قال رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي إنه لو كان مفسدا في
الأرض فلن يكون الله معه، بحسب قوله، مُحذّرا ممن قال إنهم يستغلون ظروف الناس
لتحريكهم (في احتجاجات) بدعوى تعرضهم للظلم والفقر.
وتأتي تصريحات السيسي الجديدة خلال افتتاح مجمع التكسير
الهيدروجيني، بقرية مسطرد في محافظة القليوبية، الأحد، وبعد أسبوع كامل من التظاهرات
الاحتجاجية "الغاضبة" التي شهدتها محافظات ومدن وقرى مصرية منذ يوم 20
أيلول/ سبتمبر الجاري، رغم حملات الاعتقال والاستنفار الأمني الكبير في الميادين
الرئيسية، فضلا عن سقوط 3 قتلى ومصابين بمحافظة الجيزة.
وأضاف السيسي أنه
"يراهن على وعي المصريين، لأن هناك مَن يريد هدم الدولة"،
متابعا: "لقد ظلوا (لم يسمهم) طوال الأسابيع الماضية يقومون بإشعال الأوضاع،
ويستغلون المواقف الصعبة التي نقوم بها، ونحن علينا أن نفعل أو لا نفعل، وهم
يختارون الظروف الصعبة كي يشكّكوا الشعب في الأمور التي نقوم بها، والشعب والدولة
شيء واحد لن يستطع أحد الدخول أو التفرقة بينهما".
وأردف: "خلال السنوات الماضية كان رهاني الدائم على المصريين،
والحمد لله كان هذا الرهان فائزا، لأنني أصلح في الأرض، فلو كنت أفسد في الأرض لأصبحت خائفا،
لأن الله لن يكون معي، لأنني في هذا الحالة سأكون أعمل ضده، إلا أنني أفعل
الإصلاح، بالإضافة إلى أنه لا أحد يستطيع خداع الناس بالكلام، حتى لو كانت أوضاعهم
صعبة".
واستطرد السيسي قائلا: "نحن نسير في مسار إصلاح وبناء وتنمية
وتعمير، وسنظل مستمرين في هذا المسار، لأن مصر بحاجة لذلك، خاصة أن الناس تتفهم
ذلك، وتتحمل تكلفته؛ فالإصلاح الاقتصادي لم يكن بالأمر الهين أو السهل، لكننا
استطعنا تجاوزه وحققنا إنجازات العالم كله يتحدث عنها"، على حد قوله.
اقرأ أيضا: احتجاجات مسائية بمصر لليوم السابع.. وتظاهرات بالخارج
وادعى السيسي أن "العالم يحسد مصر على أنها ما زالت بخير، في ظل
جائحة كورونا، والاقتصاد المتعسر، وحركة السياحة التي توقفت، وحركة التجارة الدولية
التي تأثرت". وقال: "سننقل المشمولين بإزالة مساكنهم إلى أماكن أخرى، وهناك مَن يسعى إلى
تخويفكم والاصطياد بالماء العكر".
وأكد السيسي أن "بعض المشروعات توقفت بسبب أحداث 2011 وحالة عدم
الاستقرار"، وفق قوله، مستطردا بأنه "ينبغي على الناس أن تفهم لماذا هم
يريدون أن يتحرك الشعب (ضده)؟ ولو تحرك المصريون فسيقومون بهدم البلد والقضاء
عليه، وهم يحركونكم عبر ترديد أقاويل بزعم تعرضكم للظلم والفقر".
وطالب الجميع سواء الإعلام، أو مجلس الشعب، أو الحكومة، أو المحافظة، أو المسجد، أو الكنيسة، أو الجامعة، بضرورة التحدث عن أهمية الحفاظ على الدولة والناس،
مشدّدا على أن "مصر لن تسقط، على غرار الكثير من دول المنطقة، لأن الله أراد
ذلك، وهو (حر) في إرادته"، بحسب قوله.
وضمن الإجراءات
التي تهدف لتهدئة الأوضاع ومحاولة احتواء حالة الغضب في الشارع، أمر "السيسي"
حكومته بأن تواصل تقديم منحة قدرها 500 جنيه للعمالة غير المنتظمة لمدة ثلاثة أشهر
أخرى حتى نهاية العام الجاري.
وسبق تلك الخطوات
قرارات من الحكومة المصرية تقضي بتخفيض المبالغ المطلوبة من المواطنين لتجنب هدم
منازلهم بدعوى مخالفاتها لاشتراطات البناء، فضلا عن منحهم مهلة شهر إضافي للتصالح
مع السلطات بدفع الغرامة المطلوبة لتجنب الهدم.
وخلال مؤتمر السيسي، تم عرض أفلام تسجيلية تدهور الأوضاع في بعض دول
المنطقة كسوريا والعراق وليبيا وغيرها، وذلك في إطار التحذير المتكرر الذي دائما
ما يكرره السيسي ويحذر المصريين من هذا المصير.
"محمد علي" يطالب السيسي بفتح الميادين العامة بمصر (شاهد)
احتجاج إلكتروني متواصل دعما للتظاهرات الرافضة للسيسي
فورين بوليسي نيوز: على العالم إيقاف السيسي قبل أن يدمر مصر