دخلت الإمارات، على خط "حرب النفط" بين السعودية وروسيا التي اندلعت على خلفية فشل اتفاق تحالف أوبك لتعميق خفض الإنتاج.
وأعلنت الإمارات، الأربعاء، أنها تملك إمكانية زيادة إنتاجها من النفط بنحو مليون برميل يوميا في نيسان/أبريل المقبل.
وقالت مجموعة "أدنوك" الحكومية في بيان إنّها "تمتلك إمكانية إمداد الأسواق بأكثر من أربعة ملايين برميل يوميا في نيسان/أبريل المقبل"، أي بأكثر من مليون برميل من معدل إنتاجها اليومي الحالي.
وللمرة الأولى منذ ما يزيد على عشر سنوات، قالت السعودية، الأربعاء، إنها تخطط لزيادة طاقة إنتاج النفط، بعد يوم من إعلانها عن زيادة قياسية لإمدادات الخام في معركة على حصص السوق هوت بالأسعار العالمية الأسبوع الماضي.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية في بيان، الأربعاء، إن الشركة تلقت تكليفا من وزارة الطاقة بزيادة قدرة إنتاج النفط لديها إلى 13 مليون برميل يوميا من 12 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي.
وقال الناصر إن الشركة تبذل أقصى جهد لتنفيذ ذلك التوجيه بأسرع ما يمكن. ولم يذكر جدولا زمنيا للخطة التي تتطلب استثمار مليارات الدولارات لزيادة القدرة على ضخ مزيد من النفط.
وكانت السعودية قالت أمس الثلاثاء إنها ستزيد إمداداتها النفطية إلى مستوى قياسي مرتفع في أبريل نيسان، في تصعيد للمواجهة مع روسيا ورفض عملي لمقترح موسكو إجراء محادثات جديدة.
وبلغ خام برنت 36.77 دولار للبرميل، منخفضا 1.2 بالمئة في الساعة 0733 بتوقيت غرينتش.
وقد يُنظر لإعلان اليوم كخطوة أخرى لتأجيج حرب الأسعار مع موسكو بعد انهيار اتفاق خفض إمدادات النفط بين أوبك وروسيا الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضا: FT: ما تأثير مقامرة إغراق الأسواق بالنفط على خطط ابن سلمان؟
تكتسب السعودية معظم نفوذها على الساحة الدولية من دور يوصف عادة بأنه يضارع دور البنك المركزي. تملك السعودية معظم الطاقة الفائضة في العالم - احتياطيات للطوارئ تسمح للمملكة بتعزيز الإنتاج لتغطية أي عجز من دول أخرى.
وقالت أرامكو المدعومة من الدولة إنها ستزيد معروض النفط الخام في أبريل نيسان إلى 12.3 مليون برميل يوميا، بما يزيد 300 ألف برميل يوميا على طاقتها الإنتاجية القصوى.
وأوقد صدام عملاقي النفط السعودية وروسيا شرارة تراجع حاد بلغ 25 بالمئة في أسعار الخام يوم الاثنين، وأطلق عمليات بيع بدافع الهلع في سوق الأسهم الأمريكية وغيرها وسط أضرار واقعة عليها بالفعل من جراء تفشي فيروس كورونا.
وكانت السعودية تضخ حوالي 9.7 مليون برميل يوميا في الأشهر القليلة الماضية، لكن لديها طاقة إنتاجية إضافية بوسعها تعبئتها، فضلا عن ملايين البراميل من الخام المخزون.
وقالت موسكو إن شركات النفط الروسية قد تزيد الإنتاج بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا وربما بما يصل إلى 500 ألف برميل يوميا، ما هوى بالروبل والأسهم الروسية.
اقرأ أيضا: إجراءات روسية لإنقاذ التدهور بقيمة "الروبل"
وانهارت محادثات الأسبوع الماضي بين أعضاء أوبك+، وهو تحالف غير رسمي يضم دول أوبك وروسيا ومنتجين آخرين، والذي ظل يدعم الأسعار منذ 2016. ورفضت روسيا دعوة أوبك لتعميق تخفيضات المعروض القائمة، لترد المنظمة بإلغاء قيود الإنتاج وتقول روسيا بدورها إنها ستعزز الإنتاج هي الأخرى.
وتعافت أسهم أرامكو الثلاثاء بعدما هبطت بما يصل إلى عشرة بالمئة يوم الاثنين لتنزل عن سعر الطرح العام الأولي في ديسمبر كانون الأول حين أدرجت أكبر شركة نفط في العالم في بورصة الرياض.
وكانت آخر مرة سعت فيها السعودية لرفع الطاقة بتكلفة 100 مليار دولار قبل عشر سنوات وسط طفرة أسعار بفضل النمو الاقتصادي في الصين. ومنذ ذلك الحين، استبعد المسؤولون السعوديون مسألة الاستثمار في عمليات منبع جديدة لزيادة الطاقة.
وبعد الانتهاء من برنامج المملكة لإضافة طاقة بنحو أربعة ملايين برميل يوميا في 2009، تحدث المسؤولون السعوديون ومسؤولو شركات نفط عن إمكانية استهداف زيادة أخرى إلى 15 مليون برميل يوميا بحلول 2020 لكن هذه الخطط نحيت جانبا قبل عدة سنوات مع تباطؤ الطلب.
لا يعني هذا أن المملكة كانت تقف مكتوفة اليدين، بل استثمرت مليارات الدولارات في الحفاظ على فائص إنتاج بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا لاستخدامه في حالة أي تعطل عالمي للإنتاج.
وفي 2012، أطلقت خطة خمسية للاستثمار في التنقيب والإنتاج بقيمة 35 مليار دولار للحفاظ على الطاقة الحالية.
خطوات تقشف جديدة بالسعودية لمواجهة انهيار أسعار النفط
هل تنجح السعودية في إجبار روسيا على تغيير موقفها؟
قرار سعودي جديد بشأن النفط.. ووزير الطاقة الروسي يعلق