سياسة دولية

هيرست يتحدث عن حملة ماكرون "المريبة" و"الإسلام الفرنسي"

قال هيرست إن ماكرون يسعى إلى فرض "الإسلام الفرنسي"- ميدل إيست آي

تحدث الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، عن حملة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الإسلام، واصفا إياها بـ"المريبة".

 

وقال هيرست في مقال نشرته صحيفة "ميدل إيست آي" وترجمته "عربي21"، إن ماكرون بات ينظر للإسلام على أنه دين خصم لسياساته، ويعادي النسوية، ويطبق أشكالا متخلفة من العدالة.

 

ولفت هيرست إلى أن ماكرون يرى أنه بينما مرّت المسيحية بمراحل إصلاح متعددة، بقي الإسلام مكانه دون إصلاح، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي يقود حملة صليبية في القرن الحادي والعشرين.

 

وتابع: "رفعت رسومات النبي محمد على جوانب المباني، وتعرضت عشرات المساجد للاقتحام، وأغلقت الجمعية الخيرية الإسلامية بركة سيتي وكذلك مؤسسة التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا، والتي ترصد الهجمات الإسلاموفوبية التي يتعرض لها المسلمون في البلاد، وكل ذلك كجزء من الحملة ضد ما يسمى "الانفصالية الإسلاموية".
  
يقول هيرست إن ماكرون يسعى إلى فرض "الإسلام الفرنسي"، والذي بدأه بخطوات مثل اشتراط حصول الأئمة على اعتماد رسمي يمكن أن يسحب منهم في أي وقت، إضافة إلى الاشتراط على الأئمة بضرورة التوقيع على ميثاق "القيم الجمهورية".

 

في المقال ذاته، تحدث هيرست عن مساعي فرنسا إلى ربط الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية بالإسلام.

 

وأشار إلى ما قاله أوليفر روي، أحد العلماء المتخصصين في الإسلام الراديكالي في فرنسا، بأن الإسلام ليس هو من يدفع نحو التطرف، وإنما الراديكالية، التي تنشأ في العادة في أوساط الجيل الثاني من المهاجرين، ثم تجد في الإسلام شكلاً جديداً لها.

 

ويقول روي: "ليست المسألة أنهم يعتنقون أولاً السلفية ثم ينتقلون إلى الإرهاب. ولهذا فأنا أتحدث عن أسلمة التطرف... تحدث القطيعة مع المجتمع أولاً، ولعلها من بعد ذلك يتلوها الانغماس في السلفية ولكن، في العديد من الحالات، لا يكون التطرف مسبوقاً بمرحلة من السلفية بتاتاً".

 

يعلق هيرست: "إذا كان روي محقاً، فلا شيء مما تفعله الحكومة الفرنسية حالياً سيحقق الغاية المرجوة منه، وخاصة بعد حادثة القتل الأخيرة التي تعرض لها صمويل باتي، أستاذ المدرسة الذي عرض رسومات النبي محمد على طلاب فصله".
 
لفت هيرست إلى أنه في فرنسا توجد مثلها مثل المجتمعات الغربية الأخرى، مشاكل في الحفاظ على النظام الاجتماعي، وهذا أمر لا علاقة له بتاتاً بالتطرف الديني. وأضاف: "لقد انكسر السلم الاجتماعي، وباتت الحواجز بين الأجيال، ومستويات الدخل، والأقليات العرقية، وسكان الريف والمدن، أكبر بكثير من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية. وفقد الاتحاد الأوروبي منذ زمن طويل أي قيمة له كبلسم شاف لما خلفته ثلاث حروب جرمانية فرنكوفونية. وبينما بات اليسار محطماً، يعمل اليمين المتطرف على تحديث نفسه وتغيير شكله ومظهره".
  
 ولخص هيرست الحملة التي قام بها ماكرون بأنها حملة علمانية طموحة، ليس لإنقاذ القدس وإنما لإنقاذ روح فرنسا الجمهورية المتوهمة. ويفعل ماكرون ذلك باسم "اللائكية"، ذلك المفهوم الفرنسي الفريد من نوعه للفصل بين الكنيسة والدولة، والذي ظل يخضع للتحويل والتغيير عبر الزمن حتى ضاعت ملامحه.
  

لقراءة الترجمة الكاملة للمقال (هنا)

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)