بدأ رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي، مشاوراته مع القوى السياسية لتشكيل حكومة مؤقتة يقع على عاتقها إجراء انتخابات مبكرة، تلبية لاحتجاجات شعبية أسقطت سلفه عادل عبد المهدي، ودعت لاختيار حكومة مستقلة.
وقبل أسبوع، كلف الرئيس العراقي
برهم صالح، رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة، وهو ثالث شخصية يتم تكليفها
بالأمر في الأسابيع العشرة الأخيرة، لتشكيل حكومة تحل محل المستقيلة.
تفاصيل المشاورات
مصادر سياسية خاصة، كشف لـ"عربي21"
أن "المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي في الوقت الحالي،
لن تفضي إلى حكومة مستقلة بعيدة عن الكتل والقوى السياسية"، مضيفة أن
"الكتل السياسية تفاوض الكاظمي على حصصها من الوزارات بحكومته، وأن الأخير
يفكر بتجديد الثقة لبعض وزراء حكومة المهدي المستقيلة".
وأكدت المصادر التي طلب عدم
كشف هويتها، أن "الكاظمي ربما يعلن أنه شكل حكومة مستقلة، لكن مجريات المشاورات،
ومطالبة الكتل السياسية الشيعية والكردية والسنية، بحصصها من الوزارات يثبت عكس ذلك
تماما".
من جهته، أكد النائب في البرلمان
أحمد الحاج رشيد أن "ما يدور في الغرف المظلمة لا يبشر بخير، لأننا سمعنا أن الكاظمي
في لقائه مع القوى الشيعية الكبيرة، جرى تخييره بتمرير حكومته شريطة أن يكون هناك توازن".
اقرأ أيضا: الكاظمي يعلن اكتمال حكومته ويجري مفاوضات مع أحزاب العراق
وأوضح الحاج رشيد لـ"عربي21" أن "التوازن
الذي طلبوه من الكاظمي إذا كان يخص المكونات والأقليات فهذا شيء جيد، أما إذا كان الغرض
منه إعطاء حصص للأحزاب المتنفذة، فذلك يرجعنا للمربع الأول، وسيعيد التظاهرات من جديد".
ولفت إلى أن "عودة المحاصصة
الحزبية، سيجعل تغيير الحكومة تقاسما للكعكة بين الأطراف المشاركة فيها، لأنه لا يختلف
اثنان على أن جميع القوى السياسية بما فيها الكردية والسنية، قد تسرعت في تأييد الكاظمي
دون تفاوض مسبق".
ونوه الحاج رشيد إلى أن
"المكونين السني والكردي، إذا لم تكن موافقتهما على الكاظمي وفق مفاوضات وشروط
مسبقة، فهذا يعني التوقيع على صك أبيض للكاظمي وإجراء ما يحلو له، بالتالي فإن هذا كان
تسرعا من المكونين".
وبخصوص الانتخابات المبكرة وإمكانية
إقامتها، أكد الحاج رشيد أن "الكاظمي لم يتطرق إلى الانتخابات المبكرة في خطاب
التكليف، وهذا أحد الشكوك التي ولدت لدينا القناعة بأنه لن يجري انتخابات مبكرة".
خيارات الكاظمي
من جهته، قال السياسي والنائب
السابق عبد الكريم عبطان لـ"عربي21" إن "العراق لا يزال يراوح في مربع
الحزبية والطائفية والمذهبية، وهذا هو سبب مشكلة العملية السياسية والعلاقات مع باقي الدول،
وتأخير الخدمات وتلبية مطالب المواطنين، كما أنه العقبة الرئيسة التي ستعيق تشكيل
حكومة الكاظمي".
وأشار عبطان إلى أن "الكاظمي
أمام خيارين لتشكيل الحكومة، الأول: إذا اتبع نهج محمد توفيق علاوي في محاولة تشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن الكتل السياسية والتحزب والمحاصصة الطائفية، فإن مصيره سيكون
الفشل، ولن تمرر حكومته بالبرلمان".
وبحسب عبطان، فإن الخيار
الآخر يتمثل في تشكيل الكاظمي حكومة قائمة على المحاصصة الحزبية والطائفية، لتوفير
غطاء برلماني لها، لكن المحصلة ستكون كسابقه، بعدم قدرته على تقديم أي شيء، لأن
يديه مكبلتان، وسيكون الوزراء تابعين للكتل السياسية وليس لرئيس الوزراء.
اقرأ أيضا: الكتلة التركمانية تطلب تمثيلا بحكومة الكاظمي في العراق
وشدد عضو "جبهة الإنقاذ"
برئاسة السياسي السني أسامة النجيفي على ضرورة أن "تتعهد حكومة الكاظمي بإحالة
قتلة المتظاهرين إلى المحاكم، وتلبية مطالب الشارع العراقي، والقيام بانتخابات مبكرة
نزيهة واضحة المعالم".
ورأى عبطان أن "الحكومة
المقبلة مطالبة أيضا بإعادة النازحين، وإصدار عفو عام عن المعتقلين، والإفراج عن المغيبين،
أما غير ذلك، فإن الحكومة مؤقتة وعمرها عام واحد، وإذا استمرت فلن تستطيع أن تقدم الكثير
للعراق".
وفي حديث سابق لـ"عربي21"
قال المحلل السياسي نجم القصاب إن "مهمة الكاظمي ليست صعبة جدا مثلما حصل في الماضي،
لأن معظم الكتل السياسية اتفقت ولأول مرة على مرشح لرئاسة الحكومة بهذا الكم والعدد".
وأشار إلى أن "ملفات كثيرة
تواجه الكاظمي منها اقتصادية وسياسية وخدمية، والمدة التي كلف بها لا تتجاوز السنة
حتى يقوم بانتخابات مبكرة، وهذا مطلب مرجعي (المرجعية الشيعية) ومجتمعي".
وبخصوص تجربة الكاظمي السياسية
وفرصه في النجاح بمهمته، قال القصاب: "لا أعتقد أنه يحتاج إلى خبرة سياسية، بقدر
ما يحتاج إلى قوة قرار وقوة مستشارين وكابينة وزارية".
وكان الرئيس العراقي برهم
صالح، أشاد بالكاظمي، وقال إنه "مختلف عن بقية المكلفين، ويحظى بإجماع
وطني كبير (..)، وهو صحفي شاطر، وسيتجاوز مشاكل البلاد"، بحسب تعبيره.
مليشيات عراقية تهاجمه.. هل كُلف الكاظمي خلافا لإرادة إيران؟
حظي بإجماع نادر.. ما حظوظ الكاظمي بتشكيل حكومة العراق؟
كتل كبيرة تدعم الكاظمي لرئاسة حكومة العراق.. ما مصير الزرفي؟