جلست متشوقاً للاستماع لكلمة الرئيس
السيسي في الندوة التثقيفية بالقوات المسلحة، واعتقدت واهما أنه سيرد على
نتنياهو وتطاوله على انتصار أكتوبر، وادعاءاته الرخيصة بأنها كانت نصرا لإسرائيل.. توقعت أن يعرض الريس فيلما لجولدا مائير وهي تصرخ "saving israel"، أو خطاب موشي ديان وهو يسقط في قاع الهزيمة، أو حتى يرد على نتنياهو ويقول له إنك تشكل وعيا زائفا للإسرائيليين.. ولكن الرئيس لم يفعل ذلك، وإنما انشغل بالمصالحة مع الغول والعنقاء والخل الوفي، وكيل الاتهامات الباطلة الظالمة لثورة يناير وأهلها..
عموما يا ريس بخصوص نتنياهو تقريبا الشعب
المصري رد على مندوبه والمتحدث باسمه أفيخاي أدرعي (ادخل عنده هتلاقي الحفلة شغالة لغاية دلوقتي).
كثيرا كنت ما أجلس أستمع بفخر لأحاديث السيسي في أول ثلاث سنوات من حكمه عندما يتحدث عن يناير
الثورة والثوار ويشيد بهم.. وكنت أستغرب جدا كيف للرئيس وهو يشيد بثورة يناير أن يترك شخصا موتورا مثل مرتضى منصور يرفض حلف اليمين كنائب على حفظ الدستور لأن به فقرة مهمة عن ثورة يناير، وكيف للرئيس وأجهزته أن يترك لصحفي مخبر جاهل مثل أحمد موسى يتطاول على يناير وأهلها.. حتى استتب الوضع للسيسي وأجرى تعديلاته الدستورية لأكتشف الحقيقة المرة، وهي أن مرتضى وأحمد موسى كانوا يتحدثون بلسان السيسي شخصيا.
فالسيسي يضمر شراً ليناير وأهلها؛ ليس حبا لمبارك ونظامه، وإنما خوفاً وهلعاً من خروج الناس عليه. ودخلنا في سلسلة من المهاترات والاتهامات ليناير والبلد عرّت ظهرها وكشفت كتفها، ووصلنا إلى أن سرقة سكة حديد الواحات تمت في يناير، كما ذكر بالأمس، وأنها سبب رئيسي لبناء سد النهضة (حد فيكم ياولاد راح لآبي أحمد أو زيناوي ووقع معاه اتفاقية 2015؟).
واستكمالا للكونشرتو وفي معزوفة نشاز، عزف السكرتير الفاشل الإمعة المسمى برئيس الوزراء على نفس النغمة، وقال إن يناير كانت سببا في تدهور الاقتصاد المصري.. طب يا دكتور مصطفى وبما أنك كنت عضو لجنة سياسات جمال مبارك، هل كان الاقتصاد قبل يناير عشرة على عشرة والناس كانت تعيش في رغد وبحبوحة، ولكن لأنهم مفتريين خرجوا على مبارك ونظامه؟ وهل النمو الاقتصادي الآن في عهد وزارتك أفضل من أيام يناير؟..
يا سادة يا كرام لا تزوروا التاريخ، وخصوصا التاريخ القريب الذي صنعناه وشاهدناه وكنا جزءا منه. فلولا يناير لما وصلتم إلى مناصبكم.. لولا يناير كان أقصى طموحكم رئاسة مجلس محلي صفط اللبن أو لبس البيجامة والاستمتاع بشمس أكتوبر..
اقعدوا بالعافية..