حذرت
صحيفة إسرائيلية، من الطريقة التي يتعامل بها رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة بنيامين
نتنياهو، مع الأزمة الاقتصادية التي تضرب "إسرائيل" بسبب تفشي وباء
"كورونا"، والتي تنذر بدخول الاقتصاد الإسرائيلي في مرحلة "ركود تاريخي".
وأوضحت
صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها الخبير الاقتصادي
سيفر بلوتسكر، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة بنيامين نتنياهو، "يبث في
خطاباته وفي المقابلات الصحفية معه نبوءات خراب، يدور لها الرأس".
ونوهت
إلى أن نتنياهو "تحدث مؤخرا عن أزمة عالمية لم يشهد لها مثيل في القرون الوسطى،
ولكن في نفس الوقت يطلق معارضته القاطعة للزيادة الدراماتيكية في ميزانية الحكومة،
وضخ مساعدة كبيرة للاقتصاد، بدعوى أن من شأن هذا أن يؤدي لتضخم مالي، وهو درس تعلمه
على حد قوله من نظرية الاقتصادي المحافظ ميلتون فريدمان".
وعبرت
الصحيفة عن قلقها من "التضارب بين الرسالتين"، متسائلة: "ما الذي يزعجك
يا نتنياهو؟ وهل إسرائيل تندفع نحو مصيبة بحجم تاريخي، وبالتالي من الضروري اتخاذ كل
الوسائل لمنعها، أم إنها ملزمة بتوفير الميزانية كي تبقي العجز متدنيا؟".
اقرأ أيضا: دراسة ترصد أخطر خمس تهديدات وجودية على إسرائيل
ونوهت
إلى أن "موقف رئيس الوزراء، الذي يتعارض مع موقف محافظ بنك إسرائيل، ومع رأي كل
أسرة الاقتصاديين تقريبا ليس خاطئا فقط، ففي الظروف القائمة من شأنه أن يتسبب في شلل
اقتصادي وبكاء للأجيال".
وفي
مقارنة مع دول أخرى، أعلن وزير المالية الألماني، وهي الدولة المعروفة بإدارة سياسة
مالية انكماشية، عن خطة شاملة لإنقاذ الاقتصاد، بحجم يصل إلى 600 مليار يورو، قرابة
15 في المئة من الناتج المحلي، ولكن الأهم من المبلغ هو الاتجاه، فحكومة ألمانيا تعيد
استخدام الصندوق من عام 2008 لشراء أسهم وسندات دين، ومنح ضمانات للائتمان للأعمال
التجارية كي تدفعها لعدم إقالة ملايين العاملين".
وصرح
وزير الاقتصاد الألماني، بأنه "ليس هناك خطوط حمر للحكومة الألمانية، وهي لن تتردد في السيطرة على
الشركات الخاصة وتفعيلها كشركات حكومية".
وفي
الولايات المتحدة، يعمل الرئيس دونالد ترامب، "مع البيت الأبيض، ووزارة الخزينة
والكونغرس على رزمة مساعدات للأعمال التجارية؛ للشركات والأفراد، تقترب من 400 مليار دولار، نحو 20 في المئة من الناتج الأمريكي".
وبحسب
"يديعوت"، فإنها "ستتضمن الرزمة منحا وضمانات للائتمان وشراء أسهم وسندات
دين للشركات، لإنقاذ النشاط الاقتصادي والتشغيلي وللحفاظ على توفير العائلات".
اقرأ أيضا: مليون متعطل يهددون بانهيار اقتصادي وشيك في إسرائيل
وتساءلت:
"ماذا عندنا؟"، مضيفة أن "حكومة نتنياهو تسلم بإقالات مؤقتة لمئات آلاف
العاملين في القطاع التجاري، تسلم بقيد مالي سخيف في الميزانية، وبتآكل شديد في توفير
الجمهور والمس بالتصدير، بالتكنولوجيا العليا، بالمستقلين وبالأعمال التجارية الصغيرة".
وقدرت
أن "الاقتصاد الإسرائيلي المريض بكورونا، بحاجة على الفور لخطة إنقاذ طوارئ، وأيضا
مطلوب "آلة تنفس اصطناعي" بحجم نسبي مواز للولايات المتحدة وألمانيا؛ بين
150 و200 مليار شيكل".
ورغم
خطورة الوضع الاقتصادي في "إسرائيل"، فإن "نتنياهو لا يبدي استعدادا
لوضع خطة كهذه أو حتى قريبة منها، فهو يعتزم المساعدة حتى 1.5 في المئة من الناتج فقط،
نحو 20 مليار شيكل، وهو عُشر ما يلزم، ويبرر
نهجه باستناد مشكوك فيه لنظريات نقدية أكل الدهر عليها وشرب".
وختمت
بالقول إن "قرارات نتنياهو الاقتصادية المثيرة للحفيظة، تتأثر باعتبارات سياسية
ضيقة الأفق، ترتبط بإقامة حكومة جديدة برئاسته، وهذا قصور تاريخي لا يغتفر".
كورونا يشل "إسرائيل".. وإعلان لتعليمات جديدة مشددة
خسائر اقتصادية فادحة للاحتلال بسبب "كورونا".. وتوقع الأسوأ
نتنياهو يستغيث بالهند لتوريد مواد طبية لمواجهة "كورونا"