جاءت القرارات
الأخيرة لنقابتي الفنانين والصحفيين مؤخرا ضد تطبيع الممثل محمد رمضان، تأكيدا على
ثوابت هذه النقابات وقرارات جمعيتها العمومية برفض أي تطبيع مع الاحتلال
الإسرائيلي، ومعبرة عن الوعي الجمعي للشعب المصري الرافض لأي محاولة تطبيع شعبية
على مدار أكثر من أربعين عاما.
ووصف عدد من المراقبين
القرارات الأخيرة للنقابتين، بأنها تأكيد على الثوابت وتمثل زخما جديدا ضد التطبيع،
في ظل توقيت صعب للغاية، حيث يشجع نظام السيسي التطبيع وهنأ الدول الجديدة المطبعة
مع الاحتلال.
وأكد المراقبون في
تصريحات خاصة لـ"عربي21" على ضرورة التمسك بهذه الثوابت، خاصة أن رفض
التطبيع هو بمثابة ثقافة شعبية، مستبعدين أن يدعم النظام الفنان المطبع بعد هذا
الغضب الشعبي.
رفض التطبيع ثقافة شعبية
من جانبه، قال
الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى
للصحافة قطب العربي: "الحقيقة كان الأمر مفاجئا أن يصدر بيان من نقابة الصحفيين بهذه القوة تجاه ما فعله هذا الفنان ورفضا
للتطبيع، والتي عجز مجلسها طيلة السنوات القليلة الماضية أن يتحد على موقف أو يصدر
بيانا في قضايا كبرى، تخص الشأن العام أو حتى حرية الصحافة التي هي أساس شرعية
وجود النقابة".
ويعبر العربي في
حديثه لـ"عربي21"، عن قناعته بعدم جدية أو قدرة النقابة على تطبيق عملي
لمقاطعة الفنان، مؤكدا على أن صدور البيان في ذاته أمر جيد، وذو دلالة في ظل
المناخ القمعي ويضفي مزيدا من الزخم لرفض التطبيع.
اقرأ أيضا: علاء مبارك لمحمد رمضان: أخطأت واعتذر لجمهورك
وأضاف: "رد الفعل
الغاضب جاء من الوسط الذي ينتمي إليه رمضان، وهو الوسط الفني الذي حافظ على موقف
ثابت رافض للتطبيع، ولذا جاء قرار نقابة المهن التمثيلية بوقف رمضان وإحالته
للتحقيق، القرار الذي أكده اتحاد النقابات الفنية ليرسخ هذا الموقف الاستراتيجي
الثابت".
وتابع: "رغم ما أحاط بالوسط الفني من تشوهات خلال السنوات الأخيرة أبرزها انحيازه
لقمع الحريات السياسية، وقد كانت هناك خشية من أن يكون التشوه قد طال موقف الوسط
الفني من التطبيع، لكن الهبة الأخيرة أكدت أنه لا يزال صامدا"، مشيرا لموقف باقي
النقابات والاتحادات الرافضة للتطبيع.
إعادة الزخم لرفض
التطبيع
بدوره، قال الناقد
الفني حسام الغمرى إن هذه القرارات من جانب نقابتي الفنانين والصحفيين تمثل خطوة جيدة
جدا في هذا التوقيت الصعب، ويرى أنها تمثل "تأكيدا على الثوابت الوطنية
والنقابية الرافضة لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني تحت أي مسمى، ما يعيد الزخم ضد
التطبيع شعبيا ونقابيا".
واستبعد في حديثه لـ"عربي21"
أن يظهر نظام السيسي أي دعم للفنان المطبع
محمد رمضان، وهو على بعد أسابيع من ذكرى ثورة يناير، لأن ذلك من شأنه أن يثير حفيظة
الشعب أكثر فأكثر، خاصة أن "الشعب المصري يعاني من الكثير من الضغوط سواء بالقمع
والاستبداد والظروف المعيشية الصعبة والأزمات الاقتصادية التي يمر بها، وعليه فسيكون
من الغباء دعم النظام لهذا الممثل لأن فيه إيذاء لمشاعر شعب قاطع التطبيع مع
الكيان الصهيوني لأكثر من أربعين عاما".
قرارات تعبر عن الوعي
الجمعي
أما أمين صندوق نقابة
الصيادلة الأسبق أحمد رامي الحوفي فقد أثنى على موقف نقابتي الفنانين والصحفيين،
معتبرا هذا الموقف يعبر عن "الوعي الجمعي لدى المصريين"، وقال: "النقابات
المهنية كلها تجرم التطبيع مع الكيان".
اقرأ أيضا: إيقاف محمد رمضان عن التمثيل وإخضاعه للتحقيق
وفي حديثه
لـ"عربي21" أشار إلى أن تحديات التطبيع تلقي عبئا أكبر ومسؤولية على هذه
النقابات، لأنه لم يعد هناك أجهزة تشكل الوعي الجمعي سوى الإعلام أو التعليم، بما
يضمن استمرار هذه الدرجة من الوعي بشأن الموقف من الكيان الصهيوني، خاصة في ظل
تغييب الفاعلين السياسيين من الساحة.
وأضاف الحوفي:
"هذا يؤكد أن النقابات ليست نواد اجتماعية، بل لها دور وطني لا يصح ولا يجوز بأي
حال من الأحوال أن تتخلف عنه، وإن دعاوى الانكفاء على مجرد الخدمات لأعضائها لن
يصب في مصلحة الوطن. ولو كان هذا صحيحا، لم يكن يحدث رادع لمن ارتكب جريمة بحق
الوطن، وهو ما أكدته نقابة الفنانين بقرارها الأخير تجاه رمضان".
ورغم أن النقابتين
فقط من أخذتا هذا الموقف، إلا أن هناك نقابات أخرى تجرم التطبيع، واتخاذ الموقف من
جانب النقابتين يجعل الأمر أيسر على باقي النقابات الأخرى، لأن تحذو حذوهما بحيث يظل
الشعب المصري عصيا على تقبل التطبيع.
مراقبون يتوقعون تراجع تنسيق القاهرة والخرطوم بأزمة "النهضة"
تساؤلات عن نفقات البنية التحتية الهائلة بعد غرق شوارع بمصر
هل تنجح لجنة "علماء الأزهر" بضبط "فوضى الفتوى" بمصر؟