مع اقتراب
موعد الانتخابات الأمريكية، قررت مؤسسة الأبحاث الشهيرة "إبسوس" النظر
إلى السباق الرئاسي من منظور مختلف يعتمد على أدوات قياس تستخدمها المؤسسة عادة
لتقييم أداء العلامات التجارية، وليس أداء الأشخاص، وسمّتها "علامة
ترامب"، و"علامة بايدن".
وجمعت المؤسسة بياناتها بناء على مقابلات مع السكان الذين يحق لهم الاقتراع في الولايات المتحدة عبر أداة
"منشئ قيمة العلامة التجارية" للوصول إلى ما يسمى "الإنصاف في
الموقف" من كلا الطرفين، للكشف عن "الارتباطات العفوية" للأشخاص مع
المرشحين، وسمات المرشحين التي تحرك التفضيلات، وسنقوم بشرحها بلغة أبسط في
الفقرات التالية.
وجد الاستطلاع
أن بايدن يتقدم كـ"علامة تجارية" كما في استطلاعات الرأي المختلفة، لكن
الهامش بينه وبين ترامب هنا أضيق قليلا.
وفي مقياس
"القرب" المكون من 10 نقاط، وإجابة على سؤال "ما مدى قربك من
المرشح؟"، كشفت النتائج أن 41% من ناخبي ترامب المحتملين وضعوه في خانة
متقدمة، أما ناخبو بايدن المحتملون فقد وضع 26% منهم المرشح في مرتبة متقدمة من القرب.
على الطرف
الآخر من المقياس، 84% من ناخبي بايدن المحتملين منحوا ترامب مرتبة متأخرة جدا، بينما
كان ذلك أقل بين مؤيدي ترامب إذ وضع 69% منهم بايدن في مرتبة متأخرة.
لكن النتائج
التي كانت لصالح بايدن، أظهرت أيضا "كثافة" أكبر في التعاطي مع ترامب
كـ"علامة تجارية".
بكلمات أسهل، سُئل
الناخبون عن الأشخاص المفضلين لهم من قائمة الشخصيات السياسية الأمريكية، فكانت
النتائج أنه ذُكر الرئيس السابق، باراك أوباما، أربع مرات أكثر من بايدن، بين
الديمقراطيين.
في الوقت
نفسه، سمى الجمهوريون ترامب أربع مرات أكثر من جورج بوش الابن.
ورغم أن المقارنة
هنا على أساس العلامات التجارية قد لا تكون عادلة تماما، إلا أنها تؤكد النقص النسبي
في التعاطي مع بايدن كـ"علامة تجارية"، وذلك مقارنة بمؤيدي ترامب المقتنعين
بأنه "سيحافظ على الحلم الأمريكي" بينما أنصار بايدن "يحلمون
بأوباما".
وعودة إلى طريقة
التعامل مع "العلامات التجارية"، استخدمت المؤسسة مع المستطلعة آراؤهم طريقة
"شبكة العلامات التجارية العقلية"، لقياس ردود الفعل على سؤال: "ماذا
يخطر ببالك عندما تفكر في جو بايدن، أو دونالد ترامب؟".
وكانت النتائج
أنه لا يوجد الكثير من الارتباطات الواضحة والفريدة مع بايدن، مع بعض الإشارات
لعمره وصحته، وخلصت الإجابات إلى أن "علامة بايدن التجارية" غير موصوفة
بشكل كافٍ.
على العكس
تماما هنالك الكثير من الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بترامب بشكل فريد؛ على الناحية
الإيجابية ينظر إلى ترامب على أنه رجل أعمال، شجاع، يمكنه دعم الاقتصاد، وعلى
الطرف الآخر، متعجرف، وقح، غير أمين، وعنصري لدى البعض.
وتاليا رسم
بياني بناء على المقابلات حول ما يخطر في بال الناخبين عند التفكير ببايدن وترامب:
سؤال آخر كان
على طريقة "وقت الاستجابة متعدد الخيارات" وهو مؤشر يعتمد على السرعة في
الإجابة لفهم ما يدفع شخصا لتفضيل علامة تجارية ما، لكن هنا في حالتنا هذه، ستعطي
النتيجة فكرة عن المرشح الذي سيحصل على صوت الناخب.
كشفت الإجابات
أن كثيرين ينجذبون إلى ترامب لأنهم يشعرون أنه "يحمي الحلم الأمريكي، جريء،
مفيد للاقتصاد، ذكي، يحترم القانون والنظام"، وجذبهم أيضا عدد قليل من سلبيات بايدن
ليكونوا في صف ترامب.
في الوقت
نفسه، تلعب سلبيات ترامب دورا كبيرا في دفع الكثير إلى جانب بايدن، مثل أنه
"فاسد، متهور، متغطرس، كاذب".
وتلعب إيجابيات
بايدن ومؤهلاته دورا في مدى الإعجاب به، لكن بوتيرة أقل من تلك الخاصة بترامب، لكن
بما أن تفضيل "علامة تجارية" ما مرتبط في أذهاننا بشبكة من السلبيات
والإيجابيات معا، فقد دفعت سلبيات ترامب الكبيرة الناخبين لتفضيل بايدن.
70 مليون أمريكي يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية مبكرا
"غالوب": غالبية الأمريكيين لا يؤيدون انتخاب ترامب مجددا
شهر على انتخابات ترامب وبايدن.. هذه نتيجة أحدث الاستطلاعات