أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن حادثة اكتشاف نفق المقاومة العابر للسياج الفاصل مع قطاع غزة، تؤكد أن غزة تستعد للحرب، وأن فصائل المقاومة وفي مقدمتها "حماس"، لن تهجر فكرة المقاومة أو تتخلى عن حفر الأنفاق.
واعتبر يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة
"إسرائيل اليوم" العبرية، أن كشف النفق التابع للمقاومة الفلسطينية في
غزة، والذي حفر من غزة إلى داخل الأراضي المحتلة، هو "إنجاز عملياتي أول
للعائق التحت أرضي الذي يقام على طول الحدود مع القطاع"، وفق زعمه.
وزعم أنه "عثر على هذا النفق
بمساعدة التكنولوجيا المركبة على العائق، بهدف الإخطار في حالة حفر أنفاق أو النية
لتخريب العائق نفسه، ومن هذه الناحية لا يدور الحديث فقط عن إحباط عملياتي بل
وأيضا عن حدث ذي مغزى ردعي"، مرجحا أن القائمين على النفق "سعوا إلى التعرف
على قدرة العائق وسبل تجاوزه".
ورأى أن "مجرد الكشف، يطلق
إشارة للطرف الآخر، أنه يواجه تحديا كبيرا جدا، سيحتاج منه لقدرات كبرى كي يحاول
اختراق العائق نحو الداخل".. إلى "جانب الإنجاز
التكتيكي – العملياتي" المزعوم "للقوى التكنولوجية والاستخبارية في فرقة
غزة وفي قيادة المنطقة الجنوبية" المزعوم، القائمة على العائق الذي يقام على
طول السياج الفاصل مع قطاع غزة من الناحية الشرقية والشمالية، بطول 60 كيلومترا
فوق الأرض وتحتها، و"يفيد اكتشاف النفق في أمرين إضافيين؛ واحد عملياتي
والثاني استراتيجي".
الجانب العملياتي، يتبين في أن فصائل المقاومة
في القطاع وعلى رأسها حماس، "لم تتخل عن فكرة الأنفاق، رغم العائق الذي من
المتوقع أن يكتمل بعد نحو خمسة أشهر، وهم يؤمنون بأنهم سينجحون في الحفر والتسلل
إلى الداخل (الأراضي المحتلة)، ولديهم التصميم على فعل ذلك بكل ثمن تقريبا".
اقرأ أيضا: الجدار الإسرائيلي "الذكي" حول غزة مم يتكون؟ (صور)
الاستعداد للحرب
وتوقع الخبير أن تستمر فصائل
المقاومة في "محاولات للحفر على مسافة أعمق حتى المياه الجوفية، أو للعودة
للعمل في محور التفافي من غزة إلى الأراضي المصرية ومنها إلى الأراضي تحت سيطرة
إسرائيل في منطقة لم يتم فيها بعد إقامة العائق التحت أرضي".
أما استراتيجيا، فـ"يفيد الحدث، بأنهم في غزة يستعدون للحرب، رغم أن كل محافل التقدير في إسرائيل، أشارت في الأشهر
الأخيرة، إلى أن حماس لا تريد التصعيد، كما أن سلوكها في الميدان يشهد على ذلك"،
منوها إلى أن "هذه التقديرات لا تزال سارية المفعول، وحماس لا تريد الحرب،
وهي تفضل حلا يسمح لها بإعادة بناء القطاع وإحلال الهدوء والازدهار (النسبي)".
وإلى جانب ذلك، أكد ليمور، أن
"حماس ليست مستعدة بأي شكل من الأشكال لأن تهجر فكرة المقاومة، التي تقبع في أساس
وجودها"، مضيفا أنه "رغم حلاوة اللسان في المحادثات مع المصريين، القطريين
وممثلي الأمم المتحدة، فقد كانت ولا تزال حماس تسعى لإبادة إسرائيل"، بحسب
قوله.
وبناء على هذه الحقائق، نبه الخبير
العسكري، إلى أنه "عندما تحفر حماس الأنفاق، فهي في واقع الأمر تطلق الإشارة
لرجالها وللجمهور الغزي، بأنها قد تكون غيرت تكتيكها، ولكنها لم تغير
الاستراتيجية، وحتى إن استغرق الأمر وقتا، فستعود لطريقها، ولهذا فهي تواصل
الاستثمار في مشروعها الصاروخي وبالوسائل الأخرى التي يفترض أن تستخدمها في حرب
مستقبلية ضد إسرائيل، والكفيلة بأن تندلع حتى في المدى الزمني القريب".
وقال: "بعد كل شيء، فإن غزة هي غزة،
الحساسية فيها عالية كما هي دوما، وربما دائمة على خلفية الوضع الاقتصادي اليائس
وكورونا التي تفجر في القطاع"، منوها إلى أن "إسرائيل على وعي باحتمالية
التفجر هذه، وتحاول إبعاد المعركة، ولكن من يريد السلام أو الهدوء، عليه أن يستعد
للحرب".
ورصدت كاميرا "عربي21"
المنطقة القريبة من السياج الفاصل شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، وظهرت آليات جيش
الاحتلال تواصل أعمال الحفر بالمنطقة.
الاحتلال يعيد ترتيب تهديداته ويضع غزة على رأس القائمة
تقدير إسرائيلي: أداء الجيش المتواضع يمنع عملية كبيرة بغزة
مسؤولة إسرائيلية تكشف الأضرار التي سبّبتها حركة المقاطعة