كثفت قوات النظام السوري قصف أرياف محافظة حلب الغربية والجنوبية، صباح الأربعاء، في مؤشر أولي على وجهة المعارك المقبلة، بعد سيطرتها على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، جنوب شرق إدلب.
وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات النظام والمليشيات المساندة لها استهدفت منذ الصباح الباكر أرياف حلب المتصلة بإدلب بأكثر من 500 صاروخ وقذيفة مدفعية.
ويأتي ذلك أيضا بعد أن تمكنت قوات النظام من التقدم بشكل محدود على محور الراشدين الخامسة بضواحي جنوب غرب حلب، إثر اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة، ليل الثلاثاء.
ورجح مصدر عسكري من المعارضة أن يقوم النظام بزيادة الضغط العسكري على جبهات ريف حلب الغربية والجنوبية، وذلك بهدف إكمال السيطرة على طريق حلب-دمشق الدولي (M5).
وقال لـ"عربي21"، إن قوات النظام لا تستطيع التقدم من معرة النعمان شمالا، نحو سراقب، بسبب تمركز رتل عسكري تركي جنوب المدينة في منطقة صوامع الحبوب.
وأضاف أن التوجه من المعرة غربا نحو جبل الزاوية لا يمكن أن يتم بسهولة أيضا، بسبب الطبيعة الجغرافية المعقدة للمنطقة، ما يعني أن الوجهة الوحيدة هي جبهات حلب، حسب تقدير المصدر.
وتابع أن النظام لن يقف عند "المعرة"، وسيحاول توظيف الزخم العسكري لقواته في معارك جديدة، مستفيدا من حالة الصدمة والنزيف التي تعيشها الفصائل بعد خسارتها لثاني أكبر مدن محافظة إدلب.
اقرأ أيضا: هذه خريطة السيطرة بريف إدلب بعد سقوط معرة النعمان
وفي السياق ذاته، ناقش مركز "جسور" للدراسات الوجهة المقبلة لقوات النظام، موضحا في ورقة بحثية وصلت لـ"عربي21"، أن قوات النظام قد تلجأ غالبا إلى محاور سراقب، محاولة التقدم نحوها سواء من الجهة الشرقية أو الجنوبية.
وأضاف المركز أن خطة خيار الحسم العسكري الذي لجأ إليه النظام السوري وحلفاؤه، تهدف إلى السيطرة على كامل المنطقة العازلة والمنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي (M4) الواصل بين حلب واللاذقية، على أن يمهد الواقع الميداني الجديد في حال تحقيقه إلى توجيه الأنظار نحو تحديد مستقبل ما بقي من منطقة خفض التصعيد.
وختم المركز ورقته مستبعدا تنازل روسيا عن الخيار العسكري، موضحا: "لا يبدو أن لدى روسيا استعدادا للتنازل عن خيار الحسم العسكري أو الحفاظ على نظام وقف إطلاق النار ما لم يحصل تنازل كبير من قبل تركيا والمعارضة السورية، كما لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن روسيا سوف تحتفظ بنفس سقف مطالبها السابق في ظل الواقع الميداني الجديد، ما لم تستطع فصائل المعارضة إعادة التوازن لنفوذها وحضورها العسكري".
وتعتبر الهجمات التي تشنها قوات النظام على إدلب والأرياف المتصلة بها، استمرارا للعملية العسكرية التي بدأتها قوات النظام وروسيا في نيسان/أبريل 2019، والتي سيطر النظام خلالها على كامل ريف حماة الشمالي، وخان شيخون.
ومن الواضح نظرا لتركز العمليات على مقاطع الطريق الدولي "حلب- حماة" أن الهدف من المعارك الحالية هو السيطرة على كامل الطريق الدولي، تمهيدا لإعادة افتتاحه أمام الحركة التجارية، بعد التوصل إلى اتفاق جديد مع تركيا الضامن عن المعارضة في الشمال السوري.
أي معوقات أمام وحدة مناطق المعارضة السورية؟
هل تباغت فصائل إدلب النظام بفتح جبهات جديدة؟
لماذا يركز النظام هجومه على ريف حلب الغربي؟