فشل رئيس الوزراء العراقي المكلف، محمد توفيق علاوي، بتمرير حكومته في البرلمان، لتعثر انعقاد الجلسة، التي كانت مقررة الخميس، بعد تخلف أغلب النواب عن الحضور.
ورغم مطالبة علاوي النواب بالحضور إلى البرلمان ومنح حكومته الثقة، إلا أن الكتل السياسية، ولا سيما الكردية والسنية، وكذلك أغلب الكتل الشيعة، أصرت على مقاطعة الجلسة، وإفشال انعقادها، اعتراضا على آلية اختيار الوزراء، دون مشاورتهم.
فشل علاوي
وقالت مصادر برلمانية خاصة لـ"عربي21" إن عدد النواب الذين حضروا إلى مبنى المجلس لم يتجاوز الـ40 نائبا، رغم حديث وسائل إعلام محلية عن 100 نائب.
وأوضحت المصادر أن "رئيس الحكومة المكلف فشل في إقناع الكتل الكردية للتصويت على حكومته في اجتماع خاص عقده معهم.. كما رفض رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في بداية الأمر استقبال علاوي، واستقبله نائبه حسن الكعبي".
وأشارت المصادر إلى أن "الحلبوسي اجتمع بالكتل السياسية وطالبهم بتأجيل جلسة البرلمان إلى السبت المقبل، رغم محاولة ائتلاف سائرون إقناع الكتل السياسية بالتصويت على جزء من كابينة علاوي وترك المختلف عليها".
وبعد وساطة أجراها نائب رئيس البرلمان، وافق الحلبوسي على استقبال رئيس الحكومة في مكتبه وعقد الثلاثة لقاء خاصا، جرى بعده تأجيل جلسة البرلمان إلى السبت المقبل، لعدم اكتمال النصاب، بحسب المصادر.
ويبدو أن علاوي فشل في إقناع الحلبوسي والكتل البرلمانية بتأجيل الجلسة 48 ساعة، وهو ما أعلنت وكالة الأنباء العراقية أنه كان يسعى لتحقيقه.
"خذلان شيعي"
وفي حديث لـ"عربي21"، قال الخبير القانوني والمحلل السياسي، طارق حرب لـ"عربي21" إنه "مطلوب لتمرير الحكومة تصويت أغلبية الحاضرين بعد تحقق النصاب، وهو أكثر من نصف أعضاء البرلمان البالغ عددهم 329 نائبا، بمعنى 166 نائبا".
وأوضح حرب "إذا كان الحضور 166 نائبا، فإن 84 منهم يكفون لتمرير الحكومة علاوي ومنحها الثقة، وبهذا تتحقق الأغلبية المطلقة البسيطة وهو المطلوب قانونيا، وليس أغلبية عدد أعضاء البرلمان".
اقرأ أيضا: قبل جلسة الثقة.. علاوي يتخلى عن جنسيته البريطانية
ورأى المحلل السياسي العراقي أن "سبب الأزمة وعدم تمرير حكومة علاوي، اليوم الخميس، يعود إلى تخاذل الكتل السياسية الشيعية عن الحضور للجلسة، لأن الكتل هذه تملك نحو 180 نائبا في البرلمان".
ولفت حرب إلى أن "مجرد حضور الكتل البرلمانية الشيعية إلى البرلمان كاف لتحقيق النصاب والتصويت على منح الثقة لعلاوي وكابينته الوزارية"، مشيرا إلى أنهم "خذلوا علاوي، لأنه لم يستجب لطلباتهم في اختيار وزراء مرشحين منهم".
وكانت مصادر سياسية خاصة، قد كشفت لـ"عربي21"، الاثنين الماضي، أن كتلا سياسية عراقية، أجمعت في اجتماع بمكتب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، على رفض حكومة محمد علاوي، في جلسة البرلمان المقررة الخميس.
وأوضحت المصادر أن "الكتل السياسية اتفقت على أن يكون رفض حكومة علاوي في البرلمان عبر التصويت السري"، لافتة إلى أن "القرار يمثل الكتل السياسية الكردية والسنية، والشيعية باستثناء سائرون التي تمثل التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر".
وكان رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي، قد حث أمس الأربعاء، أعضاء البرلمان على منح حكومته الثقة، في الجلسة المقرر انعقادها الخميس.
وكتب علاوي عبر حسابه على تويتر: "غدا (الخميس) بمشيئة الله سيكون التصويت على أول كابينة من مرشحين مستقلين أكفاء ونزيهين، سيعيدون للشعب حقه وللعراق هيبته".
وأضاف: "غدا (الخميس) موعد التقاء الشرفاء من أعضاء مجلس النواب، أصحاب المواقف الوطنية الذين صمدوا أمام التحديات الكبيرة مع الشعب الذي قاوم القتل والقمع". وتابع: "غدا سويا شعبا ونوابا ومرشحين وقوى سياسية وطنية سنطوي صفحة المحاصصة، ونتطلع إلى عراق حر وقوي وأبي".
مصادر لـ"عربي21": هذه تشكيلة حكومة علاوي المتوقعة
أرقام صادمة.. ما حقيقة مزاد بيع الوزارات بحكومة علاوي؟
"ميثاق الإصلاح" للصدر.. هل يوقف قمع المظاهرات بالعراق؟