مع حديث وسائل إعلام عراقية عن احتمالية تقديم رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، الاعتذار عن تشكيل الحكومة خلال الأيام المقبلة، تدور تساؤلات عن حقيقة الأسباب التي قد تدفعه إلى ذلك، وما هي السيناريوهات المقبلة إذا فشل حقا في إنجاز مهمته؟
وكانت القوى السياسية الشيعية، قد رفضت في اجتماع مع الكاظمي عقد الجمعة الماضي، بمنزل زعيم ائتلاف "الفتح" هادي العامري، التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة المكلف، فيما لوحت بعض القوى السياسية بسحب التأييد عنه.
بداية متعثرة
من جهته، قال النائب عن تحالف
"الفتح" مختار الموسوي لـ"عربي21" إن "كل من يبدأ بداية متعثرة
فإن نهايتها تقديم الاعتذار كما حصل مع الزرفي وعلاوي، والآن بالفعل هناك خلاف حول
طريقة الكاظمي في تشكيل حكومته".
وأوضح الموسوي أن "الخلاف
يتمثل بتفويض الكاظمي للأكراد والسُنة في ترشيح وزراءهم، لكنه لم يفعل ذلك مع الكتل
الشيعية، وإنما فضل هو أن يختار الشخصيات للوزارات المخصصة لهم"، مشددا على ضرورة أن "يأخذ تفويضا من جميع الأكراد السنة ويشكل
الحكومة، كما حصل مع البيت الشيعي، لأن الفشل والنجاح هو من يتحمله، ولا يجوز له أن
يعطي حرية الاختيار لقوى سياسية دون أخرى".
اقرأ أيضا: "الحل" يرفض الكاظمي.. و"الفتح" يمهله يومين لتغيير تشكيلته
وحذر الموسوي من أن "الكاظمي
إذا استمر على النهج الذي هو عليه الآن في طريقة التعاطي مع القوى السياسية بخصوص تشكيل
الحكومة، فإن تقديم الاعتذار من مهمته أفضل له".
ورفض النائب إعادة تنصيب وزير
المالية الحالي فؤاد حسين في حكومة الكاظمي، قائلا: "لا نقل أن يكون وزير مالية
من إقليم كردستان، لأن الإقليم تخصص له حصة مالية من الموازنة وينتهي الأمر، لكننا
نريد وزيرا يعرف التعامل مع باقي المحافظات".
سيناريو محتمل
وفي السياق ذاته، قال النائب
رعد المكصوصي عن "سائرون" الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لـ"عربي21"
إن "الكاظمي قدم كابينة وزارية، لكن رؤساء الكتل السياسية رفضوها، وطالبوه باستبدالها،
ووعد بذلك".
وبخصوص احتمالية أن يقدم الكاظمي
اعتذاره عن تشكيل الحكومة، قال المكصوصي إن "الكاظمي لم يلمح إلى الاعتذار عن مهمته
حتى هذه اللحظة، وإنما يعمل على استبدال كابينته الوزارية الأولى بواحدة جديدة".
وعن السيناريو المقبل في حال
قدم الكاظمي اعتذاره، ذكر المكصوصي أنه "لا يوجد نص قانون يفيد بأن من يعتذر عن
تشكيل الحكومة، ينبغي بعدها حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة، وبالتالي فإنه
سيتم تكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة".
وتابع: "نتمنى أن يمضي
رئيس الحكومة في البرلمان وأن نخرج من الأزمة الحالية بأسرع وقت ممكن، لأن وضع البلد
لا يحتمل، فعلى جميع المكونات السنية والشيعية والكردية تحمل المسؤولية".
اقرأ أيضا: الكاظمي يباغت القوى العراقية بحكومته.. وتلويح بسحب التأييد
ولفت المكصوصي إلى أن
"العراق يمر في مرحلة صعبة تفوق مرحلة المظاهرات، لأن وباء كورونا الذي اجتاح
العالم، تسبب بانخفاض قيمة الواردات النفطية، والبلد يعتمد على 90 بالمئة عليها".
ودعا النائب الصدري "الكتل
السياسية وزعاماتها إلى أن تعي خطورة الأمر، والتنازل عما تسميه (استحقاقاتها)، لأن
المصلحة العليا للبلد تتطلب أن نكون على قدر عال من المسؤولية ونمرر حكومة الكاظمي،
حتى نخرج من الأزمة الحالية، والتي هي مسؤولية الجميع".
وكانت مصادر سياسية قد كشفت
في وقت سابق لـ"عربي21" أن "رئيس الوزراء العراقي المكلف بتشكيل الحكومة
مصطفى الكاظمي، باغت القوى السياسية بأسماء وزارته التي تسربت إلى وسائل الإعلام".
المصادر لفتت إلى أن "الكاظمي
فاجأ الجميع بالأسماء التي رشحها للوزارات، والبعض من القوى السياسية وصف التشكيلة
الحكومية بأنها ليس لها هوية محددة تسمى بها، فلا هي من المستقلين أو التكنوقراط، ولا
هي من الأحزاب والكتل البرلمانية".
وأكدت المصادر ذاتها أن
"القوى السياسية الشيعية اتفقت مع الكاظمي في اجتماعها، مساء الجمعة، على تعديل
قائمة التشكيلة الوزارية التي جرى تسريبها إلى وسائل الإعلام".
وفي 9 نيسان/ أبريل الجاري،
كلف الرئيس العراقي برهم صالح، رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة،
بعد اعتذار سلفه عدنان الزرفي عن تشكلها، وفشل محمد توفيق علاوي في كسب تأييد القوى
السياسية لتمرير حكومته بالبرلمان.
وخلافا للزرفي وعلاوي، فقد حظي
الكاظمي بتأييد أغلب القوى السياسية في العراق، الأمر الذي دفع محللين سياسيين إلى
التوقع بأن ينجز رئيس الحكومة المكلف مهمته في غضون أسبوع واحد.
عقبات تواجه الكاظمي في تشكل حكومة العراق وتؤخر إعلانها
تفاصيل مشاورات الكاظمي مع قوى عراقية لتشكيل الحكومة
مليشيات عراقية تهاجمه.. هل كُلف الكاظمي خلافا لإرادة إيران؟