تناولت صحيفة تركية، التطورات في شرق المتوسط، مشيرة إلى أن أنقرة أصبحت أكثر قوة من قبل في المنطقة، لافتة إلى أن التوتر مع اليونان سيتواصل بالفترة المقبلة.
وقالت صحيفة "صباح" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الأحداث المتتالية قد ترسم العصر المقبل لتركيا، حيث سيفتح المجال أمامها أو ستغلق على أصعدة عدة بدءا من مسألة التبعية للطاقة، والعلاقات التي ستبنيها مع دول الجوار.
وأضافت، أن تركيا كانت ترى مسألة البحار معضلة بالنسبة لها، وقبل الحرب العالمية الثانية، لم نكن قادرة على التعامل مع تلك المشاكل، وبعد الحرب الباردة، تم تجميد جميع القضايا العالقة بالنسبة لها.
ولفتت إلى أنه في فترة التسعينيات، وقفت تركيا بموقف "الدفاع الدبلوماسي" أمام الزعرنة اليونانية في شرق المتوسط.
وأوضحت، أن هناك خلافات في مسائل عديدة بين أثينا وأنقرة، بدءا من ادعاء اليونان برفع الجرف القاري إلى 12 ميلا، ومنطقة معلومات الطيران، ولكن في ظل السياسة العالمية المحتكرة بالولايات المتحدة، كانت إمكانية نقل الحجارة في شرق المتوسط ضعيفة للغاية.
اقرأ أيضا: تركيا تحشد أسطولا حربيا بالمتوسط بعد اتفاق اليونان ومصر
وأشارت إلى أن الخلاف على جزيرة كارداك المتنازع عليها بين اليونان وتركيا، والتي تم تعليقها بسبب التدخل الأمريكي، كانت أكبر الأمثلة على ذلك.
وأكدت الصحيفة، أنه في هذه الأيام بات الوضع مختلفا، وأصبحت تركيا أقوى من قبل في شرق المتوسط، كما أن التدخل الأمريكي بات مستبعدا، كما أن الاتحاد الأوروبي الداعم الوحيد لليونان، ليس لديه طاقة للتعامل مع هذه القضايا.
وأضاف أن تركيا واليونان باتتا وحدهما في الخلاف الناشب بينهما في شرق المتوسط، وهي فرصة كانت تنتظرها أنقرة منذ سنوات، لذلك تسعى أثينا لسد هذه الفجوة من خلال مناورات دبلوماسية مماثلة لتلك التي أبرمتها مع مصر مؤخرا (تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين).
وشددت الصحيفة على أنه لا يمكن المقارنة بين الاتفاق المبرم بين أنقرة وطرابلس، والقاهرة وأثينا في ظل القوة البحرية التي باتت تمتلكها تركيا في شرق المتوسط.
ولفتت إلى أن "النظام الدولي الذي نعيش فيه، لا يعطي أي قيمة للقوانين الدولية في هذا الإطار، وما دامت اليونان لا تخاطر بحرب مع تركيا، فلا معنى من التوقيع على أي اتفاق مع أي كان أو مع أي جهة كانت، فالواقع الحالي ليس كما التسعينيات".
وتابعت، بأن "اليونان تدرك جيدا أن الواقع ليس كما كان في التسعينيات، ولا مكان للزعرنة القديمة لها، لذلك فإنها ستبقى في وضعية ردود الفعل فقط في ظل التوتر الجاري".
وأوضحت، أنه عندما أرسلت تركيا سفينة "أوروتش رئيس" إلى جنوب جزيرة "ميس" اليونانية، فإن كل ما كان يمكن القيام به لدى أثينا هو الإعلان بإخطار بحري رافض، ولم تتمكن من إرسال قواتها البحرية لمنع ذلك.
واستبعدت الصحيفة انتهاء الأزمات بين أنقرة وأثينا على المدى القصير، مشيرة إلى أن تركيا هذه المرة مستعدة أكثر في ظل نظام عالمي متراخ، كما أن البيئة الحالية باتت أكثر ملاءمة بالنسبة لها وليست لصالح اليونان.
اقرأ أيضا: خبراء: تركيا لن تسمح لليونان ومصر بفرض واقع جديد بالمتوسط
وأضافت، أن تركيا بإمكانها المضي قدما في خطواتها نحو "الوطن الأزرق" الاستراتيجي، مشيرة إلى أنه من الصعب التنبؤ كم من الوقت قد يستغرق ذلك وكيف ستكون النتيجة، لكن المؤكد أن الوقت قد حان، فبعد مئة عام تحولت الأرصدة لصالحها.
ويقصد بـ"الوطن الأزرق"، المناطق البحرية التي تعتبرها تركيا ضمن مياهها الإقليمية في البحار إيجة والمتوسط والأسود ومرمرة، ويحق لها استخدام جميع الموارد البحرية في هذه المساحة التي تعادل نصف المساحة البرية لتركيا.
وتتضمن خريطة الوطن الأزرق عددا من الجزر المتنازع عليها مع اليونان في بحر إيجة، وشملت أيضا مساحة كبيرة من سواحل شرق المتوسط تمتد إلى الشاطئ الشرقي لجزيرة كريت اليونانية.
تركيا تحشد أسطولا حربيا بالمتوسط بعد اتفاق اليونان ومصر
صحيفة: روسيا وتركيا توجهان ليبيا بعيدا عن الحل العسكري.. ولكن
هكذا قرأ محللون أتراك تهديدات أكار الأخيرة للإمارات