أثارت التوجهات
الألمانية نحو وقف تمديد حظر ترحيل اللاجئين السوريين المدانين في قضايا جنائية
إلى سوريا، مخاوف من احتمال أن يكون ذلك مقدمة لتغيير السلطات الألمانية طريقة
تعاطيها مع ملف اللجوء.
وكان وزير الداخلية
الألماني هورست زيهوفر قد أعلن عزمه على استبعاد السوريين المدانين في قضايا جنائية من
سياسة عامة تقضي بوقف الترحيل لسوريا التي تعصف بها الحرب.
وأضاف في تصريح لوكالة
الأنباء الألمانية أنه سيدعو في مؤتمر وزراء الخارجية إلى إمكانية ترحيل "على
الأقل المجرمين والخطيرين أمنيا" إلى سوريا، وعدم تمديد "منع ترحيل
اللاجئين السوريين إلى ما بعد نهاية العام الجاري".
وقال: "يجب على
الحكومة الألمانية بأكملها العمل على ضمان مغادرة المجرمين والخطرين أمنيا من
بلدنا".
وفي تعليقه على ذلك،
استبعد رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانوني، المحامي أنور البني، أن
تُقدم ألمانيا على ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، لاستحالة تطبيق ذلك
قانونيا.
اقرأ أيضا: دبلوماسي سابق لـ"عربي21": انفراجة بملف سوريا مع قدوم بايدن
وأوضح أن القانون
الألماني لا يُجيز مثل هذه الخطوة، نظرا لعدم توفر البيئة الآمنة في سوريا.
وقال البني، إن ترحيل
لاجئ واحد إلى سوريا قد يكسر القاعدة المطبقة في ألمانيا، ويفتح الباب على ترحيل
عدد كبير من السوريين.
وحسب البني، فإن تصريح
الوزير الألماني، يأتي في إطار المحاولات التي يقودها اليمين المتطرف الألماني،
لكسر الحماية عن اللاجئين، مؤكدا أن "القانون الألماني، ينص على محاكمة الشخص
المدان قضائيا في السجون الألمانية".
وقال إن "ما هو
غير مقبول أن تُعيد ألمانيا المجرمين الصغار إلى المجرم الكبير بشار الأسد، حتى
يعيد الأخير استخدامهم لقتل المزيد من السوريين".
وتابع البني، بأن كل ما
يصدر عن المسؤولين الألمان من تصريحات تخص إعادة اللاجئين السوريين، يأتي في إطار
اللعب على كسب ود اليمين المتطرف، الذي يعادي الهجرة والوجود الأجنبي في ألمانيا.
أما السياسي
والبرلماني الألماني السابق، جمال قارصلي، فلم يستبعد أن تقوم ألمانيا بفتح الباب
أمام إعادة اللاجئين السوريين المدانين، مبينا لـ"عربي21" أن من المنتظر
أن تعيد ألمانيا النظر في تقييمها للوضع السوري، وكذلك الحظر الذي يمنع ترحيل أي
لاجئ سوري حتى نهاية العام الجاري.
واستدرك وهو الخبير
بشؤون الهجرة قائلا: "غير أن ترحيل اللاجئين يتطلب عددا من المسائل، من بينها
التنسيق مع سفارة النظام السوري".
لكن، ومع ذلك، بحسب
قارصلي، فإن من المحتمل أن تعدل السلطات الألمانية قوانينها لتسمح بترحيل حالات
فردية، منها الحالات التي تعتبر خطرة على المجتمع الألماني، إلى جانب اللاجئين
الذين دخلوا سوريا بعد حصولهم على اللجوء في ألمانيا.
وتقدر أعداد اللاجئين
السوريين في ألمانيا بنحو 800 ألف لاجئ، ما يجعلها البلد الأوروبي الأكثر استضافة
للاجئين.
"الربيع العربي" بعد تسع سنوات.. إلى أين وصل؟
انتقادات للائتلاف السوري.. هل تخلى عن المرحلة الانتقالية؟
ضربات "إسرائيل" بسوريا مستمرة.. ومركز يوثقها خلال عام