موجة
غضب وتبرؤ، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، عقب إعلان البرلمان المصري عن موافقته
على إرسال وحدات من القوات المسلحة في مهام قتالية إلى خارج الدولة وتحديدا ليبيا.
وبرّر
البرلمان المصري، الإثنين، قرار موافقته بأنه للدفاع عن الأمن القومي في الاتجاه
الاستراتيجي الغربي (ليبيا)، بطلب من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
وأثار
قرار البرلمان والحشد الإعلامي المحلي، غضبا واسعا بين النشطاء، كما سارع العديد
من السياسيين المعارضين إلى التبرؤ من أية تبعات لذلك التدخل، مؤكدين على أنه ليس
من حق مصر التدخل في ليبيا، وإلقاء أبناء الجيش المصري إلى التهلكة.
ونشرت
صفحة "خمسة بالمصري" الساخرة والمعارضة، مقطعا للرئيس المخلوع الراحل
حسني مبارك عن قرارات الحرب، وخطورة الإعلان عنها فقط حتى دون تحريك القوات، وأن
من يعلن عن "الحرب" ويهدد بها، فهو يسعى فقط إلى "تصفيق"
الشعوب، وأنه لم "يقرص" من الحرب و"لا يعلم معنى الحرب".
اقرأ أيضا: برلمان ليبيا يرفض التدخل المصري ويطالب بإدانة أممية
ورغم
ما هو معروف عن مبارك وحقبة حكمه التي وصفت بـ "الديكتاتورية" وأدت إلى
قيام ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، إلا أنه في المقطع المتداول أكد على أن
قرارات الحرب ليست للعنترية أو الاستهلاك المحلي، وأنه لا بد من دراستها جيدًا،
وأنه لا يمكن لأي زعيم أن يأخذ ذلك القرار بمفرده أبدًا وأنه لابد أن يعود إلى
شعبه قبل اتخاذ ذلك القرار.
وشارك
أيضا العديد من السياسيين العرب والحقوقيين والنشطاء، بالتغريد والتحذير من مغبة
تدخل الجيش المصري في ليبيا، مشيرين إلى أن مصر سوف تورط نفسها في مأزق لا فكاك
منه، مثلما ورطت السعودية نفسها في اليمن.
في
ذات السياق، قارن عدد من النشطاء بين الرئيس السابق جمال عبد الناصر حينما أرسل
جنودا مصريين إلى اليمن عام 1962، والخسارة الفادحة التي تكبدتها القوات المصرية
آنذاك، وبين ما يفعله السيسي حاليا بإرسال جنود مصريين إلى ليبيا، مؤكدين أن
الأخير يسير على خطى الأول، ومحذرين من أن يكون مصير هؤلاء كأولئك.
واستنكر
النشطاء التوقيت الذي تم فيه إصدار هذا القرار، قائلين إنه متعمد لإلهاء الرأي
العام بطبول الحرب وحشد القوات وتحركاتها، عن إعلان إثيوبيا، الثلاثاء، انتهاءها
من المرحلة الأولى من عملية ملء سد النهضة.
آخرون
استبعدوا نجاح الجيش المصري في المهام المتوقعة منه في ليبيا، مشيرين إلى الهزائم
التي مني بها في تاريخه الحديث بدءا من 1948، و1956، وفي اليمن 1962، وفي 1967، ثم
1973 وانتصاره في أول أيامها، ثم تراجعه، وحصار الجيش الثالث في الإسماعيلية، وصولا
إلى عدم مقدرته على السيطرة على الوضع في سيناء منذ 7 سنوات، كما قال بعض النشطاء.
برلمان ليبيا يرفض التدخل المصري ويطالب بإدانة أممية
القره داغي عن تدخل مصر بليبيا: هل يراد تحطيم جيشها؟
الأزهر يعلق "بدعوة" على تفويض تدخل السيسي بليبيا