نشر موقع "بازفيد" الأمريكي تقريرا أشار فيه إلى أن شركة مرتبطة بالمخابرات الإماراتية متهمة بالتجسس، تتستر بحزمة مساعدات طبية لمدينة لاس فيغاس الأمريكية.
وأوضح الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" أن شركة تطبيقات "يزعم البعض أنه تم استخدامها بشكل سري من النظام الاستبدادي لدولة الإمارات العربية المتحدة للتجسس"، قد تكون وجدت فرصة للوصول إلى جنوب نيفادا، بعد أن عقدت فرقة إغاثة صحية في الولاية الأمريكية اتفاقا معها في أيار/مايو.
وبحسب الموقع، فقد أعلنت الشركة التي تدعى (Group 42) ومقرها أبو ظبي، وكذلك فرقة نيفادا Covid-19 للاستجابة والإغاثة والإنعاش، التابعة للقطاع الخاص، أن الولاية الأمريكية حصلت على "مواد اختبار حيوية بفضل الشراكة القوية التي تربطها مع الإمارات وG42".
وبحسب البيان الصحفي فقد تبرعت حكومة الإمارات باختبارات لفيروس كورونا، وعرضت (G42) خبراتها وقدراتها التقنية، بالإضافة إلى المساعدة في "دراسة جينومية مبتكرة" في المركز الطبي الجامعي في لاس فيغاس.
وقال الرئيس التنفيذي السابق لمنتجعات MGM، جيم مورين، ورئيس فريق العمل الحالي للاستجابة للجائحة الفيروسية، في بيان، أن "الموارد من G42 ستزيد بشكل كبير من قدرتنا على إجراء اختبار فيروس كورونا، وإجراء البحوث لمساعدتنا على التخفيف من آثار هذا الفيروس".
لكن ما لم يعرفه مورين على ما يبدو، هو أن "G42" متورطة في بناء أداة رقمية يزعم أنها تستخدمها أجهزة الاستخبارات في الإمارات.
و"G42" هي شركة ذكاء اصطناعي، وهي المساهم الوحيد المسجل في ToTok، وهو تطبيق دردشة كان موضع تحقيق في صحيفة "نيويورك تايمز" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وقد تم تنزيله ملايين المرات حول العالم، وربما تم استخدامه من قبل أجهزة الاستخبارات الإماراتية لجمع بيانات الأشخاص الذين يستخدمونه ومحادثاتهم وصورهم وفقا لتحليل التايمز.
وتم إدراج منشئ التطبيق باسم شركة تدعى Breej Holding، ولكن وفقا لنيويورك تايمز، فهي على الأرجح مجرد واجهة تابعة لشركة DarkMatter للذكاء الإلكتروني والقرصنة مقرها أبو ظبي، ويعمل فيها مسؤولو استخبارات إماراتيين وموظفون سابقون في وكالة الأمن القومي، وعدد من عناصر المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابقين.
وقال الموقع: "تخضع شركة DarkMatter للتحقيق في مكتب التحقيقات الفدرالي، وفقا لموظفين سابقين ومسؤولين قانونيين بخصوص تهم محتملة لجرائم إلكترونية".
وبعد تحقيق "نيويورك تايمز"، قامت كل من غوغل وآبل بإزالة تطبيق ToTok من متاجر التطبيقات الخاصة بهما.
اقرأ أيضا: LA Times: ابن زايد ينقذ "لاس فيغاس" من كورونا
وقال بيل ماركزاك وهو باحث في مجموعة Citizen Lab ومقرها تورونتو، وكان قد كتب بشكل مكثف عن G42، أنه فوجئ عندما شاهد أخبار صفقة لاس فيغاس لأول مرة. وقال: "هذا الأمر يثير سؤالا حول خصوصية البيانات التي يسمح للشركة الوصول إليها".
وتعد G42 جزءا من شبكة مبهمة من الشركات المرتبطة بالأمير ذي النفوذ والسلطة "طحنون بن زايد آل نهيان"، الذي يشرف على الكثير من أجهزة الأمن القومي في البلاد.
وكان قد توصل تحقيق أجرته رويترز في كانون الثاني/يناير 2019 إلى أن DarkMatter جندت عملاء سابقين في وكالة الأمن القومي للتجسس على متشددين مشتبه بهم، وحكومات أخرى، ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.
كما أن G42 تتشارك عددا من الموظفين مع DarkMatter، بمن فيهم الرئيس التنفيذي "بنغ شياو"، مع أن الشركة كانت قد قالت سابقا أن لا علاقة لها بـ DarkMatter.
والأربعاء، قال شخص يمثل "ToTock" لبزفيد؛ "إن توتوك هو تطبيق لشركة خاصة يقوده مجموعة من رجال الأعمال والمهندسيين الدوليين. والشركة لا تتجسس على مستخدميها ولا يوجد لها أي اتصالات بأي جهة حكومية".
وفي اليوم نفسه، قال متحدث باسم G42: " كانت G42 أول مستثمر في تطبيق توتوك، وعملت كحاضنة في الأيام الأولى من تطوير التطبيق. ومع أن G42 لا تزال تقدم المشورة للشركات الناشئة بشأن المسائل القانونية والمحاسبية المختلفة، إلا أنه في نهاية الأمر توتوك هي شركة تجارية مستقلة. جميع القرارات الاستراتجية والعمليات المتعلقة بالشركة والمنتج والتكنولوجيا يديرها فريق توتوك التنفيذي".
وفي مقابلة مع بزفيد، سئل "مورين" عن ما إذا سمع عن تطبيق توتوك فأجاب: "لا لم أسمع"، وأضاف أن "مجموعة G42 لم تشارك في مشروع (المختبر)".
وقال إن G42 توسطت للتعريف بالمشروع لحكومة دولة الإمارات، التي بدورها أرسلت الإمدادات بما في ذلك مجموعة اختبارات فيروس كورونا. وقال إن الشركة لم تقدم أي موارد أو تكنولوجيا أو خبرات للمختبر في مركز مؤتمرات لاس فيغاس، الذي يديره المركز الطبي الجامعي.
وتابع مورين أن العاملين في المركز الطبي بجامعة نيفادا، أجروا اتصالا مع G42 لمناقشة استخدام الذكاء الاصطناعي لصحة السكان والدراسات الجنينية، وكذلك إختبارات فيروس كورونا.
وذكر مورين أن المختبر بدأ في إجراء الاختبارات الخميس الماضي. وأضاف: "كانت دراسة الجينوم هي محور المحادثة التي أجريناها مع G42". ولأنها شركة ذكاء اصطناعي فقد أعرب عن أمله في مناقشة إجراءات "الأمن الصحي" التي يمكن اتخاذها في الكازينوهات، مثل الكاميرات الحرارية لفحص الحمى.
وقال: "آمل أن تكون هناك مناقشات مع G42 في المستقبل، ولكن لا يوجد أي متابعات لدراسات متطورة حتى الآن".
MEE: هكذا عذبت الإمارات عامل إغاثة تركي في سجونها
موقع روسي: الإمارات على وشك انقسام داخلي.. هذه تفاصيله
LA Times: ابن زايد ينقذ "لاس فيغاس" من كورونا