ردّ طهران على اغتيال الجنرال قاسم سليماني انتهى؛ لكن ماذا عن رد الحشد الشعبي على مقتل أبو مهدي المهندس؛ انتهت الاستعدادات الأمريكية للتعامل مع رد الفعل الإيراني في حين تتواصل الاستعدادات الأمريكية للتعامل مع رد الحشد الشعبي والمليشيا التابعة لإيران سواء في سوريا أو العراق.
ما بعد استهداف عين الأسد
ما بعد استهداف عين أسد أشد خطورة على الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها من الاستهداف الصاروخي الإيراني ذو الطابع الاستعراضي؛ والذي شهد العالم بأنه رد ضعيف ومتواضع يحوي جرعة كبيرة من الكبرياء التي لا تستدعي انتقاما أمريكيا كبيرا.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن إيران لا تسعى للتصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية وأن الرد الإيراني الرسمي على اغتيال سليماني انتهى؛ فإيران اكتفت بقصف القواعد العسكرية التي استضافت مايك بومبيو وانطلقت منها الطائرات التي استهدفت الجنرال قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد الدولي.
إيران مدخل معقد في الحسابات الأمريكية بدءا بالاتفاق النووي وليس انتهاء بالأزمة السورية ومن قبله الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان.
الجولة الثانية على وشك الانطلاق
انتهت الجولة الأولى من المواجهة الإيرانية ـ الأمريكية في حين أن الجولة الثانية على وشك الانطلاق ولن تتحمل طهران مسؤوليتها على الأرجح؛ فالمسؤولون الإيرانيون وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي تبنى الهجمات على القواعد الأمريكية وأشاد بنتائجها؛ معلنا للعالم بأن طهران نفذت انتقامها؛ إعلان يمهد الطريق لطهران للتبرؤ من أي عملية تنفذها المليشيا والفصائل التابعة لها وخصوصا الحشد الشعبي؛ فطهران نجحت حتى اللحظة في الفصل بين انتقامها وانتقام الحشد الشعبي الذي فقد زعيمه أبو مهدي المهندس.
الولايات المتحدة تخضع لاختبار حقيقي، فرغم محدودية إمكانات طهران قياسا بالولايات المتحدة الأمريكية إلا أن طهران أصبحت القوة الإقليمية الأكثر تأثيرا في السلوك الأمريكي؛ والأكثر تأثيرا في هندسة علاقة واشنطن بحلفائها الغربيين؛ فإيران مدخل معقد في الحسابات الأمريكية بدءا بالاتفاق النووي وليس انتهاء بالأزمة السورية ومن قبله الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان.
ختاما: الجولة الثانية من المواجهة تحظى باهتمام كبير يفوق في أهميته المواجهة المباشرة بين إيران وأمريكا؛ فرد واشنطن على استهداف مصالحها من مليشيا الحشد الشعبي سيبقى مقيدا بإعلان طهران انتهاء العمليات العسكرية الخاصة بها؛ ومقيدا بقرار الكونغرس الأمريكي الذي بات مرتقبا خلال الساعات والأيام القليلة القادمة؛ قيود يصعب على ترامب وإدارته التحرر منها بسهولة.
هل زعزع كورونا النفوذ العسكري الأمريكي؟
قصة كورونا مع الصراع الأمريكي-الإيراني