بث عبد الله العودة،
نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، رواية مفصلة للحظات اعتقال والده الأولى،
وتفاصيل عن التحقيق معه، وجلسات المحاكمة والتهم التي وجهت له من قبل النيابة
العامة.
وجاءت هذه التفاصيل،
في الحلقة الثالثة من بودكاست "سيادة النظام من السعودية العظمى" تحت عنوان "الشيخ"،
والمذاعة عبر برنامج ساوندكلاود، وقام عبد الله العودة بنشرها عبر حسابه
بـ"تويتر".
وعن الاعتقال، أوضح عبد الله أنه في يوم السبت 9 أيلول/سبتمبر 2017 رن
جرس الهاتف في بيتهم بالرياض حوالي الساعة 6 مساء، وأجاب والده على الاتصال، وبعد
تأكد المتصل من أن محدثه هو الشيخ العودة، افتتح المتصل المكالمة بطلب من العودة أن يستفتيه في مسألة شخصية، لكنه وأثناء حديثه كان يذكر تفاصيل الأماكن التي زارها
العودة في ذات اليوم.
وكان المتصل يتعمد
إشغال العودة بالمكالمة التي وصفها عبد الله أنها كانت "غريبة"،
وعندما طلب منه الشيخ العودة أن يدلي بسؤاله، فإذا بجرس الباب يرن، وعندها فقط أنهى
المتصل المكالمة.
وتابع عبد الله:
"فتح والدي الباب وإذا بمجموعة كبيرة من أشخاص بلباس مدني عرفوا أنفسهم بأنهم
أمن دولة، وأمسكوا بالوالد، وطلبوا منه الذهاب معهم، وعندما سألهم عن الموضوع لم
يخبروه بشيء، وسألهم عن إثباتاتهم فلم يبرزوها، وفتشوا البيت رغم عدم وجود إذن
عدلي أو قضائي".
وأخبر رجال الأمن الأطفال الصغار بالمنزل أنهم سيعيدون والدهم خلال ساعات، لكن 5 شهور مضت دون أي خبر عنه، وفق ما ذكر عبد الله.
اقرأ أيضا: ابنة سلمان العودة تنشر مكالمة له من داخل السجن (شاهد)
وبعد انقضاء هذه المدة
جاء لعبد الله اتصال من شخص بمستشفى السجن وأخبره أنه رأى والده، وأن وضعه الصحي سيء
جدا، حيث كان في العناية المُركزة.
واعتقل العودة مباشرة
بعد تغريدة رحب فيها بمصالحة ممكنة بين السعودية وقطر. وهي إشارة إلى تغريدته
الشهيرة "اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير لشعوبهم".
وعن رحلة العودة مع
التحقيق والتعذيب، قال عبد الله: "علمنا لاحقا خلال زيارة له أنه مر بظروف
سيئة جدا، بتقييد اليدين والرجلين داخل الزنازنة وتغميض العينين، ومنعه من الأكل
والشرب أثناء التحقيق، والتحقيق معه لأيام متواصلة دون نوم".
وتابع: "كان
المحققون يقذفون الأكل له في أكياس وهو مقيد اليدين، ليفتحها بفمه حتى تجرحت
أسنانه. والأسوأ كانت طريقة نقله من مكان لآخر حينما يقذفون به في مؤخرة السيارة،
ويسرعون بها حتى يضرب السقف ثم يرتطم بالأرض".
وتسبب هذا التحقيق
القاسي للعودة، البالغ من العمر ستين عاما، بارتفاع في الضغط وتردي حالته الصحية ونقله للمستشفى، وفق ما ذكر نجله.
وكان المحققون يسألون
العودة عن كتاباته وعن تغريداته وعن مشاركته المرئية والمسموعة.
واعتبر المحققون أن
حياد الشيخ في الأزمة القطرية وعدم انخراطه في الحملة الإعلامية "خيانة"،
بحسب ما ذكر نجله عبد الله.
ووصف عبد الله المحاكمة التي
تمت لوالده في 4 أيلول/سبتمبر 2018 بـ"الغامضة"، وأنها جرت في "ظروف
سرية".
وأعرب عن حالة الصدمة من طلب النيابة خلال تلك المحاكمة "قتل والده تعزيرا بناء على 37 تهمة".
ومن التهم التي وجهت
للعودة: الإفساد بالأرض بتأليب المجتمع ودعوته للتغيير في الحكومة السعودية،
والانضمام لاتحادات وجمعيات عالمية، وتأليب الرأي العام وإثارة الفتنة، وتهم
بحيازة كتب محظورة واستقبال رسالة في الجوال مناهضة للتوجه الحكومي، والسخرية من منجزات
الحكومة، ووصف الحكومة بالاستبداد، والاستئثار بالثروات.
كرمان تشكو حملة تنمر سعودية.. ومنظمة يمنية تدينها
منظمة حقوقية تدعو "تويتر" لكشف صحة تغريدة "ابن نايف"
اعتقال جديد لنجل أحد ملوك السعودية وعزله عن العالم الخارجي