوقف تلك الهجمات؟ منوهة أن تلك العصابات "تحتل البلاد برعاية تراخي الجيش وجهاز إنفاذ القانون".
وأشارت إلى أنه "من نتائج الاستطلاعات يتولد الانطباع بأنه من ناحية سياسية، الانتخابات هي للجنة الداخلية لمجلس "يشع" الاستيطاني"، مضيفة: "في كل ما يتعلق بالنزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، اليمين الكولونيالي الإسرائيلي خلق شبكة أحزاب مستنسخة أيديولوجيا، تعمل على حرمان الواقعين تحت الاحتلال من الحقوق، مع الضم والأبرتهايد".
ورأت "هآرتس"، أنه "ليس من الغريب، أن أحدا من زعماء الأحزاب البديلة لم يشق ثوبه ولم يضع التراب على رأسه عند مشاهدة عناصر تلك العصابات وهم يتصرفون مثل مارقين مع المحتلين (الفلسطينيين)".
وخاطبت العديد من قادة اليمن في "إسرائيل" ومنهم؛ جدعون ساعر ونفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان، بقولها: "لا تتجرأوا على القول بعد ذلك بأن "أيدينا غير ملطخة بهذا الدم"، فالصمت يعني التخلي، وصمتكم يسمعه رجال الشرطة والجنود والضباط والمراسلون والجمهور الإسرائيلي".