نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا للصحافيين غرانت سميث وفاريتي راتكليف وأنتوني ديباولا، يقولون فيه إن المعركة للسيطرة على السوق العالمية للنفط تفاقمت يوم الأربعاء، فوعدت السعودية أن تزيد طاقة الإنتاج، وقالت الإمارات إنها ستضخ ما تستطيع ضخه الشهر القادم.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السعودية قالت بأنها ستزيد الطاقة الإنتاجية إلى كمية غير مسبوقة، تصل إلى 13 مليون برميل في اليوم، مؤكدة وعدها يوم الثلاثاء بزيادة الإنتاج خلال شهر نيسان/ أبريل، لافتا إلى أن الإمارات، التي تعد حليفا مقربا للمملكة، وعدت بعد ذلك بأن تزيد من إمدادات النفط الخام لزبائنها أكثر من العادة.
وينقل الكتّاب عن المدير العام لشركة الاستشارات "بتروماتريكس" في زوغ في سويسرا، أوليفر جاكوب، قوله: "السعودية تضغط على زناد مدفع النفط".
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه التحركات تأتي بعد أن انهار تحالف بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، التي ترأسها دول الخليج، وروسيا، الأسبوع الماضي، وأعلنت الأخيرة بأنها سترد بزيادة إنتاجها هي أيضا، مستدركة بأنه ليس لدى روسيا ما يقارب مخزون دول الخليج من النفط، بالإضافة إلى أن الحكومة الروسية خففت من رسالتها بالقول إنها مستعدة لاستئناف التفاوض.
ويفيد التقرير بأن السعودية والإمارات وروسيا كانت حتى يوم الجمعة جزءا من تحالف عالمي يعرف باسم أوبك +، الذي قام على مدى الثلاث سنوات الماضية بالحد من إنتاج النفط الخام لمنع أسعار النفط من الانهيار، في وجه مد إنتاج النفط من الصخور الزيتية، مشيرا إلى أن روسيا والسعودية كانتا حتى شهر تموز/ يوليو الماضي تستعرضان تحالفهما على أنه زواج دائم، لكن انهار ذلك كله الآن.
ويقول الكتّاب إن فيروس كورونا القاتل أدى دورا في ذلك، فكانت السعودية وعلى مدى أسابيع تصر على أن على المجموعة بحاجة لتخفيض إنتاجها لمعالجة التراجع على الطلب الذي تسبب به الانتشار السريع للفيروس، فيما قاومت روسيا التي أرادت المزيد من الأدلة على أثر الفيروس على استهلاك النفط.
وتفيد الصحيفة بأن هذه المواجهة تسببت بجر ترامب، الذي تحدث بالهاتف مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وهو الزعيم الفعلي للسعودية، هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد أن شجبت وزارة الطاقة الأمريكية "محاولات بعض الدول التلاعب بسوق النفط وتعريضه للصدمة"، ولم تسم الوزارة السعودية وروسيا بالاسم.
وينوه التقرير إلى أن السعودية لم تظهر أي مؤشر على التراجع، فأصدرت وزارة الطاقة السعودية، التي يرأسها أخو ولي العهد، أوامرها لأرامكو بزيادة الإنتاج بمليون برميل في اليوم، وهي أول زيادة منذ عقد من الزمان على الأقل.
ويورد الكتّاب نقلا عن وزير الطاقة الروسي أليكساندر نوفاك، قوله للمراسلين في موسكو، إن خطة السعودية "ليست الخيار الأفضل" للسوق حاليا.
وتنقل الصحيفة عن الشركة الوطنية للنفط في أبو ظبي، قولها يوم الأربعاء بأنها ستمد زبائنها بأربعة ملايين برميل من النفط في اليوم الشهر القادم.
ويذكر التقرير أن إمكانية الإمارات الإنتاجية هي 3.5 ملايين برميل في اليوم، بحسب وكالة الطاقة الدولية، لكن بإمكان الشركة أن تزيد من إنتاج الحقول أكثر من طاقتها الطبيعية لطرح المزيد في السوق، بحسب مطلعين على عملياتها.
ويبين الكتّاب أن السعودية وحلفاءها يخفضون الأسعار في محاولة لمنافسة الخام الروسي، وتأمين حصتهم في السوق، مشيرين إلى أن كلا من العراق والكويت تبعتا أرامكو في خفض الأسعار للزبائن في أنحاء العالم.
وتقول الصحيفة إن الرد الروسي قد يأتي قريبا عندما تجتمع وزارة الطاقة بمديري شركة النفط، حيث قال نوفاك إنهم سيناقشون خطط الإنتاج ووضع السوق.
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن أسعار النفط استمرت في التراجع يوم الأربعاء، فكانت تنحدر نحو الأسعار المنخفضة التي عانت منها قبل أربع سنوات، التي وصلت إليها يوم الاثنين، وتراجع سعر خام برنت بنسبة 3.8%، فوصل 35.79 دولارا للبرميل في لندن، وهو أقل من نصف سعر البرميل الذي تحتاجه الحكومة السعودية لتغطية مصاريفها.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
WSJ: هذه خلفية قصة حرب محمد بن سلمان النفطية ضد روسيا
FP: لماذا يعد هذا الانهيار في أسعار النفط مختلفا؟
FT: ما تأثير مقامرة إغراق الأسواق بالنفط على خطط ابن سلمان؟