يترقب العالم الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، التي ستحدد ما إن كان بمقدور الديمقراطيون إزاحة الرئيس ترامب عن البيت الأبيض، وإيصال جو بايدن بدلا منه، أم لا.
ومنذ نحو عام، أظهرت جل استطلاعات الرأي المحسوبة على الحزبين، أو المحايدة، أن كفة الانتخابات ستميل لصالح جو بايدن.
ووفقا لاستطلاعات الرأي منذ أوائل شهر آذار/ مارس، يتقدم بايدن بنحو 10 نقاط، حيث تتراوح نسبة الأصوات للمرشح الديمقراطي بين 45 و55 بالمئة، مقابل 35 و 45 بالمئة للرئيس الحالي دونالد ترامب.
وحذر البعض من تكرار سيناريو 2016، عندما أظهرت نتائج استطلاعات الرأي أن هيلاري كلينتون تتفوق على ترامب بفارق جيد، قبل أن تمنى بهزيمة أمامه في النتائج الرسمية.
إلا أن وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أن استطلاعات الرأي في 2020 تختلف عن السابق، وتبنى على معايير أكثر دقة، ومن المرجح أن تكون نسبة الخطأ فيها ضئيلة.
موقع "فوكس" الأمريكي، قال إن الاستطلاعات السابقة كانت تقع بأخطاء عديدة، أبرزها بناء النتائج بالنظر إلى خلفيات غالبية سكان الولاية، وأصولهم ومنابتهم، إضافة إلى الخلط بين أصوات الناخبين، وأصوات المجمع الانتخابي الذي يتم تخويله بالتصويت على الرئيس.
بحسب "فوكس"، فإن من العوامل التي تجعل استطلاعات الرأي هذا العام دقيقة، هو تزايد نسبة تفوق بايدن في الاستطلاعات الحديثة، فبحسب موقع "270 تو وين"، فإن بايدن يملك تأييد نحو 290 مقعدا في المجمع الانتخابي من أصل 538، وهو ما يؤهله للوصول إلى البيت الأبيض.
خلل في النتائج
ذكر موقع "فوكس" أن استطلاعات الرأي في 2016 أعطت هيلاري كلينتون نسبا مرتفعة للفوز، فعلى سبيل المثال قالت "نيويورك تايمز" إن هيلاري ستصل للبيت الأبيض بنسبة 91 بالمئة، وتوقعت منصتا Nate Silver و FiveThirtyEight أن تفوز كلينتون بنسبة 72 بالمئة، إلا أن النتيجة كانت خسارتها أمام ترامب بفارق كبير، إذ حصل الرئيس الحالي على 306 أصوات بالمجمع الانتخابي مقابل 232 لهيلاري، رغم تفوقها بأكثرية أصوات الناخبين (48.2 بالمئة مقابل 46.1 لترامب).
الخلل الذي وقعت فيه نيويورك تايمز وغيرها في 2016، تمثل بعدة نقاط أبرزها حسم الولايات المتأرجحة لصالح كلينتون، رغم أن فارق التوقعات بالأصوات كان ضئيلا (55 بالمئة مقابل 45 بالمئة) على سبيل المثال، إضافة إلى التغاضي عن مقاعد المجمع الانتخابي الحاسمة.
نقطة أخرى جرى تعديلها من قبل منظمي استطلاعات الرأي، هي الأخذ بعين الاعتبار التحصيل العلمي في الولايات المتأرجحة مثل "بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن"، إذ إن الكثير من البيض من غير حملة الشهادات ستذهب أصواتهم لترامب، وهو ما أغفلته استطلاعات 2016.
استطلاعات الرأي الحالية بحسب "فوكس" عالجت هذه النقطة، وتعاطت بمنطقية أكثر من الولايات المتأرجحة، لتضع هامش تغير قد يحدث في أي لحظة، إلا أنه من المستبعد أن يقلب نتيجة الاستطلاع.
"المجمع الانتخابي".. 538 شخصا يحسمون من يحكم أمريكا
أكثر ثباتا
صحيفة "فيلادلفيا انكواير"، قالت إن ما يميز بايدن عن هيلاري، هو ثبات الأخير، رغم أن استطلاعات 2016 كانت تظهر تفوق كلينتون بنسب أكبر مما حصل عليه بايدن الآن.
تشير أرقام الصحيفة مرصد Real Clear Politics للاستطلاعات، إلى أن 1 من بين كل 5 ناخبين في 2016 كان مترددا لمن يدلي بصوته، إلا أن الغالبية منهم اختاروا ترامب حينها، بيد أن انتخابات 2020 ستشهد تلاشيا لهذه الفئة "المترددة"؛ بسبب حسم أصواتها لصالح بايدن.
تنقل الصحيفة عن خبير الاستطلاعات في كلية موهلينبرغ، كريس بوريك، قوله إن "بايدن اليوم أكثر
استقرارا وثباتا مما كانت عليه هيلاري كلينتون قبل أربع سنوات".
عوامل أخرى
قال باتريك موراي ، خبير استطلاعات الرأي في جامعة مونماوث، إن انتخابات 2020 لم تشهد تذبذبا بالأصوات لصالح المرشحين كما حصل في 2016.
وتابع في تصريحات لصحيفة "ذا هيل": "هناك عدد من الاختلافات بين عامي 2016 و2020، أبرزها جائحة فيروس كورونا، وهي القضية الأساسية الآن".
عامل آخر ذكره موراي، تسبب بتناقض نتائج الاستطلاعات مع النتائج الرسمية في 2016، هو إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي إعادة فتح تحقيق فيما إذا كانت كلينتون أساءت التعامل مع معلومات سرية، عندما استخدمت خادما شخصيا للبريد الإلكتروني أثناء عملها وزيرة للخارجية في الفترة من 2009 إلى 2012، وذلك قبل 11 يوما من الانتخابات فقط.
يعلق موراي بالقول إن "هذا الشيء لم يحدث الآن، وبالإضافة إلى ذلك فإن غالبية الناخبين الذين انشقوا عن ترامب بعد فوزه، أكدوا لمنظمي استطلاعات الرأي أنهم يدعمون بايدن بكل قوة".
اقرأ أيضا: هذه نتائج استطلاعات الأسبوع الأخير لانتخابات ترامب وبايدن
70 مليون أمريكي يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية مبكرا
ترامب: عائلة بايدن هي مؤسسة إجرامية ويجب التحقيق معه
التصويت المبكر يشعل المنافسة الانتخابية بين ترامب وبايدن