اعتبر عضو الكنيست إسرائيلي السابق، أن ظاهرة البالونات الحارقة التي ترسل من قطاع غزة باتجاه التجمعات الاستيطانية في الجنوب، تشكل "حربا وجودية" على المشروع الاستيطاني.
وكتب حاييم يالين، الرئيس السابق لمجلس إشكول الاستيطاني، وعضو الكنيست السابق، وأحد سكان غلاف غزة، مقالا بصحيفة "مكور ريشون"، ترجمته "عربي21": "نحيي مرور ما يزيد على عامين من انطلاق ظاهرة البلالين الحارقة من قطاع غزة باتجاه التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية في الجنوب، ما يؤكد أن القادة الإسرائيليين يعرفون كيفية القضاء على حماس فقط من خلال الكلام، بينما واقع حياتنا مختلف تماما".
ويضيف أنه "في السنوات الثلاث الماضية عرفت المستوطنات الإسرائيلية الجنوبية على حدود قطاع غزة نوعا جديدا من الاستنزاف الحربي، يتمثل في الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، فهي تحرق الأراضي الزراعية، وتدوس سيادة إسرائيل، وتدمر المحميات الطبيعية".
وأشار إلى أنه ولعدم اعتبار عبارة "الطائرات الورقية كالصاروخ" لم تصبح سياسة حكومية إسرائيلية بعد، لذلك تستمر البالونات الحارقة في حرق الحقول الزراعية الإسرائيلية، وبالتالي فإن رعب البالونات والنيران والتصعيد المتكرر يرتقي إلى حرب غير عادية، وصولا إلى أن تكون حربا وجودية، بل حربا على الأرض والحياة في غلاف غزة.
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: بالونات غزة الحارقة تقلقنا أكثر من "إف35"
ويروي الكاتب أنه عمل ثلاثة أيام في الأسبوع
كعضو في الكنيست، وأربعة أيام أخرى كرجل إطفاء متطوع، ويقول: "من الصعب وصف الشعور حين أخرج
بسيارة دفع رباعي بخزان ماء سعة 250 جالونا لإخماد الحريق الذي تسببت به البلالين
الحارقة التي تنطلق من غزة على مدار الساعة".
وأكد أنه "شعور عميق يتصل بجذور الاستيطان في النقب الغربي، للحفاظ بالضرورة على المنزل والحقول والأودية والكيبوتسات التي زرعها الصندوق القومي اليهودي، لأنه لا يمكن رؤية الحقول تحترق، ولا تفعل شيئا، وهنا يتم اكتشاف العوامل المشتركة بين جميع اليهود، المتدينون والعلمانيون، اليساريون واليمينيون، لأننا جميعا نختنق معا من دخان النيران".
وتحدث عن وقائع التصعيد في مع قطاع غزة إبان المسيرات التي سيرتها حماس على الجدار الحدودي، ويعقب: "لا نزال نختبر طقوس إطلاق الصواريخ لمدة ثلاث سنوات، ويعرف القادة الإسرائيليون كيفية القضاء على حماس بالقول والحديث فقط، بينما واقع حياتنا نحن الإسرائيليين مختلف تماما، وبات واضحا أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها حل، ومن جهة أخرى لا يوجد زعيم إسرائيلي يقف في وجه الإسرائيليين".
وختم بالقول إن "هذا هو الخيار الأفضل حاليا، لأن إسرائيل لا تريد خوض حرب أمام حماس في غزة تسقط مئات القتلى من جنود الجيش الإسرائيلي، لكن في التصعيد والحرائق لا تكاد تكون هناك إصابات، ويمكن التسامح مع هذا الواقع".
كاتب إسرائيلي: سياستنا تجاه حماس بغزة عديمة الجدوى
تقدير إسرائيلي: الهدوء في الشمال والجنوب "زائف وخادع"
ضابط إسرائيلي يحذّر: إنذار حماس جدّي لهذا السبب