هاجمت صحيفة عبرية،
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووصفت سياساته بـ"مسيرة سخافة"، خاصة
في ما يتعلق بالشق الاقتصادي وإفساح المجال للتيار المتدين لعقد تجمعات، ومواجهة فيروس كورونا، والذي حقق
مستويات إصابة غير مسبوقة في المجتمع الإسرائيلي، على مستوى العالم.
وذكرت صحيفة
"يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها الخبير الاقتصادي
سيفر بلوتسكر، أن المؤرخة بربارة توخمان، كشفت في كتابها المعروف باسم "مسيرة
السخافة" النقاب عن ظاهرة متكررة في تاريخ الشعوب والدول؛ بأن "الحكومات
تنفذ سياسة تتعارض مع مصالحها ومصالح دولتها الحيوية، رغم التحذيرات العديدة من
نتائجها حتى منذ البداية".
وتورد توخمان في
الكتاب العديد من النماذج التاريخية لـ"مسيرات السخافة"، وبحسب الصحيفة
كان بإمكانها أن تورد أعدادا مضاعفة لهذه النماذج، لأن "أنظمة الحكم لا تتعلم
إجمالا الدرس من الماضي، وتعود للسير نحو السخافة".
ونبهت أنه "في سلوك
حكومة إسرائيل تجاه وباء كورونا، يوجد المزيد والمزيد من مزايا مسيرة السخافة
الكلاسيكية هذه؛ بدءا من الفتح المتسرع للاقتصاد والمجتمع في أشهر الربيع، عبر
الامتناع عن فرض قيود متشددة عندما خرجت الإصابة بالمرض عن السيطرة وواصلت
الارتفاع وحتى العودة الحالية للقرارات المتضاربة مرة أخرى، مع مكافحة الوباء
وتوصيات خبراء الصحة".
وأضافت
"يديعوت": "أمام ناظرينا تجري عودة تقشعر لها الأبدان، وكأنه تبددت
تماما الذكرى المأساوية لمسيرة السخافة السابقة"، منوهة إلى العديد من
الحقائق، الأولى؛ أن إسرائيل لم تكن في الشهر الماضي تحت إغلاق صحي كامل؛ فقد كان
الإغلاق جزئيا، وكانت الشوارع في القدس وتل أبيب تعج بالناس، ورغم ذلك هبط معدل
الإصابة بثمن اقتصادي واجتماعي ذي مغزى".
اقرأ أيضا: الغارديان: التطبيع مع الإمارات ليس اتفاق سلام بل صفقة تجارية
الحقيقة الثانية؛ أن خطر العدوى بفيروس كورونا عال على نحو خاص في التجمهرات المتواجدة في
المحلات المغلقة وشبه المغلقة بأكثر من ثمانية أشخاص، والتي وصفت بأنها
"تجمهرات قاتلة".
وشددت على ضرورة أن
يتم "تركيز جهود إنفاذ القيود والأنظمة بغرامات متشددة، أوامر إغلاق عديدة،
سحب ميزانيات عامة وتقديم خارقي القانون إلى المحاكمة، وبدون استثناءات، محاولات
تذاكي وحسابات قطاعية أو انتخابية، معاملة موحدة للمتدينين، للعلمانيين، للأصوليين
وللعرب".
وأشارت إلى أن
"الوباء يعود وبححم كبير في أرجاء أوروبا، وبالتالي لا ينبغي لنا أن نوهم
أنفسنا، بأن الانفجار المتجدد للوباء في إسرائيل يسببه فقط سلوك دوائر متطرفة في
الطائفة الأصولية اليهودية"، مؤكدة أن هناك ضعفا في إنفاذ القيود والأنظمة
الخاصة بكورونا.
وأفادت الصحيفة، أن
"مئات آلاف الإسرائيليين تجمعوا وتجمهروا دون عراقيل في أماكن مختلفة (ترفيه،
مراكز التسوق، الأسواق والبارات والحفلات والنوادي)، بدون الحفاظ على وضع الكمامة
والتباعد الجسدي، بدعوة عابثة؛ أنه لا
توجد عندنا عدوى".
وبينت أنه "عندما
فتح جهاز التعليم غير الأصولي في أيلول الماضي، زادت الإصابات بوتيرة مجنونة،
وجرفتنا مسيرة السخافة، وعليه لا يوجد ما يدعونا للعودة إليها
وقدرت
"يديعوت"، أنه حانت "لحظة الحسم"، مشددة على ضرورة أن تعمل
الأحزاب الإسرائيلية في الائتلاف الحكومي ومنها؛ "أزرق أببيض"،
"العمل" و"ديرخ ايرتس"، من أجل "إيقاف مسيرة السخافة
الثانية والتالية بعدها".