ملفات وتقارير

في ذكرى تأسيسها الـ71.. ما مصير وكالة الغوث؟

الوكالة تمر بأزمة مالية غير مسبوقة بفعل الضغط الأمريكية وجائحة كورونا- جيتي

تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ71 لتأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط تحديات كبيرة تواجهها، أبرزها الأزمة المالية الخانقة.

وجاء قرار التأسيس عقبة نكبة عام 1948، وفي مثل هذا اليوم 8 كانون أول/ ديسمبر من عام 1949، تأسست الوكالة، بموجب القرار رقم 3022، لتكون وكالة مؤقتة، ترعى اللاجئين الفلسطينيين من عدة جوانب، ويجدد تفويضها كل ثلاثة أعوام، عبر التصويت في الجمعية العامة، إلى حين الوصول إلى حل عادل ومرض ينهي قضية اللاجئين.

وسعى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، إلى إنهاء الوكالة عبر عدة خطوات أبرزها تقليص الدعم المالي، والبحث عن طرق لإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، بحيث يشطب أجيالا كاملة من الشعب الفلسطيني الذي ولد باللجوء.

وبدأ العمل الفعلي لخدمات الوكالة، في العام 1950، وحصلت المنظمة الدولية على سجلات اللاجئين الفلسطينيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشاركت في عمليات التمويل العديد من دول العالم وأبرزها الولايات المتحدة.

وتواجه الوكالة تحديات كبيرة، أثرت على عملها، ودفعتها لتقليص العديد من الخدمات التي كانت تقدم للاجئين على مدار عمرها. ووصلت الأزمة إلى رواتب الموظفين، وهو ما ينذر بكارثة تحل بمئات آلاف الأسر التي يعمل أبناؤها في الوكالة.

الناطق باسم وكالة الأونروا في المنطقة العربية عدنان أبو حسنة، أشار إلى كم هائل من الصعوبات، التي تواجه الوكالة وقدرتها على تقديم الخدمات للاجين.

وقال أبو حسنة لـ"عربي21": "اليوم، تعداد اللاجئين وصل إلى 5.7 مليون لاجئ، الدعم الممنوح لنا، لا يتناسب مع زيادة الأعداد والمتطلبات، وما فاقم الأزمة قيام الإدارة الأمريكية بقطع 360 مليون دولار، حصتها في ميزانية الوكالة، وهو ما يعادل 30 بالمئة منها".

وأضاف: "لكن جرى تعويض جزء كبير من القطع، عبر مساعدات عاجلة من دول عربية ومانحة، لكنه تراجع لاحقا، ووصل إلى أدنى مستوى له العام الجاري، وطال برامج إضافية ورواتب الموظفين".

 

اقرأ أيضا: عصام يوسف: أزمة الأنروا المالية سببها سياسي

 

وشدد على أن الوكالة ستستمر، رغم السياسات والتهديدات والأجندات التي تعترض طريقها، وقال: "حصلنا على تفويض لمدة ثلاثة أعوام قادمة بعد تصويت 170 دولة في الأمم المتحدة، على تمديد مدة عمل الوكالة".


ولفت إلى تحضيرات جارية لعقد مؤتمر دولي، الربيع المقبل، لضمان استمرارية تأمين خدمات اللاجئين، وأوضح أن خطة يجري الإعداد لها حاليا، وصياغتها لتقدم في المؤتمر، تقوم على ضمان دعم مالي متعدد لسنوات، عبر التنبؤ بالميزانية، بدلا من الاستمرار بطرق الأبواب للحصول على مساعدات تصل في بعض الأحيان إلى التسول.


وأعرب أبو حسنة عن تفاؤله بوجود إشارات إيجابية، لعودة الدعم الأمريكي للوكالة، وقال: "تصريحات نائبة بايدن، كامالا هاريس، تشير إلى عودة المساعدات الأمريكية، خاصة أنها الداعم الأكبر بحصة تصل إلى 30 المئة".

من جانبه قال كاظم عايش، الممثل السابق لاتحاد الموظفين العاملين في الوكالة، إن "أونروا" تتعرض اليوم لما تتعرض له القضية الفلسطينية "صعودا وهبوطا".

وأضاف عايش لـ"عربي21"، أنه حين تكون القضية حاضرة دوليا، تسير أمور الوكالة بشكل سلس وتتوفر الأموال للبرامج والخدمات، لكن في حال العكس، تتراجع المساعدات، بما يشير إلى وجود خطة منهجية لإنهاء وجودها كشاهد دولي على قضية اللاجئين.

وتابع: "يبدو أنه يراد للقضية أن تحل بطريقة أو بأخرى، وحين يغيب الشاهد، فلن يعود لها وجود وهناك ضغط كبيرة من التيار الصهيوني حول العالم، على وجود الوكالة".

ولفت عايش إلى أن تراجع الدعم بطرح مبررات زيادة أعداد اللاجئين، "حجة فارغة وذريعة، من أجل وقف المساعدة، لأن دولة واحدة مقتدرة كافية لحمل ميزانية الوكالة وحدها، وهناك تراجع حاد على مستويات التعليم والإغاثة والصحة إلى حد كبير".

وأعرب عن اعتقاده بأن الأمور لن تعود إلى ما قبل فترة ترامب، لأن هناك تيارا ضاغطا، في السياسة الأمريكية يريد إنهاء هذه الوكالة، لكن ربما إذا تغير الموقف الأمريكي من المنظمات الدولية ككل، فإن ذلك سيشمل وكالة الأونروا.