* فرص نجاح الدعوى الفيدرالية بأمريكا ضد "ابن سلمان" والمشاركين بقتل "خاشقجي" كبيرة جدا
* سنكشف عن أدلة جديدة في جريمة قتل "خاشقجي" خلال الفترة المقبلة
* لدينا أدلة دامغة وساحقة تثبت تورط "ابن سلمان" في اغتيال "خاشقجي".. والقتل كان بناء على أوامره
* نأمل أن تُجبر دعوتنا القضائية الفيدرالية محمد بن سلمان على تجنب زيارة الولايات المتحدة
* خديجة جنكيز تقوم بالعديد من الجهود الرامية لمحاسبة ابن سلمان وستكون هناك محاولات قضائية جديدة في أوروبا
* النطق بالحكم في الدعوى القضائية الفيدرالية بأمريكا قد يحدث بعد عام ونصف
* نشعر بخيبة أمل تجاه تصرفات إدارة ترامب لأنها لم تحاسب المتورطين في قتل "خاشقجي"
* العقوبات يجب أن تطال محمد بن سلمان وجميع الأفراد رفيعي المستوى الآخرين المتورطين في اغتيال "خاشقجي"
قال المندوب السابق للولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان
الأممي، وأحد الشركاء في شركة "جينر آند بلوك" للمحاماة، السفير كيث إم هاربر، إن فرص نجاح الدعوى القضائية الفيدرالية التي
أقاموها مؤخرا بأمريكا ضد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وآخرين، في جريمة قتل
الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي، تُعد كبيرة جدا.
والثلاثاء الماضي، أقامت شركة "جينر آند بلوك"
للمحاماة، بالنيابة عن خديجة جنكيز، خطيبة "خاشقجي" الذي كان يُقيم في
الولايات المتحدة، ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات
المتحدة، دعوى قضائية ضد "ابن سلمان" وأكثر من 20 شخصا من المشاركين
في الجريمة، أمام المحكمة الأمريكية في واشنطن العاصمة.
وعبّر "هاربر" عن أمله في أن تُجبر هذه الدعوى
القضائية محمد بن سلمان على تجنب زيارة الولايات المتحدة، مؤكدا أنه لا يريد ولي
العهد السعودي أن يدخل بلاده.
جاء ذلك في مقابلته الخاصة ضمن سلسلة مقابلات مُصورة
تجريها "عربي21"، تحت عنوان (ضيف "عربي21").
اقرأ أيضا: دعوى قضائية بأمريكا ضد ابن سلمان بتهمة قتل "خاشقجي"
وكشف المندوب السابق للولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان
الأممي أن الدعوى القضائية الفيدرالية التي أقاموها بواشنطن لا تمثل إلا محاولة
واحدة في هذا الصدد، لأنه ستكون هناك محاولات مماثلة في أوروبا، داعيا إلى "ضرورة
الاستمرار في ممارسة الضغوط على جميع الحكومات المحترمة لمحاسبة المتورطين في قتل
خاشقجي، بما في ذلك ولي العهد السعودي".
وانتقد موقف إدارة ترامب من محاكمة قتلة
"خاشقجي"، قائلا: "نشعر بخيبة أمل تجاه تصرفات تلك الإدارة، لأنها
لم تحاسب الجناة، بل إن ترامب تفاخر بمساعدة محمد بن سلمان بعد مقتل خاشقجي"،
مشدّدا على ضرورة أن "تصل العقوبات إلى أعلى هرم السلطة في السعودية، وعلى
رأسه محمد بن سلمان، وجميع الأفراد رفيعي المستوى الآخرين المتورطين في هذه الجريمة".
وتاليا نص المقابلة مع "ضيف عربي21":
ما فرص نجاح الدعوى القضائية الفيدرالية التي أقمتموها مؤخرا بأمريكا ضد قتلة "خاشقجي"؟
أعتقد أن فرصنا في النجاح مرتفعة، ويرجع ذلك إلى حد كبير
إلى وجود قدر كبير من الأدلة التي تشير إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والمتهمين
الآخرين في مقتل خاشقجي، ونظرا لأن الأدلة قوية جدا، ولأننا نعتقد أن المحكمة متخصصة
في هذا المجال، فإننا نعتقد أن فرصنا في إنجاح هذه الدعوى القانونية كبيرة جدا.
وما هي الأدلة التي تستندون إليها في الدعوى القضائية ضد محمد بن سلمان والمتهمين الآخرين؟
دعنا نوضح بعض الأدلة التي استندنا إليها في دعوانا،
وهناك أدلة قدمها أشخاص آخرون سنكشف عنها في وقت لاحق، ولكننا نعتقد أننا جمعنا
الأدلة، حيث أجرينا تحقيقا مع محامي أمريكي سابق وعميل سابق في مكتب التحقيقات
الفيدرالي، وقابلنا شهودا في جميع أنحاء العالم لجمع المعلومات، ودرسنا السجل العام،
كما قرأنا جميع الأدلة المؤكدة في تقرير مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية
بالقتل خارج نطاق القضاء، أنييس كالامار.
وكل هذه الأدلة تشير إلى خلاصة بسيطة تفيد بأنه بناء على
أوامر ولي العهد السعودي قام عددٍ من أتباعه باستدراج خاشقجي إلى إسطنبول، ومع سبق
الإصرار والترصد، قام أتباعه الآخرون بقتل جمال بعد تعذيبه في القنصلية السعودية
في إسطنبول. لهذا نعتقد أن الأدلة ساحقة، كما يعتقد الجميع، سواء في مجتمع المخابرات
بالولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والأتراك، وكل مَن تمعن واستنتج، أن هذه
المجموعات المُتهمة تلقت الأوامر فقط من محمد بن سلمان.
هل هناك أدلة إضافية غير مُعلنة حول عملية اغتيال "خاشقجي"؟
أنت تعلم أن لدينا أدلة أخرى، ولكن ما قدمناه في دعوانا
هو ما نعتقد أننا بحاجة إلى إبرازه من أجل تلبية المعايير القانونية للتمتع
بالولاية القضائية. على سبيل المثال، من ضمن هذه الأدلة أنه تم اختراق هاتف عمر
عبد العزيز، وهو أحد أصدقاء جمال خاشقجي المُقربين، من قِبل السعوديين الذين علموا
بكل أنشطته، وبالتالي كُشفت أنشطة جمال. وقد كانت هذه المعلومات السبب في تخطيطهم
لاستدراجه إلى إسطنبول.
ولدينا أيضا عدد من الشهود الذين أكدوا بأن خاشقجي كان
على اتصال بعدد من الدبلوماسيين السعوديين في سفارة المملكة بالولايات المتحدة،
وهم الذين كلّفوه بالذهاب إلى إسطنبول. لذلك، لدينا الكثير من الأدلة المذكورة في
الدعوى بحد ذاتها، والتي تفيد بأنه تم تدبير مؤامرة لاستدراج جمال إلى إسطنبول
لقتله، وفقا للشهادات التي جمعناها.
كما أن شقيق محمد بن سلمان، الذي كان آنذاك سفيرا للسعودية
لدى الولايات المتحدة، خالد بن سلمان، أجرى محادثات مع خاشقجي في صيف 2018، وأراد
أن يؤكد لجمال أنه إذا ذهب إلى إسطنبول، فسيكون في أمان، وأيضا، قال إنه أخبر جمال
شخصيا إنه من غير الممكن أن يحصل على شهادة الأهلية للزواج في الولايات المتحدة،
وسيتعين عليه الذهاب إلى إسطنبول للحصول عليها.
لذلك، وفي الواقع، إذا اطلعت على الموقع الإلكتروني الخاص
بسفارة المملكة العربية السعودية، فستعرف أنه يمكنك الحصول على شهادة الأهلية
للزواج في سفارة السعودية بالولايات المتحدة، لكنهم أرادوا إقناعه بالذهاب إلى
إسطنبول من خلال الكذب عليه قائلين إنه يجب أن يذهب إلى هناك.
هل تتوقع أن تُجبر هذه الدعوى القضائية الأمير محمد بن سلمان على تجنب زيارة الولايات المتحدة؟
آمل ذلك. لا أريده أن يدخل بلدنا. لكن اسمحوا لي أن أقول
شيئا واحدا. ما نفعله يمثل محاولة واحدة، وتستخدم خديجة جنكيز، أرملة خاشقجي،
العديد من الجهود الرامية لمحاسبة محمد بن سلمان، وستكون هناك محاولات مماثلة في
أوروبا، فضلا عن محاولات أخرى، بالإضافة إلى محاولتنا في دعوانا القضائية وغيرها
من الإجراءات السياسية والقضائية. وذلك لأنها تعتقد أنه يتعين علينا الاستمرار في
ممارسة الضغط على جميع الحكومات المحترمة لمحاسبة المتعاونين في قتل خاشقجي، بما
في ذلك ولي العهد السعودي. ولذلك فإن هذا هو الهدف من محاولاتها. وتمثل محاولتنا
جزءا واحدا من هذه المحاولات الكثيرة.
إلى أي مدى كانت محاكمة المتهمين بقتل خاشقجي في السعودية نزيهة وعادلة وشفافة؟
حسنا، سوف أسمي تلك المحكمة محكمة (حيوان) الكنغر، إلا
أنها ستكون إهانة للكنغر.
ما تقييمكم للموقف الأمريكي والتركي من محاكمة قتلة "خاشقجي"؟
نشعر بخيبة أمل تجاه تصرفات إدارة
ترامب، لأنها لم تحاسب الجناة. وترامب تفاخر بمساعدة
محمد بن سلمان بعد مقتل خاشقجي. يسعدنا أن وزارة الخزانة الأمريكية عاقبت بعض
المتهمين السعوديين، وهذا أمر جيد، لكنه لا يكفي، يجب أن تصل العقوبات إلى أعلى
هرم السلطة. ولابد أن تكون هناك عقوبات على ولي العهد محمد بن سلمان وجميع الأفراد
رفيعي المستوى الآخرين المتورطين في هذه الجريمة.
ونحن نحترم تركيا، ويسعدنا أن هناك إجراءات جنائية،
بالطبع في شكل محاكمة غيابية، وسنرى كيف ينتهي ذلك. وبالتأكيد، لقد اتخذت تركيا
بعض الخطوات المهمة في هذا التحقيق.
ما هي الإجراءات المقبلة الخاصة بالدعوى القضائية الفيدرالية؟ ومتى قد يتم النطق بالحكم في هذه الدعوى القضائية حسب تقديركم؟
من الصعب التكهن بذلك، ولكن الخطوة التالية هي ما نسميه
"إنذار بالمثول أمام القضاء"، حيث نأخذ الشكوى ونترجمها للغة العربية
ونقدمها للمدعى عليهم أو نبلغهم بها. هذه هي الخطوة التالية. بمجرد تبليغ المدعى
عليهم، يكون لديهم فترة زمنية معينة يتعين عليهم خلالها الرد على القضية، حوالي
شهر تقريبا. وبعد ذلك، من هذه النقطة، سيكون لدينا موعد لكتابة مذكرة قانونية موجز
عن الاختصاص القضائي. وفيما يتعلق بجلسة الاستماع، من الصعب معرفة ذلك ولكن أعتقد
أنها ستكون على الأقل بعد سنة ونصف، لأنه بعد المراحل
الأولية، هناك اكتشاف الأدلة، حيث يمكننا أخذ الإفادات وطلب الوثائق، ويمكننا حتى
تقديم طلب بجلب مستندات من حكومة الولايات المتحدة وأشياء من هذا القبيل.
"السفير الأمريكي السابق كيث إم هاربر في سطور"
حصل على الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة
نيويورك (1994). وهو محامٍ ودبلوماسي أمريكي، وكان أول شخص من سكان أمريكا
الأصليين يحصل على رتبة سفير بأمريكا. وكان ممثل الولايات المتحدة السابق لدى مجلس
حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف (حزيران/ يونيو 2014 إلى كانون الثاني/
يناير 2017).
يركز ممارسته على شؤون الأمريكيين الأصليين والتقاضي
والعملاء الدوليين من القطاعين الخاص والعام. انضم إلى شركة "جينر آند
بلوك" للمحاماة في شباط/ فبراير 2017 بعد خدمته كسفير للولايات المتحدة
وممثلها الدائم لدى مجلس حقوق الإنسان الأممي.
وشغل سابقا عدة مناصب منها: رئيس "مجلس التنوع
الوطني" بمؤسسة الصليب الأحمر الأمريكي، وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية
لحقوق الإنسان، ورئيس رابطة المحامين الأمريكيين الأصليين بواشنطن، وعضو مجلس
إدارة لجنة المحامين للحقوق المدنية، وعضو مجلس إدارة "جمعية الدستور
الأمريكية"، وعضو مجلس إدارة "أمريكيون من أجل العمل الديمقراطي"، ومستشار
خاص لمبادرة سيادة القانون التابعة لرابطة المحامين الأمريكية، وعضو معهد القانون
الأمريكي.
كما عمل كرئيس لسياسة الأمريكيين الأصليين في حملة أوباما
الرئاسية لعام 2008، ثم كعضو في فريق أوباما- بايدن الانتقالي الرئاسي في مجموعة
الطاقة والبيئة. وكان كبير محامي الموظفين ورئيس مكتب واشنطن العاصمة لصندوق حقوق
الأمريكيين الأصليين (NARF) من
1995 إلى 2006. وقام بتدريس القانون الفيدرالي الهندي كأستاذ مساعد في كلية الحقوق
بالجامعة الكاثوليكية كولومبوس، وكلية القانون بالجامعة الأمريكية بواشنطن.
وكذلك، عمل السفير "هاربر" قاضيا في المحكمة
العليا في المحكمة العليا لفرقة Poarch Band of
Creek Indians من 2007 إلى 2008، وكقاضي استئناف في محكمة Mashantucket Pequot من 2001 إلى 2007،
بالإضافة إلى أنه كان كاتبا قانونيا لدى محكمة الاستئناف الأمريكية.
وحصل السفير "هاربر" على العديد من الجوائز، منها:
جائزة المؤتمر الوطني للهنود الأمريكيين (2017)، وجائزة رجل الدولة الوطني (2014)،
ورابطة المحامين الأمريكية "بطل حقوق الإنسان" (2014)، وجائزة رابطة
المحامين الأمريكيين الأصليين للمساهمات الهامة في القانون والسياسة الهندية
(2012)، وأحد أفضل 500 محام في الولايات المتحدة (2010)، وتم اختياره كواحد من 50
"أكثر محامي الأقليات تأثيرا في أمريكا" من قبل National Law Journal (2008)، وغيرها من الجوائز
الأخرى.
محلل سياسي أمريكي: الفوضى ستعمّ بلادنا حال فوز ترامب
معارض مصري: الإمارات تشعل الفتنة بين مصر وتركيا (شاهد)
"عربي21" تحاور أول مرشح عربي لمنصب شرطي بأمريكا (شاهد)