انشغلت وسائل إعلام عبرية في الساعات الأخيرة بما اعتبرتها "أزمة ناشبة مع تركيا" على خلفية شحنة مساعدات كانت أنقرة تود نقلها إلى تل أبيب، بشرط السماح بإرسال مساعدات مماثلة إلى الفلسطينيين، في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد عالميا.
وذكر "إيتمار آيخنر" المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "تركيا جهزت ثلاث طائرات محملة بكمامات واقية وقفازات معقمة متجهة إلى إسرائيل، لكن الأتراك اشترطوا أن يتم إرسال مساعدات مماثلة للفلسطينيين".
وأوضح "آيخنر" أن هذه المساعدات تتلقاها حكومة الاحتلال من دولة لا ترتبط معها بعلاقات جيدة، "بل إنها تعيش أسوأ علاقاتها معها منذ سنوات عديدة".
وأضاف أن "الحكومة التركية وافقت على بيع إسرائيل هذه الشحنة الكبيرة من المساعدات لأسباب إنسانية، وكان من المتوقع أن توافق الأخيرة على إرسال شحنة تركية مماثلة إلى الفلسطينيين دون إبطاء".
بدوره، أوضح مصدر كبير في أنقرة بالقول إن "مطار إنجرليك التركي هبطت فيه ثلاث طائرات قادمة من إسرائيل لتحميلها بالمواد اللازمة، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان أمر بإرسال شحنة مماثلة إلى الفلسطينيين في الأيام القادمة".
في المقابل، اعتبر مصدر سياسي كبير في تل أبيب هذه المعلومات غير دقيقة، لأن الحديث يدور عن "شحنة اشترتها إسرائيل بأموالها، وليست مساعدات إنسانية تركية، ولا علاقة للفلسطينيين بها".
وفي الإطار ذاته، قال "عراد نير"، مراسل الشؤون الدولية في القناة 12 الإسرائيلية، إن "شحنة المساعدات التركية المقدمة لإسرائيل ما زالت عالقة بسبب الشرط الذي أعلنه أردوغان".
وأضاف أن الأتراك يحتجزون حتى هذه اللحظة المئات من الحقائب التي تحوي معدات طبية وصحية خاصة بمكافحة الفيروس والوقاية منه.
اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي: أزماتنا ستفقدنا زمام المبادرة بالمنطقة
وتابع في تقرير ترجمته "عربي21" أن إسرائيل لم تنظر بعين الرضا إلى الشرط التركي، بزعم أنها لن تسمح لأردوغان بأن يمارس "دعاية سياسية" في هذا الظرف الذي تمر به دولة الاحتلال.
ويعني ذلك، بحسب التقرير، أن العلاقات بين الجانبين تتجه نحو أزمة إضافية، لأن المنظومة الصحية في إسرائيل ما زالت تنتظر كميات كبيرة من المعدات اللازمة التي كان يفترض أن تصل في اليومين الأخيرين من تركيا إليها.
ولفت الكاتب إلى أن "المساعدات تم شراؤها من قبل رجال أعمال إسرائيليين وجهات غير رسمية، وليس من الحكومة مباشرة، لكنها ما زالت عالقة في المطار التركي بسبب اشتراط أردوغان أن يتم إرسال شحنة مماثلة إلى الفلسطينيين".
وتابع أن ما دفع الإسرائيليين للتوجه إلى تركيا هو كونها الدولة الثانية في العالم التي تنتج مثل هذه المواد الطبية والإمكانيات الصحية بعد الصين.
وأشار إلى أن من بين الجهات الإسرائيلية التي شاركت في شراء هذه المعدات مستشفى "شعاري تسيدك" بالقدس.
وقال: "لكن لحظات قليلة فصلت بين نقل هذه المعدات من أرض المطار إلى الطائرات الإسرائيلية قبل أن يصل شرط تركي من مكتب أردوغان بنقل مساعدات تركية مباشرة إلى الفلسطينيين في ذات الوقت".
وختم بالإشارة إلى أن "أوساطا إسرائيلية اعتبرت الشرط التركي محاولة ابتزاز لإسرائيل، في حين أن وزير الصحة التركي أقر بالأمر، وقال إن هنالك جهودا تبذل لحسم المسألة، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضت التطرق إليها".
خبراء إسرائيليون: رفع قيود كورونا سيمر بـ 7 مراحل
خبير عسكري إسرائيلي: نتجهز لسيناريوهات قاتمة بسبب كورونا
ارتفاع ضحايا كورونا بإسرائيل وخلل يعيق نتائج الفحوصات