شكك دبلوماسي إسرائيلي، في واقعية المحاولات الإسرائيلية التي تسعى
إلى بتر قطاع
غزة عن باقي فلسطين المحتلة، مؤكدا أن غزة لن تنقطع عن باقي الأغلبية
الفلسطينية.
ولفت السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في
مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية تحت عنوان "بين جبهتين"، إلى
أن إقليم "
قره باغ" الأذري، "لا يقول الكثير لمعظم الإسرائيليين، ولكن
اسم إسرائيل يرتبط به الآن"، موضحا أن "النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، من
النزاعات الأكثر قدما".
ونوه إلى أن "أذربيجان المنتصرة، شرعت في حملة لتحرير أراضيها
ومدنها التاريخية المقدسة، ووقف النار الذي تم التوصل إليه بوساطة روسيا منح ذلك شرعية
رسمية"، مضيفا: "انتهت الحرب في هذه اللحظة، ولكن ليس واضحا لكم من الوقت".
وأشار السفير، إلى أن "تركيا شاركت بفعالية في الحرب إلى جانب
أذربيجان بالسلاح، وبالتخطيط العملياتي، وفعلت هذا كي تخلق لنفسها ممرا بريا مريحا
إلى بحر قزوين ومن هناك إلى وسط آسيا، وروسيا هي الأخرى لم تخرج خاسرة، فقد عاد جنودها
بصفتهم مراقبين لوقف النار إلى القوقاز".
وأوضح أن "المصالح المشتركة الهامة مع أذربيجان المحاذية لإيران،
سواء في المجال الاقتصادي وفي موضوع النفط أو بالنسبة لبيع الوسائل القتالية المختلفة،
خلقت وضعا وجدت فيه إسرائيل نفسها في ذات الجانب مع تركيا، وكما كان متوقعا تعرضت لنقد
شديد من جانب الأرمن".
وزعم شوفال، أن "إسرائيل لا بد أنها ستبذل كل الجهود لإعادة علاقاتها
مع أرمينيا إلى سابق عهدها".
وزعم أن "العالم يعرف إسرائيل في عهد بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة)
بأنها "قوة عظمى إقليمية"، وهذه الحقيقة أدت دورا في قرار الإمارات الارتباط
بها حيال التهديد الإيراني المشترك، ولكن تكون أحيانا إلى جانب الفضائل نواقص، مثلما
في موضوع أذربيجان وتركيا، وفي المستقبل، إذا ما احتدم مثلا الصراع بين مصر والسودان
وإثيوبيا وجميعهم شركاء لإسرائيل؛ في موضوع مياه النيل".
وفي شأن متصل، نبه السفير، أن "إقليم "قره باغ" ليس هنا، ولكن قطاع غزة هنا، ومثلما سعى الأرمن في الجيب إياه لأن يتحدوا مع أصولهم، هكذا
غزة أيضا لن ترغب في أن تكون منقطعة عن العالم أو عن الأغلبية الفلسطينية".
وأكد أن "كل الحلول، ظاهرا، التي طرحت في هذا السياق ليست عملية
أو ممكنة في ظروف مختلفة، ولما كانت الأفكار عن طريق جسر علوي مسيج أو تحت أرضي (بما
في ذلك حسب خطة دونالد ترامب)، هي إشكالية من ناحية هندسية ومالية، ولكن أساسا من ناحية
أمنية، فإن المستقبل ينطوي في أفضل الأحول على حكم ذاتي منفصل مجرد ومحدود من ناحية
سياسية ولكن مرمم اقتصاديا".
وبحسب السفير، في "أسوأ الأحوال ستتواصل المواجهات الأمنية غير
المتوقفة، وعلى إسرائيل أن تعمل على ألا ينتقل سيناريو مثل ذاك الذي في "قره باغ"
إلى ساحتنا".