كشفت الحكومة الليبية عن مساع دولية لتشكيل لجنة تقصي حقائق في انتهاكات قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأوضح "ناصر غيطة"، مستشار وزير العدل لحقوق الإنسان، أن السلطات تواصل توثيق هذه الانتهاكات بالأدلة لملاحقة المتورطين فيها إما أمام القضاء الوطني أو الدولي بما يشمل المحكمة الجنائية.
وأضاف "غيطة" في مؤتمر صحفي، عقده مسؤولون في طرابلس، مساء الثلاثاء، أن دولا لم يسمها تبذل جهودا لتشكيل لجنة تقصي حقائق محايدة للنظر في انتهاكات مليشيات حفتر في جنوب طرابلس وترهونة.
وخلال المؤتمر، الذي عقد لتسليط الضوء على عمليات نزع ألغام قوات حفتر والمقابر الجماعية، قال "غيطة" إن بلاده شكلت لجنة لتوثيق الانتهاكات وجمع الأدلة لملاحقة المتورطين فيها سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وقد يشمل ذلك المحكمة الجنائية الدولية، حال عجز القضاء الوطني عن محاكمة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
وتابع بأن اللجنة الحكومية أصدرت ثلاثة تقارير سابقة لتوثيق الانتهاكات التي طالت المدنيين، آخرها نهاية آذار/مارس الماضي، وذلك ليس بهدف إصدار أحكام إدانة، وإنما توثيق الأدلة والاستماع لشهادات الضحايا وأسرهم وذويهم لملاحقة المتورطين في هذه الجرائم.
اقرأ أيضا: "رايتس ووتش" تطالب بتحقيق بارتكاب حفتر جرائم حرب
وبدوره قال العميد أحمد بعيو، رئيس الغرفة الميدانية لنزع الألغام بجهاز المباحث الجنائية، إن الألغام التي زرعتها مليشيات حفتر في جنوبي طرابلس، تفوق عدديا ونوعيا نظيرتها التي زرعها عناصر تنظيم الدولة في سرت.
وأضاف "بعيو" خلال المؤتمر ذاته: "حجم الموت الموجود داخل بيوت المواطنين في جنوبي طرابلس كبير، فحيثما تمركزت قوات حفتر تجد هناك مفخخات وعبوات ناسفة".
وتابع بأن فرق نزع الألغام جنوبي طرابلس "تعمل بكامل طاقتها ومعداتها وطاقمها الفني من أجل تطهير هذه المناطق بأسرع وقت ممكن، وأن رجال المتفجرات دفعوا ثمنا كبيرا جدا باستشهاد مجموعة منهم".
أما متحدث إدارة الهندسة العسكرية بالجيش الليبي، عمر الرطب، فقال إن "مليشيات حفتر استخدمت الألغام المضادة للدبابات والدروع، وهي الأكبر حجما والأخطر من حيث التفجير".
وأوضح، في المؤتمر الصحفي، أن تلك الألغام تخلف عددا أكبر من الشظايا، لأنها مصممة أصلا ضد الدروع، وتم استخدامها ضد الأفراد، في شكل تفخيخ وشراكات خداعية وقع فيها حتى الخبراء بالخطأ.
اقرأ أيضا: أفريكوم: هذا عدد مرتزقة روسيا في ليبيا لصالح حفتر
وأضاف: "بعد دحر العدو من كامل جنوب العاصمة، ظهر علينا عدو خفي، وهو الألغام والمفخخات (..) التي زرعتها مليشيا حفتر وعصابات فاغنر (الروسية) في طرابلس وتحصد أرواح المدنيين، هي ألغام روسية الصنع".
وأكد الرطب أن "حجم الألغام كبير، وما هو متوقع وجوده تحت الأرض ما زال أكبر مما تم نزعه. نأمل من المواطنين عدم الاستعجال والتريث حتى يتم السماح لهم بالعودة الآمنة أولا بأول".
وبدوره ذكر مسؤول مساعدة الضحايا بالمركز الليبي لإزالة الألغام خالد الوداوي، أن تلك الألغام تسببت حتى الآن في 53 حادثا نتج عنها 39 قتيلا و71 مصابا بينهم طفلة.
وأوضح الوداوي أن بين مصابي وقتلى الانفجارات هم 50 عنصرا من الفرق الفنية التي تعمل على نزع الألغام بنسبة 46 بالمئة من إجمالي الضحايا، إضافة إلى 60 من المدنيين بنسبة 54 بالمئة من الضحايا.
من جهته، قال آمر غرفة العلميات والسيطرة بعملية "بركان الغضب" سالم أبوراوي: "نجحنا في دحر العدوان على طرابلس وإجباره على الهروب من العاصمة، لكن تبقى لنا عدو باطن وخفي المتمثل في الألغام والمفخخات".
وتابع خلال المؤتمر الصحفي: "العدو زرع الألغام في المنازل والطرقات، ووضعها في ألعاب الأطفال، وفي أبواب المنازل وفي الحنفيات (الصنابير)، وهو عمل لا يقوم به إلا مجرم".
"رايتس ووتش" تطالب بتحقيق بارتكاب حفتر جرائم حرب
"الوفاق" تنتقد الصمت على ألغام حفتر وتدعو للمساعدة بإزالتها
الأمم المتحدة "فزعة" من تقارير عن مقابر جماعية بترهونة الليبية