يواجه حزب قلب تونس هذه الأيام، أحداثا وخلافات دراماتيكية غير مسبوقة، ببنيته القيادية والبرلمانية، من شأنها إحداث شروخ كبيرة مرتقبة بحسب أعضاء بالحزب، بعد تقديم 11 نائبا استقالاتهم من كتلة الحزب داخل البرلمان.
وقررت قيادة الحزب مؤخرا تجميد عضوية كل من رئيس الكتلة حاتم المليكي وتعويضه بأسامة الخليفي وتجميد عضوية رضا شرف الدين من منصب نائب رئيس الحزب.
ويأتي القرار على خلفية الهزة البرلمانية التي تلقاها الحزب مؤخرا والتي أدت لاستقالة 11 نائبا من الكتلة الثلاثاء الماضي 10 آذار / مارس 2020.
أسباب الاستقالة
وعن أسباب الاستقالة قال رئيس كتلة حزب "قلب تونس" المستقيل والذي تم تجميد عضويته بقرار من المكتب السياسي للحزب البارحة حاتم المليكي إن الاستقالة تعود إلى "أسباب عميقة وجذرية وهي طبيعة تسيير وحوكمة الحزب واتخاذ القرار والتي نعتبرها لا تتوافق مع سياسة الحزب والمرحلة الحالية".
وتابع حاتم المليكي في تصريح لـ"عربي21" أن "طريقة اتخاذ القرار غريبة خاصة من جانب تموقع الحزب في المعارضة وعلاقته بالحكومة ورئيس الجمهورية في ظل وضع مالي واقتصادي صعب تمر به تونس وكان يفترض أن يكون الحزب في المعارضة العقلانية ولكن الحزب اتخذ قرارات سلبية لا تخدم المصلحة الوطنية وتضمن الاستقرار وهو ما أغضب عددا من النواب" .
وأكد المليكي" أن "الخلاف كبير بيننا وعميق خاصة في ما يتعلق بالتصويت على قوانين واتفاقات فالحزب فرض علينا التصويت بضد والحال أنها مهمة والوضع صعب والمصلحة الوطنية تقتضي التصويت الإيجابي، وأيضا طريقة اتخاذ القرار والانفراد به والحوكمة الضعيفة والعلاقة مع الأحزاب سيئة وهذا يعتبر أمرا غريبا".
وأوضح المليكي: "نحن نرى أن المرحلة التي تمر بها البلاد تتطلب ضرورة الإلتزام بخدمة البلاد ولكن الحزب حاد عن هذا المسار، حاولنا تغيير العقلية ولكن في كل مرة لا ننجح في ظل انفراد رئيس الحزب بالقرار".
لا تراجع عن الاستقالة
من جانبها نفت النائب المستقيل أميرة شرف الدين لـ"عربي21" تراجعها عن الاستقالة وأكدت تمسكها بالاستقالة من كتلة "قلب تونس" على عكس ما روج في صفحات التواصل الاجتماعي من أنها قامت بتدوينة أعلنت فيها تراجعها"، وأكدت النائب المستقيلة: "لم أقم بنشر أية تدوينة وتم اختراق حسابي الخاص".
تعليق على الاستقالة
بدوره أفاد رئيس الكتلة الجديد أسامة الخليفي في تصريح لـ"عربي21" بالقول إنه يعتبر الاستقالة "حركة احتجاجية، نحترمها ولا نرفضها وندعو زملاءنا إلى العدول عن الاستقالة ونطالب بالنقاش في ما بيننا، وحزبنا في طور التأسيس ويمكن حدوث الخلافات على السياسة أو غير ذلك ونحن نختلف في الآراء".
وفي رده عن سؤال يتعلق بوجود مساع خارجية لضرب الحزب أوضح الخليفي: "الضغط على قلب تونس واضح منذ الانتخابات وبعدها وخلال حكومة الحبيب الجملي والحكومة الحالية وكنا قد نبهنا من ذلك".
اقرأ أيضا : استقالة 11 نائبا من كتلة حزب "قلب تونس" (وثيقة)
وأردف الخليفي: "ننبه من كل تسلط أو استعمال الضغط لإرباك تمشي الحزب ونحن يسلط علينا ضغط كبير كحزب معارض وسنتصدى لذلك والخطر من تسليط ضغوطات على المعارضة لإضعافها هو ضرب وخطر على التمشي الديمقراطي".
وعن إمكانية عدول 11 نائبا عن قرار الاستقالة أجاب الخليفي: "نفتح أطر الحوار لرأب الصدع والنقاش من أجل حل وسط يرضي كل الأطراف".
من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم الحزب الصادق جبنون في تصريح لـ"عربي21": "نأمل في أن يتراجع النواب عن استقالاتهم وهي غير رسمية وباب الحوار مازال مفتوحا ويمكنهم العدول".
ويشار إلى أنه ووفق تسريبات من داخل حزب "قلب تونس" يرجح بروز استقالات جديدة في الكتلة (كانت 38) نائبا خلال الانتخابات التشريعية، وأن المستقيلين سيشكلون كتلة برلمانية جديدة بالبرلمان.
سعيّد : إلياس الفخفاخ ليس "وزيرا أول" كما يروج نواب
انطلاق أعمال جلسة منح الثقة لحكومة "الفخفاخ" بتونس (شاهد)
لهذا قبلت "النهضة" المشاركة بحكومة إلياس الفخفاخ