نشر موقع "إنسايد أوفر" في نسخته الإيطالية تقريرا سلّط فيه الضوء على إعلان خليفة حفتر المفاجئ تنصيب نفسه حاكما لليبيا، معتبرا أنها خطوة غير محسوبة تعكس شخصية الجنرال المتقلّبة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن خليفة حفتر "غيّر الديكور" هذه المرّة مقارنة بخطاباته السابقة، لكنه لم يغيّر نبرته وهو يعلن عن نهاية أي اتفاق سياسي وعن نيته تنصيب نفسه قائدا للبلاد في خطاب توجه به إلى الشعب الليبي مساء الإثنين.
وأشار الموقع إلى أن القاعة التي ألقى منها حفتر خطابه الأخير، أقل حجما وفخامة من تلك التي أعلن فيها بداية هجومه على طرابلس، كما أنه لم يضع هذه المرّة شعار جيشه، ولا علم ليبيا.
مشاهد مسرحية
وأضاف الموقع، أن الجنرال الليبي اعتاد على مثل التقلبات المفاجئة والمشاهد المسرحية، ورغم أنه كان في المنفى بالولايات المتحدة أواخر عهد القذافي، إلا أنه بقي متأثرا بمدرسة "القائد"، المدرسة التي نشأ فيها منذ سنواته الأولى في صفوف الجيش الليبي. ولطالما كانت له خطوات غير معلنة وأفكار مفاجئة وخطابات لا يمكن التنبؤ بها، جعلت منه في بعض الحالات غير محبوب حتى لدى حلفائه. ومساء الاثنين، كان خطابه انعكاسا لشخصيته المتقلّبة.
اقرأ أيضا: ما مصير برلمان طبرق ورئيسه بعد "إعلان حفتر"؟
وأوضح الموقع أن حفتر أسقط بإعلانه الجديد اتفاق الصخيرات، وكذلك كل المبادرات السياسية التي قدمها حلفاؤه في الأيام الأخيرة، مثل رئيس برلمان طبرق، عقيلة صالح. و بإعلان نفسه الممثل الحقيقي لإرادة الشعب الليبي، وضع حفتر نفسه وجيشه فوق أي مؤسسة أخرى، أي فوق برلمان برقة وما يسمى "الحكومة المؤقتة"، ومقرها البيضاء بقيادة عبد الله الثني.
وإلى غاية الإثنين الماضي، كانت هذه المؤسسات السند السياسي الرئيسي لحفتر، لكنها قد تخرج من المشهد تماما بعد هذه الخطوة.
وشدد الموقع أنه من الواضح أن حفتر أراد توجيه رسالة مفادها أن "الجيش" هو وحده القادر حاليا على تولي شؤون البلاد. وقد قال في خطابه "نعلن أن القيادة العامة ستستجيب لإرادة الشعب، على الرغم من حجم المسؤوليات والالتزامات".
إعلان يهدد بتقسيم تحالف الشرق
أكد الموقع أن خطاب حفتر أثار التساؤلات لدى الليبيين، سواء في شرق البلاد أو في غربها، عن سبب هذا الإعلان. إذ تأتي خطوته المفاجئة في ظل تقدم قوات حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج إلى صبراتة واستهدافها مدينة ترهونة، معقله الرئيسي في الغرب. ولم تنجح قوات حفتر بعد 12 شهرًا من المعارك في الاستيلاء على العاصمة، ولا يبدو أن مسار الأحداث حاليا يمكن أن يمنحه الهيمنة السياسية والعسكرية التي ينشدها.
اقرأ أيضا: بعد تنصيب نفسه حاكما للبلاد.. هل استعجل "حفتر" نهايته؟
واعتبر الموقع أن ردود الفعل الغاضبة في غرب ليبيا أمر بديهي، إذ وصفت حكومة طرابلس الخطوة بأنها "انقلاب" واتهمت حفتر بالسعي إلى الإطاحة بالمسار الديمقراطي في البلاد.
وختم الموقع بالقول، إن المنطقة الشرقية تنتظر ما ستسفر التطورات القادمة، حيث أن إعلان حفتر أسقط مبادرة الوساطة التي قدمها عقيلة صالح في الأيام الأخيرة. وفي غضون ذلك، جاءت ردود الأفعال من الخارج رافضة تماما لما أقدم عليه الجنرال المتقاعد.