نشرت صحيفة "ايزفستيا" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن الاتفاقات التي وقع التوصل إليها خلال المحادثات التي جمعت بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في موسكو، والتي يبدو أنها آتت ثمارها بعد انخفاض حدة القتال في إدلب السورية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطات الروسية والتركية أكدت أنه تم احترام الهدنة في المقاطعة فعلا، وبدأت الأطراف الاستعدادات للقيام بدورية مشتركة على الطريق البري "إم 4".
في الوقت نفسه، تواصل الطائرات التركية دون طيار الظهور في المنطقة لمراقبة وقف إطلاق النار من قبل المقاتلين.
وأضافت الصحيفة أنه يتعين على الجيش الروسي والتركي وضع قواعد لضمان منطقة آمنة على طول الطريق الاستراتيجي.
في المقابل، يعتقد الخبراء أن القيام بدوريات سيكون مخاطرة كبيرة إذا لم يقع القضاء على "الإرهابيين" بأكملهم في جنوب إدلب.
وأعلنت السلطات السورية بعد ظهر يوم الأحد 8 آذار/مارس عن افتتاح الطريق السريع إم 5 حلب ـ دمشق أمام السيارات المدنية.
ووفقًا لمصادر إزفيستيا المطلعة على الوضع، تواصل تركيا نقل مركباتها الجوية غير المأهولة ومراقبة وقف إطلاق النار، بينما يقوم الجانب الروسي بإبلاغ أنقرة بجميع تحركات الطائرات دون طيار من خلال قنوات خاصة.
اقرأ أيضا : هؤلاء الخاسرون والرابحون من اتفاق "موسكو" حول إدلب
وذكرت الصحيفة أنه في اليوم الأول من الهدنة، 6 آذار/مارس، شوهدت قافلة مشتركة من العربات المدرعة التابعة للشرطة العسكرية الروسية والجيش التركي على الطريق السريع في إدلب.
وتكفلت الشرطة العسكرية بنقل جندي تركي جريح من أحد مراكز المراقبة. علاوة على ذلك، لم يتفق الجيش على المعايير الدقيقة لتحرك الدوريات المشتركة على طول امتداد 70 كيلومترا من الطريق السريع إم4، وكذلك على ما تعنيه بالضبط "المنطقة الأمنية".
في شأن ذي صلة، أفادت أنقرة أنها تتوقع وصول وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وخلال هذا الاجتماع، الذي قد يستغرق أكثر من يوم واحد، ينبغي تحديد قواعد الدوريات المشتركة ومن المفترض تحديد مصير مراكز المراقبة التركية المتبقية في أعماق الأراضي الحكومية.
وأوردت الصحيفة أن الخبير العسكري فلاديسلاف شورين يرى أن القضية الأساسية في هذه المفاوضات ستكون مستقبل المناطق الواقعة جنوب الطريق السريع إم 4.
وأضاف أن المنطقة الأمنية التي يبلغ طولها ستة كيلومترات حول الطريق تقسم أراضي المقاتلين إلى قسمين.
المعارك المحلية
من جهته، وفي حفل أقيم في اسطنبول يوم 8 آذار/ مارس، أكد رجب طيب أردوغان أن بلاده تحتفظ بحقها في استئناف الأعمال العسكرية إذا لم تمتثل موسكو للاتفاقيات الموقعة.
وفي اليوم السابق، شوهدت قافلة أخرى من القوات التركية تدخل الحدود السورية، وحتى الوقت الراهن، لا تعتزم أنقرة تقليص قواتها الموجودة في ادلب، كما لا تزال ثلاث أو أربع طائرات تركية دون طيار في السماء فوق المقاطعة وبالقرب من الحدود.
إلى جانب ذلك، احتلت القوات السورية يوم السبت الماضي بعد معركة قصيرة مع مقاتلي جبهة تحرير الشام " النصرة سابقا" قريتين بالقرب من مدينة كفرنبل.
وبعد انتهاء القتال، تكبد الجيش السوري خسائر فادحة، فبعد الإقلاع من قاعدة شيرات الجوية تحطمت الطائرة من طراز ميج 29، ما أودى بحياة قائدها.
كيف سيقع حماية شمال سوريا؟
وأفادت الصحيفة أنه في شمال البلاد، في المناطق الكردية الحدودية، تراقب الدوريات الروسية التركية الطرق منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة الماضية بناء على ما جاء به اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من أنقرة والقوات المسلحة الكردية في أعقاب عملية نبع السلام.
وقبل بدء الدوريات المشتركة، نشرت كتيبة إضافية من الشرطة العسكرية الروسية تتألف من حوالي 300 شخص و30 وحدة من المعدات العسكرية في منطقة عبر الفرات تحديدا في القواعد السابقة للمجموعة الأمريكية.
وأفاد المؤرخ العسكري ديمتري بولتنكوف أن أربع دوريات مصفحة تعود لروسيا وتركيا عادة ما تشارك في الدوريات، كما ترافق القافلة طائرات روسية دون طيار ومروحيات، يفتشون الطريق بحثا عن الكمائن والألغام.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن الدوريات المشتركة على الطريق البري "إم 4" ينبغي أن تمر عبر الأراضي المعادية للحكومة السورية والجيش الروسي، كذلك، يسيطر على الطريق السريع مناصرو تركيا وجماعة تحرير الشام .
المونيتور: هل تدخل إيران بمواجهة عسكرية مع تركيا في إدلب؟
صحيفة روسية: بوتين تنصت على أردوغان وتحركات تركيا بإدلب
FA: هذا هو الحل الأفضل لمواجهة الأزمة الإنسانية في إدلب