في أول جولة خارجية له منذ تسلمه رئاسة الحكومة قبل شهرين، يعتزم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، زيارة السعودية وإيران، ثم يتوجه بعدها إلى الولايات المتحدة لخوض الجولة الثانية من "الحوار الاستراتيجي".
وأعلن قاسم الأعرجي، مستشار الأمن الوطني العراقي، الأربعاء، أن الكاظمي سيزور إيران والسعودية خلال الشهر الجاري، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية أن الزيارة تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين أمريكا وإيران، وإبعاد العراق عن الصراعات بينهما، وتخفيف التوتر بين طهران والرياض.
إنهاء التدخلات
وتعليقا على الموضوع، قال عضو البرلمان العراقي صباح العكيدي، في حديث لـ"عربي21"، إن "تحالف "سائرون" الذي أنتمي إليه لم يطلع حتى الآن على أجندة زيارات رئيس الوزراء الكاظمي الخارجية التي ينوي البدء بها".
لكن النائب توقع أن يبحث الكاظمي تحسين العلاقات التي تشهد خلافات دائمة ومستمرة بين الدولتين، والحديث معها بأن العراق لا يحسب على أي جهة، بل دولة مستقلة ولها سيادتها، وقال: "أعتقد أنه بذلك ستتحلحل الكثير من الأمور".
وأشار العكيدي إلى أن العراق يأمل من دول الجوار أن تكون العلاقات مبنية على حسن الجوار، واحترام السيادة بعيدا عن التدخلات الخارجية، وأن السعودية وإيران لهما حضور كبير في البلد، من خلال الاقتصاد، ولا نريد أكثر من ذلك، وفق قوله.
وحول الزيارة إلى واشنطن، قال النائب إن "ذهاب الكاظمي للولايات المتحدة يتعلق بالجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي، ونحن في (سائرون) نتمنى أن ينتهي موضوع التواجد الأمريكي في العراق، لأن البرلمان صوت على خروجهم".
اقرأ أيضا: هل تطيح سطوة إيران وفوضى الأمن بتحركات الكاظمي بالعراق؟
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الكاظمي سيعمل على مسك العصا من المنتصف، وسيحاول أن يصل إلى مراحل تُبعد خطر هذه الصراعات عن العراق، على الأقل في فترة رئاسته للحكومة.
وأشارت إلى أن "الزيارات ستُركز أيضا على دور هذه الدول في تخفيف التوتر في العراق والمنطقة"، مبينا أن "الزيارة الأهم ستكون إلى واشنطن لاستكمال الحوار الاستراتيجي بين البلدين".
دور الوسيط
وبخصوص الحديث عن لعب العراق دور الوسيط، قال العكيدي: "أعتقد أن العراق على مستوى السياسة الخارجية غير قادر على لعب دور الوسيط بين السعودية وإيران، لأن وضع الحكومة غير مستقر، إضافة إلى أن الكتل السياسية لديها موقف غامض من مشروع الحكومة.
ورأى النائب أن "العراق يمكن أن يلعب دور الوساطة بعد أشهر أو سنة، على اعتبار أن الاستقرار توفر في حكومة مصطفى الكاظمي، أما الحديث عن ذلك في الوقت الحالي، فهو غير ممكن على الإطلاق".
من جهته، رأى المحلل السياسي، نجم القصاب، أن "الزيارات فيها الكثير من المؤشرات الإيجابية للعراق والمنطقة بشكل كامل، ولا سيما أن العراق يعاني من أزمة اقتصادية ومالية وبحاجة إلى استثمارات وأموال، وربما تساعده السعودية خلال الأشهر المقبلة".
وكشف القصاب في حديثه لـ"عربي21"، عن بعض المفاوضات التي تجرى عن طريق العراق من أجل التهدئة في اليمن، لأن إيران لا تستطيع الاستمرار بهذا النهج والعزلة السياسية والاقتصادية من العالم، وخصوصا من الخليج والولايات المتحدة.
وتوقع المحلل السياسي أن يلعب العراق دور الوسيط في حل بعض الأزمات والمشاكل في المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بالتصعيد بين السعودية وإيران، مشيرا إلى أن ذهاب الكاظمي إلى الرياض ثم طهران والتوجه بعدها إلى واشنطن "سيثمر عن متغيرات إيجابية ليس للعراق فقط، وإنما للمنطقة بالكامل"، بحسب تقديره.
اقرأ أيضا: عقبات أمام حكومة الكاظمي تعيق إجراء انتخابات مبكرة بالعراق
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن مصادر في الخارجية الإيرانية، قولها إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيزور العاصمة العراقية بغداد، الأحد المقبل، استجابة لدعوة نظيره العراقي فؤاد حسين، للتشاور مع كبار المسؤولين العراقيين.
وفي 11 حزيران/ يونيو الماضي أجرى العراق والولايات المتحدة، الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي عبر دائرة مغلقة، وأعلن بعدها رئيس الحكومة العراقية أن القوات الأمريكية ستنسحب من البلد وتغلق جميع قواعدها وفق جدول زمني محدد.
وأكد قبل ذلك أن العراق لن يكون ساحة للصراع بين القوى الخارجية، وإنما ساحة للسلام.
هل تطيح سطوة إيران وفوضى الأمن بتحركات الكاظمي بالعراق؟
الكاظمي يصالح "الحشد" و"مكافحة الإرهاب".. ما هي الدلالات؟
عقبات أمام حكومة الكاظمي تعيق إجراء انتخابات مبكرة بالعراق