أثار قرار اللواء الليبي، خليفة حفتر المفاجيء بوقف عملياته العسكرية بحجة شهر "رمضان" كثير من التكهنات والتساؤلات حول أهداف هذه الخطوة ودلالة التوقيت، وما إذا كان القرار جاء تحت ضغط دولي خاصة بعد تنصيب نفسه حاكما للبلاد.
وقال المتحدث باسم قوات "حفتر"، أحمد المسماري في وقت متأخر من ليل أمس إن "قواتهم ستوقف إطلاق النار في شهر "رمضان"، وأن القرار جاء بطلب من المجتمع الدولي ومن "الدول الصديقة"، دون أن يسمها"، وفق بيان تلفزيوني.
"تراجع أم مراوغة"
ويأتي هذا القرار في ظل استمرار ردود الفعل الدولية والإقليمية التي ترفض وتدين خطوة "حفتر" من تعطيل الاتفاق السياسي وتنصيب نفسه حاكما للبلاد لفترة انتقالية لم يحدد وقتها أو شكلها، وهو ما طرح تساؤلات لدى كثيرين عن سر وقف عملياته العسكرية فجأة، وهل هو تراجع أم مراوغة؟ وهل تم الضغط عليه دوليا لأخذ الخطوة من أجل إصلاح غلطة تسرعه الأخيرة؟.
"ورطة وتهدئة"
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، إن "حفتر الآن في ورطة حقيقية بعدما ارتكب خطأ مطالبته بالتفويض ثم إعلانه قبول هذا التفويض الزائف، وهو لم يدرس جيدا ولم يتوقع ردة الفعل الشعبية والدولية على هذه الخطوة، لذا هو يبحث عن مخرج".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" إن "خطوة وقف إطلاق النار الأخيرة هي محاولة من "المشير" وقواته لتهدئة رد الفعل الشعبي والدولي على أزمة التفويض ونتائجه"، حسب كلامه.
اقرأ أيضا: تحذيرات من هدنة حفتر "الإنسانية" ومراقبون: فخ واضح
"نكتة سمجة"
ووصف المتحدث باسم قوات "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الليبية، مصطفى المجعي هذا القرار بأنه "مجرد نكتة سمجة مللنا من سماعها"، ولم ولن تنطلي علينا مثل هذه الادعاءات".
وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21" أوضح أنه "كلما تعرض "حفتر" وميليشياته لهزيمة أو تخلخل في صفوفهم خرجوا بإسطوانة وقف إطلاق النار، والآن معسكر حفتر بعد انقلابه على داعميه ممثلا في مجلس نواب طبرق والتصدع في جبهته الداخلية في حاجة لبعض الوقت، لذا يطالب بهدنة".
وتابع: "من جانبنا إن لم يترجم أي إعلان عن وقف إطلاق النار بعودة المليشيات والمرتزقة من حيث جاؤوا فتبقى مثل هذه الإعلانات هي والعدم سواء، ومن انقلب على الإعلان الدستوري وانقلب على الاتفاق السياسي وارتكب جرائم حرب لا تعد ولا تحصى مكانه السجن، في إشارة لحفتر"، كما صرح.
"فرصة وضمان دولي"
في حين قال عضو البرلمان الليبي المنعقد شرق البلاد، جبريل أوحيدة إن "التدخل العسكري التركي المباشر لصالح "المليشيات" في الغرب الليبي قد رجح قطعا الكفة لصالحها، ولكن هذا ليس نهاية المطاف، فحسم المعركة بالمطلق لصالح أي طرف ضرب من الخيال، وهذا هو السيناريو الذي تتفق عليه كل الدول الداعمة لأي من الطرفين وحتى تلك التي تبدي أنها على مسافة واحدة من الجميع".
وفي تصريحات لـ"عربي21" أضاف أنه "لذلك ربما أيقن "المشير" حفتر أن المضي قدما في هذه الحرب سيقود إلى تقسيم البلاد، وهو من أشد المعارضين لهذا السيناريو، لذلك ربما يكون قرار وقف إطلاق النار هو منح فرصة لحل سياسي بضمانات دولية لكل الأطراف في حال توفرت جدية من المجتمع الدولي"، وفق تصوراته.
اقرأ أيضا: قوات حفتر تعلن وقف هجومها على طرابلس في رمضان
"مرتزقة جدد"
وبدوره أشار الباحث السوداني المتخصص في الملف الليبي، عباس محمد صالح إلى أن "هذه الخطوة الآن هي مجرد قفزة في الهواء، كون "حفتر" ظل يرفض كافة مبادرات وقف إطلاق النار سواء الدولية أو الاقليمية، لذا هذا القرار هو محاولة التراجع الميداني لقواته التي تلقت ضربات موجعة مؤخرا".
وأوضح في حديث ل"عربي21"، أن "حفتر سيحاول الآن إعادة تجميع صفوف قواته، لاسيما وأن الدول الداعمة له تلهث من أجل توفير "مرتزقة" جدد لدعمه، كما أن الجنرال العسكري يريد أيضا وبموزاة تلك الخطوة، حشد الزخم السياسي لصالحه بعد إعلان تنصيب نفسه حاكما على البلاد وإلغاء الاتفاق السياسي الذي كان أول من رفضه لأنه يتعارض مع طموحاته السياسية".
تحذيرات من هدنة حفتر "الإنسانية" ومراقبون: فخ واضح
إعلان حفتر يهدد "تحالف الشرق".. وبوادر انقسام في الأفق
برلمان "طبرق" يهاجم "حفتر" بسبب قطع المياه.. صدام أم تنصل؟