كشف مختص إسرائيلي في الشؤون الأمريكية، أن وزير
الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارته الأربعاء إلى "إسرائيل"، حمل
رسالة تتعلق بإيران وسوريا وخطة ضم الضفة الغربية المحتلة والأغوار.
وأوضح المعلق في صحيفة "إسرائيل اليوم"
للشؤون الأمريكية البروفيسور أبراهام بن تسفي، أن قرار وزير الخارجية الأمريكي مايك
بومبيو، أن "يجري زيارته الأولى منذ أزمة وباء كورونا إلى "تل أبيب"
وعشية أداء الحكومة الجديدة اليمين القانونية بالذات، يبعث على الدهشة".
وتساءل: "هل توجد على جدول الأعمال الأمريكي
- الإسرائيلي جملة من المسائل الملحة جدا، لدرجة أن معالجتها تستوجب المجيء في زيارة
خاطفة، حتى قبل أن تترابط آخر الخيوط في تشبيك الائتلاف الجديد؟".
ونوه بن تسفي، أن الإجابة على هذا التساؤل توجد في
3 سياقات، حيث أضاء بومبيو طرف الجبل الجليدي لها عشية الزيارة وخلالها، لافتا أن وزير
الخارجية حمل في جعبته لـ"تل أبيب" رسالة ثلاثية تشبه الإشارة الضوئية، التي
تتبدل وفقا لموضوع البحث.
اقرأ أيضا: بومبيو يبحث مع نتنياهو "صفقة القرن" قبيل إعلان حكومته
الرسالة الأولى ذات اللون الأخضر، "تعني إسنادا
وتشجيعا كاملين للنشاط العسكري الإسرائيلي ضد منظومات السلاح والقواعد الإيرانية في
سوريا، من أجل استغلال ضعف طهران المتعمق، والتسبب بتسريع عملية فك ارتباطها عن سوريا".
والرسالة الثانية ذات اللون الأصفر، "ترتبط
بتوقيت قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إطلاق التشريع في ما يتعلق ببسط السيادة الإسرائيلية
في غور الأردن وفي شمالي البحر الميت، وفي هذا الإطار شدد بومبيو على أنه يحق لإسرائيل
أن تمارس التفكر الذاتي في هذه المسألة، وعليه فالرسالة لا تتضمن مطالبة أمريكية صريحة
بتأجيل الخطوة".
وأرجع حمل هذه الرسالة للضوء الأصفر، لأن "واشنطن
كانت تفضل أن تتم عملية بتنسيق أكبر معها، وألا تنفذ إلا بعد أن تستكمل دراسة الطواقم
المشتركة لترسيم دقيق لخرائط الأراضي التي ستندرج ضمن مجال السيادة الجديد".
وأضاف: "هذا الموقف الذي يؤيد التقدم الحذر
والمنضبط في مسار بسط السيادة، يعكس المخاوف السائدة لدى محافل في الإدارة، ولا سيما
في أوساط أسرة الاستخبارات من الآثار الإقليمية لبسط السيادة في غضون شهرين، وتطلعها
لربط الأطراف التي لا تزال فالتة في الخطة".
ومن ناحية البيت الأبيض، "هناك ميزة مركزية
إضافية في نقل موعد بسط السيادة الإسرائيلية على غور الأردن من بداية الصيف لنهاية
خريف 2020، لأن تنفيذ إسرائيل للمخطط بدعم رئاسي معلن عشية التوجه لصناديق الاقتراع
في الولايات المتحدة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، كفيل بأن يكون مثاليا من ناحية الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب كعامل مشجع لجمهوره المستهدف من الإنجيليين، لأن غالبيتهم المطلقة
تؤيد بلا تحفظ هذا الفصل من خطة القرن، وبعض الأصوات اليهودية".
اقرأ أيضا: أصوات إسرائيلية تعارض خطة الضم بالضفة.. "خطر وجودي"
ونبه أنه "في ضوء الصراع الشديد الذي يعيشه
اليوم ترامب حيال خصمه الديمقراطي جو بايدن، يرغب أن يبقي هذا الحافز
على الرف في المرحلة الحالية، فيمنع بذلك وضعا يتبدد فيه تأثير الإعلان عن بسط السيادة،
ويغرق في هوامش المنصة في يوم الاختبار الحقيقي بالنسبة له".
وأما الرسالة الثالثة ذات اللون الأحمر، فقد رسم بومبيو
في زيارته "خطا أحمر فاقعا في المجال الصيني"، بحسب المعلق الإسرائيلي
الذي ذكر أنه "في المجال العالمي نشأت ظروف جغرافية واستراتيجية جديدة، تستوجب
حرصا زائدا على أن تجتاز خطوط حمراء في كل ما يتعلق بنقل بنى تحتية وذخائر استراتيجية
وتكنولوجية عظيمة القيمة في المستقبل لسيطرة العملاق الصيني".
وأكد أن "المعركة الدولية توجد اليوم في فجر
حرب باردة جديدة بين واشنطن وبكين"، لافتا أن "البيان الإسرائيلي عن النية
لإعادة النظر في دخول الصين لمشروع التحلية في الجنوب، يشير بالفعل لتطلع نتنياهو لتقليص
احتمال الاحتكاك على هذا المستوى المشحون مع واشنطن".
كورونا تشعل صراعا بين طهران وتل أبيب.. ونتنياهو ضد بايدن
هآرتس: هجمات إسرائيل زادت خلاف الأسد وإيران.. دور روسي
تقرير إسرائيلي يسلط الضوء على العلاقات الاقتصادية مع الصين