أحيا الجزائريون ذكرى مرور عام على انطلاق حراكهم الذي أطاح بالعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة؛ ذكرى تفاعل معها رئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون بإعلان يوم 22 شباط (فبراير) يوما وطنيا في الجزائر؛ فتبون أشاد بحراك الشارع في مقابلة على شاشة قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية بالقول: إن الشعب الجزائري أنقذ البلاد من الانهيار.
الرئيس والحراك
موقف الرئيس الجزائري من الحراك الشعبي محاولة جادة للاقتراب من الشارع الذي حذر من محاولات اختراقه من قبل عناصر تتبنى العنف والفوضى؛ هواجس لا تقتصر على رئيس الجمهورية إذ تشاركه فيها العديد من القوى السياسية، فالفوضى قادرة على حرف مسار الحراك وإدخال البلاد في نفق مظلم تتجاذبه القوى الإقليمية والدولية معيقا قدرتها على التعافي؛ فهل يعني ذلك الجمود والاعتماد على القوة الصلبة لمواجهة التحديات؟
الرئيس تبون وللخروج من حالة الجمود قال عبر برنامج (نيوز ميكر ـ روسيا اليوم): إن تعديل قانون الانتخابات والدستور عملية ستنتهي خلال عام؛ بل إنه عبر خلال المقابلة الصحفية عن رغبة جامحة لإنجاز التعديلات والقوانين في أقل من عام، وذهب إلى القول: إنه يتمنى أن ينجز الأمر في ستة أشهر إن أمكن.
موقف الرئيس الجزائري من الحراك الشعبي محاولة جادة للاقتراب من الشارع الذي حذر من محاولات اختراقه من قبل عناصر تتبنى العنف والفوضى
شروط الدور الإقليمي
فالانطلاق إلى الفضاء الإقليمي والدولي الرحب يحتاج إلى جبهة داخلية قوية؛ رؤيا كشف عنها الرئيس
الجزائري في معرض تعليقة على الأزمة السورية بالقول: إن سوريا تدفع ثمن رفضها التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ورغم أنها كانت قوية في الخارج إلا أنها كانت ضعيفة في الداخل لانعدام الديمقراطية والمشاركة السياسية.
إنها بحق المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤول جزائري رفيع المستوى عن القراءة الاستراتيجية للموقف في سوريا؛ المرة الأولى التي يلمح فيها مسؤول جزائري كبير إلى مسؤولية للنظام السوري بانفجار الأزمة وتدهور المشهد الإقليمي وانهيار سوريا كدولة مستقرة.
موقف يزداد وضوحا بإشارة تبون إلى ضرورة البحث عن حل سياسي؛ ذات الحل الذي طرحه في ليبيا بل وذهب أبعد من ذلك بتأكيده أن الفاعلية في التصدي لصفقة القرن يتطلب تحقيق الإجماع والتوافق في الساحة الفلسطينية؛ ما يوحي بامكانية لعب الجزائر لدور مُهم في المصالحة الفلسطينية .
دور من الممكن أن يدخلها في منافسة مع مصر والحال ذاته في الملف الليبي، فالدبلوماسية الجزائرية عملت على تعزيز دورها من خلال الانفتاح على حفتر وإقليم شرق ليبيا في بنغازي بلقاء وزير الخارجية صبري بوقادم مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
الديمقراطية الداخلية أولا
الرؤية عند تبون بدت واضحة تعكس قناعات قوية بضرورة تقوية الجبهة الداخلية عبر الديمقراطية وتوسيع المشاركة السياسية؛ كما أنها كشف عن توجه عام للسياسة الخارجية الجزائرية نحو الدفع باتجاه حل الصراعات الإقليمية من خلال الحلول السياسية التوافقية؛ علما بأنه لم ينكر وجود تباين في المواقف بين مصر والجزائر، مشيرا إلى قوة العلاقة التركية الجزائرية التي تمتد قرون من الزمن تفتح الباب لتعاون كبير مع أنقرة.
الجزائر تعمل على رسم معالم سياستها في الإقليم بما يتناسب ومصالحها وواقعها الداخلي القائم على الانفتاح السياسي
لُطْفاً بِنا.. يا أَيُّها الزُّعَماءُ المُولَعُونَ بالعِدَاء
ارتقاء الدبلوماسية القطرية إلى الفلك العالمي فخر للعرب
تركيا والجغرافيا السياسية السورية