سلّطت صحيفة
"هآرتس" العبرية الضوء على
المنافسة الجارية على مقاعد
الكنيست
الإسرائيلي في الانتخابات المقبلة في آذار/ مارس 2021، مؤكدة أنها بمثابة
"برنامج الواقع للمحتالين".
وعود فارغة
وفي تقرير نشرته
للكاتب تسفي برئيل، قالت الصحيفة: "لقد وصلنا للمرحلة الحاسمة في منافسة
النينجا للسياسيين في سنة 2021، هناك سلسلة من النجوم الجدد، يلمعون، ومتحمسون،
شرعوا في استعراض العضلات قبيل صعودهم لمسار اجتياز الحواجز".
وذكرت أن هؤلاء
"النجوم" هم "مثلما في برنامج "الصراع على البقاء"، منذ
الآن يتجمعون في مجموعات وقبائل، يتصلون مع من يغنون الشعارات المألوفة؛ من أجل
التودد للقضاة، ومشاهدي "نجم يولد" (برنامج إسرائيلي غنائي)، الذين فقط
يجب عليهم الضغط بواسطة الهاتف المحمول على الرقم الصحيح".
ومن خلال النظر عن
قرب، يتبين -بحسب الصحيفة- أن "معظمهم ليسوا جددا، فالحديث يدور عن خريجي
مسلسلات واقعية سابقة، مثل عوفر شيلح القادم من يوجد مستقبل، جدعون
ساعر المنشق عن الليكود ومعه أبناء القبيلة؛ يفعات شاشا بيتون، زئيف
ألكين وتسفي هاوزر ويوعز هندل".
وأضافت: "الكشاف
موجه جانبا للحظة، وهناك تتوهج الاكتشافات الجديدة التي مرت بسلسلة العروض المبكرة
مثل رون خولدائي (رئيس بلدية تل أبيب) وغادي آيزنكوت (رئيس أركان سابق)، ومن
الساحر تظهر شخصية تسيبي لفني وكأنها من قصص الأساطير".
وأشارت إلى أن
"من ينفذون الاستطلاعات، بدأوا طريقهم وهم يعرضون صفحات الرسومات البيانية
وكعكة التقسيم بين كتل اليمين وكتل الوسط، ومنتخب الأحلام هذا يأمل أن نقوم نحن
جمهور المضطهدين، الذين نحمل الندب والعاطلين عن العمل والمفلسين، بأن نصدقهم مرة
أخرى، وكأن الأمر الآن لا يتعلق بمحتالين يمارسون علينا لدغة بعد أخرى، وحتى الآن
لم يدفعوا أي ثمن".
ورأت
"هآرتس" أن "الأمر لو كان يتعلق بمحتالين عاديين لكان "حاييم
اتكر" لاحقهم وصرخ عليهم: "كيف يمكنكم فعل هذا بالجمهور؟ ولكن لا يمكن
ملاحقة وزراء وأعضاء كنيست بهذه الطريقة في الشارع، هؤلاء محتالون يحملون "VIP"، في حين لا
يوجد بند يمنع بالقانون سرقة الأصوات، منح وعود فارغة للجمهور، غش في التشريعات،
خيانة للبرنامج السياسي أو بغاء سياسي".
مشاعر الانتقام
وأفادت بأن
"القانون الإسرائيلي لا يمنع أي سياسي من أن يكون غبيا، كاذبا، طماعا، داهية
أو يفتقر لأي مهارات. وفي الحقيقة لا يوجد واحد منهم غير مشوب بواحدة من هذه، أو
بكل هذه العيوب، كما لا يوجد أي واحد منهم لم يرتكب هذه المخالفات الخطيرة، التي
لا يعاقب عليها فقط بسبب الإيجاز القانوني".
ونوهت بأنه "إلى
جانب المرشحين الذين لم يعلن عنهم بعد، كل من سيحاول أن يطرح نفسه الآن كشيء جديد،
أو على الأقل معاد تأهيله، كان عضوا في حزب أو في حكومة دهورت إسرائيل إلى
الهاوية، وهو الآن ينظر من فوق الجرف، ويعرض خدمات الجر التي توجد لديه على
الناجين المصابين الذين يصرخون من أسفل الوادي".
وبينت الصحيفة أنه
"في مركز حملة الانتخابات القادمة، ستعم مشاعر الغضب والانتقام، وليس مع بل
ضد، لأن هذه الانتخابات تعتمد على عدم ثقة مطلق بالطريقة وبالمرشحين"، موضحة
أن "الخيار الذي سيعرض على الجمهور سيكون بين السيئين والأقل سوءا، بين من
يجب معاقبتهم بشدة أكثر وبين من يجب معاقبتهم بشدة أقل".
وتساءلت: "هل يجب
التصويت لمن خدعنا فقط قليلا، وإبعاد من هو مشوب بجرائم خطيرة؟ هل يجب أن نعطي فترة
اختبار أخرى لمن يعد بأنه في هذه المرة سيتصرف بطريقة مختلفة ولن يسرق أصوات
الناخبين؟ وهل من الأفضل أن نعطي النصر لأزعر معروف، لن يفاجئنا؟".
ومع المعطيات السابقة،
قالت "هآرتس"، إنه "من الأفضل لإسرائيل ألّا نوهم أنفسنا، ففي
حملة الانتخابات هذه لا يعرضون أملا أو قيما أو أفقا اقتصاديا أو سياسيا أو صراعا بين
اليسار واليمين، بل فقط ترجمة الاحتجاج والمعاناة لقوة سياسية، تستطيع أن تعيد
الثقة بالديمقراطية، وبإدارة رشيدة، وبقوة الجمهور على تغيير الواقع بوسائل قانونية".
وأكدت أن "هذه
الانتخابات هي انتخابات شخصية، لا توجد فيها أيديولوجيا، وهي خالية من الأحاديث
الفارغة عن أفكار سامية".