تباينت أسعار النفط خلال تعاملات الأربعاء وسط حالة من القلق والترقب بأسواق الخام العالمية لقرار صيني محتمل على خلفية التوتر الأخير بين واشنطن وبكين.
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 26 سنتا أو 1.06 بالمئة إلى 24.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 0723 بتوقيت جرينتش، لتنهي سلسلة مكاسب استمرت على مدى خمسة أيام.
وتراجع خام غرب تكساس بعد أن أظهر تقرير أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت 8.4 مليون برميل الأسبوع الماضي وهو ما يزيد عن التوقعات بحسب بيانات صادرة عن معهد البترول الأمريكي مساء أمس الثلاثاء.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار سنت أو 0.03 بالمئة إلى 30.98 دولار للبرميل.
وصعدت أسعار برنت 13.9 بالمئة في الجلسة السابقة، في إطار ارتفاع لليوم السادس.
وزادت الأسعار في الآونة الأخيرة إذ أنهت بعض الدول إجراءات العزل العام الهادفة لوقف انتشار فيروس كورونا وفي الوقت الذي خفض فيه المنتجون الإمدادات بعد انهيار الطلب. لكن محللين يحذرون من أن إعادة موازنة السوق ستتسم بالتقلب.
وما زالت شركات التكرير حذرة، على الأخص بالنسبة للطلب على وقود الطائرات. وقالت إس.كيه إنوفيشن، مالكة شركة التكرير الكبيرة إس.كيه إنرجي، اليوم الأربعاء إنها تتوقع تعرض هوامش التكرير للربع الثاني لضغوط بسبب انخفاض الطلب على الوقود وتخمة المنتجات النفطية بسبب الجائحة.
وتراجعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة، أكبر منتج ومستهلك للوقود، 2.2 مليون برميل بحسب ما أورده معهد البترول مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بزيادة 43 ألف برميل يوميا كما ارتفعت معدلات استهلاك المصافي من الخام.
وسيتطلع المتعاملون لتأكيد إضافي لبيانات المخزون حين تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها في وقت لاحق اليوم
وتأثرت أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة بتراجع الطلب بسبب توقف نشاط العديد من القطاعات الاقتصادية والقيود التي فرضت في العالم على السفر.
لكنها بدأت تسجل تحسنا خلال الأسبوع الجاري مع بدء تخفيف إجراءات الحجر الصحي في الاقتصادات الكبرى.
ويراقب الوسطاء بدقة أيضا عواقب الاتهامات الأخيرة التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الصين، منتقدا من جديد إدارتها للأزمة الصحية التي انفجرت على أراضيه.
وقال المحلل في مجموعة "أكسيكورب" ستيفن إينيس إن "الوسطاء حذرون جدا صباح اليوم (الأربعاء) ويجرون تقييما لكل ردود الفعل الممكنة من قبل الصين". وأوضح أن رد الفعل "الأكثر إيلاما يمكن أن يكون خفض الصين لوارداتها النفطية الأمريكية".
ويتابع المستثمرون أيضا مخزونات محطة كاشينغ في ولاية أوكلاهوما التي تستخدم مؤشرا لتسعير برميل النفط الخفيف أو نفط غرب تكساس الوسيط، في نيويورك. وهي ممتلئة حاليا بنسبة أكثر من ثمانين بالمئة من قدرتها الإجمالية.
وقررت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤها الرئيسيون في إطار "أوبك+" أن تسحب من الأسواق 9.7 مليون برميل من النفط يوميا حتى نهاية حزيران/يونيو من أجل تثبيت الأسعار.
ويهدف هذا الإجراء الاستثنائي الذي سيجري تخفيفه تدريجيا اعتبارا من تموز/يوليو، إلى التخفيف عن سوق متخم بفائض في العرض ومخزونات قريبة من طاقتها القصوى مع تراجع الاستهلاك بسبب وباء كورونا.
هبوط أسعار النفط مع تهديد ترامب بفرض جمارك على الصين
أزمة النفط في سياق كورونا والركود الاقتصادي (تحليل)
WP: يجب منع موسكو والرياض من السيطرة على سوق النفط