نشرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، تقريرا تحدثت فيه عن عمل عدد من الشركات الهندية على توفير لقاحات فيروس كورونا بأعداد كبيرة للدول النامية.
وقالت الشبكة الإخبارية في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة "سيروم إنستيتيوت أوف إنديا"، وهي شركة مصنّعة للأدوية المناعية، تبدو جاهزة للعب دور عالمي في توفير لقاحات "كوفيد-19"، حيث إنها تمتلك منشآت ضخمة لا تضاهيها أكبر الشركات المصنعة عالميا.
ويمثل هذا المصنع مورّدا رئيسا للعالم النامي، ويُمكن أن يساعد في حل أزمة توزيع اللقاحات للدول الفقيرة، في ظل اتجاه الدول الغنية لتوفير العلاج لمواطنيها في المقام الأول، قبل التفكير في بقية دول العالم.
وفي هذا الصدد، يقول أدار بوناوالا، الرئيس التنفيذي للشركة الهندية: "الخيار الوحيد أمام المجتمع الدولي هو إطلاق أكبر عدد من التجارب لمحاولة الحصول على أكبر عدد ممكن من اللقاحات لتحسين فرصنا في التعامل مع هذا المرض".
ورغم أنه من الطبيعي أن تكون هناك رغبة في القضاء على الفيروس محليا قبل القلق بشأن بقية العالم، يحذر خبراء الصحة من أنه في غياب حل ناجع دوليا، فسيستمر الفيروس في الانتشار.
خطر احتكار اللقاحات
من جهتها، قالت ميليندا غيتس من مؤسسة "غيتس": "إن وجود فيروس كورونا في مكان واحد، يعني إمكانية انتشاره في كل مكان. حتى إذا قمت بتلقيح كل شخص في بلدنا، فسوف يعود إلينا الفيروس إذا كان منتشرا في بلد آخر".
وذكرت الشبكة الإخبارية أنه منذ بداية الوباء الذي أصاب أكثر من 50 مليون شخص حول العالم، فقد سارعت الحكومات لتأمين الإمدادات اللازمة من أي لقاح تثبت فعاليته.
ووجدت دراسة صدرت هذا الشهر عن مركز الابتكار في مجال الصحة العالمية في جامعة ديوك في الولايات المتحدة، أن بعض الدول الغنية قد أبرمت بالفعل صفقات لشراء لقاحات تكفي كل مواطنيها عدة مرات، ما يهدد حصول البلدان الفقيرة على هذه اللقاحات.
ووفقا للباحثين، فإن الولايات المتحدة "لديها بالفعل اتفاقيات لشراء جرعات كافية لتغطية 230 في المئة من سكانها، ويمكن أن تحصل على 1.8 مليار جرعة، أي حوالي ربع الجرعات الكافية لسكان العالم على المدى القريب".
وأشارت الشبكة إلى أن عددا من الدول الغنية كانت قد وقعت اتفاقيات مسبقة للحصول على اللقاح الذي أعلنت شركة "فايزر" الأمريكية مؤخرا، أن فعاليته بلغت 90 في المئة، ومنها في ذلك الولايات المتحدة التي تهدف للحصول على 100 مليون جرعة.
ومع اقتراب المزيد من اللقاحات من الحصول على تصاريح بدء الإنتاج، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى توزيع أكثر إنصافا من أجل وقف انتشار الوباء عالميا.
وفي هذا الصدد، يقول الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في أيلول/ سبتمبر الماضي: "يجب أن تكون الأولوية تطعيم عدد من الأشخاص في جميع البلدان، وليس جميع الأشخاص في بعض البلدان".
وأضاف: "إذا لم يحصل مواطنو البلدان الضعيفة ومتوسطة الدخل على اللقاحات، فسيستمر الفيروس في حصد الأرواح وسيتأخر الانتعاش الاقتصادي على مستوى العالم".
توفير احتياجات الدول النامية
وفي ظل تهافت الدول الغنية على اللقاحات التي تعمل الشركات المصنعة الأوروبية والأمريكية على تطويرها، فيبدو بحسب الشبكة، أن الشركات الهندية ستلعب دورا كبيرا في تلبية الطلب العالمي الهائل.
في الواقع، تخطط شركة "سيروم إنستيتيوت" لتصنيع خمسة لقاحات ضد "كوفيد-19"، بينها لقاح جامعة أوكسفورد الذي تشرف عليه شركة أسترا زينيكا، ومن المنتظر أن يتم توزيع نصفها في الهند، والنصف الآخر في الدول النامية.
وأوضحت الشبكة الإخبارية أن شركة "سيروم إنستيتيوت" لم تحصل حتى الآن على تصريح لتوزيع اللقاح، لكنها تعتزم البدء بإنتاجه، وإذا ثبتت فعاليته وتجاوز العقبات التنظيمية، فسيكون جاهزا للتوزيع على الفور.
ووافقت الشركة على صفقة ممولة من مؤسسة غيتس لبيع 200 مليون جرعة من لقاح جامعة "أكسفورد" ولقاح آخر تعمل على تطويره شركة "نوفافاكس"، إلى البلدان الضعيفة ومتوسطة الدخل من خلال مبادرة "كوفاكس" التي تُشرف عليها منظمة الصحة العالمية.
وتقوم مبادرة "كوفاكس" على توفير الموارد اللازمة لشراء لقاحات "كوفيد-19" وتوزيعها بشكل متساو على الصعيد العالمي. وحتى الآن، أبرمت المبادرة صفقات للحصول على 700 مليون جرعة من ثلاثة لقاحات، تعمل على تطويرها أسترازينيكا، ونوفافاكس، ولقاح مشترك بين سانوفي الفرنسية وجي آس كيه البريطانية.
وتعد اللقاحات التي تعمل شركة "سيروم إنستيتيوت" على توفيرها، جزءا بسيطا من ملياري جرعة تهدف كوفاكس إلى توزيعها بحلول نهاية عام 2021. في الواقع، تخطط شركة "سيروم إنستيتيوت" للمساعدة في معالجة الأزمتين العالمية والمحلية، عن طريق توفير نصف لقاحاتها للهند، والنصف الآخر لبقية الدول.
ويقول الدكتور روري هورنر، الخبير في اقتصاد التنمية في جامعة مانشستر، الذي قام ببحوث حول دور الهند في صناعة الأدوية لأكثر من عقد من الزمان، إن الشركات الهندية لعبت دورا رئيسا منذ فترة طويلة في توفير اللقاحات والأدوية للدول النامية.
وأضاف: "هذا جيد لصناعة الأدوية، ولكنه أيضا جيد للسمعة الخارجية. هذا ما يمكن أن نسميه من دبلوماسية توزيع اللقاحات، في مقابل سياسة احتكار اللقاح".
مطور "لقاح فايزر": سيقضي على كورونا ولكن قد يعطى سنويا
ذا هيل: الأزمة الاقتصادية تهدد الاستقرار السياسي بالأردن
باحثون بريطانيون يطورون جهازا لفحص كورونا خلال دقيقة