قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول حرف عمل "صوت أمريكا" وتحويله إلى
بوق دعائي له.
وأشارت في افتتاحية لها إلى أن هيئة
الإذاعة الدولية للحكومة الأمريكية كانت دائما ميزة لها في التنافس مع كل من الصين
وروسيا، نظرا لالتزامها بالصحافة المستقلة بدلا من الدعاية. فإذاعة صوت أمريكا
وراديو أوروبا الحرة وراديو ليبرتي وغيرها من المؤسسات الإعلامية يعمل فيها فريق
من المهنيين الذين يقدمون تقارير إخبارية غير متحيزة، بما في ذلك عن الحكومة
الأمريكية، ما منحها مصداقية وتأثيرا على المتابعين لها حول العالم، خاصة في الدول
التي تفتقد حرية الإعلام، وفق الصحيفة.
ولكن الرئيس ترامب مصمم على تدمير هذا
الإرث؛ ففي الربيع أعرب عن غضبه عن عدم ترديد "صوت أمريكا" خطابه
المبالغ فيه حول "الفيروس الصيني"( ولهذا قام بالتنمر على الجمهوريين في
الكونغرس لتعيين مرشحه المفضل كمدير لـ"وكالة الإعلام الدولية"، والتي
تشرف على الإذاعات التابعة للولايات المتحدة.
وبدأ المسؤول واسمه مايكل باك حملة
تطهير مباشرة للقيادة الإعلامية في هذه المنظمة، ورفض تجديد تأشيرات عمل عدد من
الإعلاميين الأجانب الذين يعملون معها، وآخر ما قام به باك هو الهجوم على القانون
الصحفي الذي كان ورقة أمريكا الرابحة؛ ففي يوم الإثنين أصدر أمرا من طرف واحد سحب
فيه تنظيمات وكالة الإعلام الدولية الأمريكية، أو جدار حماية بين الإدارة وشبكات
الصحافة، وأعلن عن رفضه للقاعدة التي تمنع "مدراء الوكالة من
"محاولة" "توجيه، الضغط، أو إكراه، أو تهديد، أو التدخل بـ أو
التأثير غير المقبول في شبكات وكالة الإعلام الدولية الأمريكية وفي أثناء أداء
واجباتهم الصحافية".
وقالت إن باك عمل هذا من أجل قمع
التقارير التي ينزعج منها البيت الأبيض.
اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: هكذا ستكون عواقب انتصار ترامب مدمّرة
فقد أمر بفتح تحقيق مع الصحفي المخضرم
ستيف هيرمان بتهم التحيز ضد ترامب. وكانت جريمة هيرمان هي تقديم تقرير دقيق من أن
نائب الرئيس مايك بنس فشل في ارتداء القناع عندما زار مركز مايو كلينك الطبي. وكان
التحقيق هو خرق صارخ للجدار العازل الذي قال باك إنه فككه. ولم يعبر عن خجل من
التحقيق في هيرمان، حيث قال في مذكرة وزعها على الموظفين إنه تحرك ليقدم رسالة
مفادها أن "هناك عواقب للتقارير المتحيزة".
ولسوء حظ تابع ترامب، فاستقلالية صوت
أمريكا ليست متضمنة فقط في الأنظمة التي قال إنه قام بتفكيكها، بل بالقانون الذي
مرره الكونغرس، والذي يؤكد على "الاستقلالية المهنية ونزاهة" الإذاعة
الأمريكية. لكن باك لم يرتدع بالقوانين حسب عدد من المبلغين الذين تقدموا بشكاوى
للمفتش العام بوزارة الخارجية، وأنه قام بطريقة غير مناسبة بحرف التمويل وتهميش
المدراء الذين أخبروه أنه خرق القانون، وحاول التحقيق في تاريخ التصويت لموظفي
الوكالة وأي حزب دعموا.
وتعرض باك لنقد من الحزبين في الكونغرس، التي رد عليها بتجاهل دعوة له للشهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.
وتساءل النائب عن تكساس مايكل ماككول عن معارضة باك للموضوعية الصحفية في الوكالة
التي دونها لن تكون فاعلة.
وتعلق الصحيفة بأن دوافع باك واضحة، فهو
يريد تحويل الإذاعة إلى عملية دعائية مؤيدة لترامب. وحتى هزيمة هذا في الانتخابات
وعزل باك فلن يتم إنقاذ الإذاعات الأمريكية الخارجية من الدمار.
صحيفة إسبانية: هكذا ستكون عواقب انتصار ترامب مدمّرة
FP: هكذا أصبحت أمريكا تشبه الديمقراطيات الهشة
FP: فلسطينيو أمريكا بين رفض ترامب والخوف من بايدن