نشرت
مجلة "هيلث" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن الأثر المزعج لأغنية "بيبي
شارك" التي اعتمدت كطريقة لتعذيب السجناء.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إنه إذا كان لديك أطفال أو تقضي وقتا طويلا مع الأطفال، فأنت
تعلم أن الاستماع إلى أغنية "بيبي شارك" بشكل متكرر قد يكون مزعجا
للغاية. وفي إحدى المحاكم، أصبحت هذه الأغنية تعدّ شكلا من أشكال التعذيب.
هذا الأسبوع، اتُّهم موظفان سابقان في سجن
مقاطعة أوكلاهوما ومشرفهما بإساءة معاملة السجناء والتنكيل بهم، بعد إجبارهم على
الاستماع إلى أغنية "بيبي شارك" بشكل دوري و"بصوت عال لفترات
طويلة"، وذلك وفقا لصحيفة "ذي أوكلاهومان".
ووجد المحققون أن الموظفين أجبروا أربعة سجناء
على الأقل على الوقوف، مثبتين إلى الحائط، وأيديهم مكبلة خلفهم لساعات، مع
الاستماع إلى الأغنية.
اقرأ أيضا: "رايتس ووتش": تعذيب
وانتهاكات بحق "مجتمع الميم" بمصر
وأوضحت المجلة أن أغنية
"بيبي شارك" أصبحت عبارة عن "دودة الأذن"، أو ما يُعرف أيضا
بظاهرة تكرار الأغنية التي تجذب مسمعك في ذهنك باستمرار، حتى بعد انتهائها.
إليك ما تحتاج لمعرفته حول "دودة
الأذن" بشكل عام، بالإضافة إلى السبب الذي يفسر لماذا "بيبي شارك"
أغنية مزعجة للغاية:
لماذا تعد دودة الأذن جذابة للغاية؟
توصلت إحدى الدراسات المنشورة في المجلة
العلمية لعلم النفس الجمالي والإبداعي والفني إلى أن "ديدان الأذن" عادة
ما تشترك في الخصائص ذاتها: إيقاعها يثير البهجة، وأنماط نغماتها مشابهة لأغان
أخرى مألوفة، وهناك تنقلات واسعة بين نوتاتها الموسيقية.
ومن بين أكثر الأغاني شيوعا التي تعدّ
"دودة أذن"، أغنية "وجه البوكر" لليدي غاغا، وأغنية
"موفز لايك جاغور" لفرقة مارون 5، و"بوهيميان رابسودي" لفرقة
الروك "كوين".
وأظهرت دراسة أخرى نُشرت في المجلة البريطانية
لعلم النفس، أن "ديدان الأذن" لا تعدّ عادة "إشكالية" من قبل
الأشخاص الذين يتعاملون معها، لكن الأشخاص الذين يهتمون بالاستماع إلى الموسيقى
يعانون من "ديدان الأذن" لفترات طويلة، ويواجهون صعوبة في التحكم بها
أكثر من الأشخاص الذين لا يهتمون كثيرا بالموسيقى.
وأشارت المجلة إلى أنه في دراسة أخرى نشرت في
مجلة علم النفس الموسيقي حللت 333 تقريرا، تبين أن محفزات الذاكرة التي تتمثل في
رؤية أو سماع شيء يذكرك بدودة الأذن، من شأنه أن يُشغّل النغمة في ذهنك.
ما الذي يجعل أغنية "بيبي شارك"
مزعجة جدا، وشكلا من أشكال التعذيب؟
في الواقع، هناك الكثير من الأسباب التي تفسر
ذلك. من جانبه، يقول عالم النفس جون ماير إن "الموسيقى من شأنها أن تكون
قاسية على الأذنين. فقد تضرب بعض النغمات المستقبلات السمعية بطرق مؤلمة من
الناحية الفسيولوجية؛ لذلك تكون النغمات الصاخبة والنغمات التي تسبب الإزعاج تماما
مثل صوت قشط الأظافر على اللوح، التي من شأنها أن تثير رد فعل مؤلم في الدماغ".
وأضاف ماير أن كلمات الأغنية تلعب دورا هاما
في هذا الإزعاج أيضا، فعندما تجمع بين الكلمات غير المنطقية والكلمات المهينة التي
تمتزج مع الموسيقى الرديئة، سيكون وقع الأغنية مزعجا جدا.
اقرأ أيضا: "ارحل".. أغنية مصرية تدعو
إلى الثورة وإسقاط السيسي (شاهد)
ونقلت المجلة عن فيليب
بيمان، أستاذ علم النفس التجريبي في جامعة ريدينغ، أن التعود على استماع الأغنية
من شأنه أن يجعلها مزعجة أيضا. ولا شك أن "بيبي شارك" أغنية بسيطة بما
يكفي لتكون جذابة، ولها صدى واسع".
ويضيف: "إذا كنت من الأشخاص الذين
يمتلكون ذاكرة موسيقية قوية لحفظ الأغاني التي تُعدّ مزعجة بعض الشيء في البداية،
فإن سمات أغنية "بيبي شارك" قد تجعل التوقف عن تكرارها صعبا بشكل خاص.
نتيجة لذلك، يمكن أن يكون لدى هؤلاء الأشخاص أسباب وجيهة للانزعاج من الأغنية".
ويقول بيمان "إن رأي الآخرين حيال أغنية
ما من شأنه أن يؤثر على رأيك فيها أيضا"، لذا فإن سماع أشخاص آخرين يقولون
إنهم يجدون "بيبي شارك" مزعجة من شأنه أن يجعلك تفكر بنفس الطريقة كذلك.
كما توصل بيمان إلى أن محاولة التخلص من
"دودة الأذن" وإخراجها من ذهنك لن يجدي نفعا. في المقابل، عليك قبول
فكرة أن الأغنية عالقة في ذهنك، ومحاولة التفكير في شيء آخر بدلا من ذلك.
إندبندنت: الهذلول تعيش جحيما يوميا في السجن السعودي