واصلت الصحافة الإسرائيلية اهتمامها وتركيزها، على تداعيات ونتائج عملية اغتيال قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
ورأت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" العبرية، أن "عملية التصفية الأمريكية لسليماني كانت رصاصة
البدء في المواجهة"، مضيفة أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انفعالي
وغير متوقع، وعديم التفكير المرتب، في حين القيادة الإيرانية تجد صعوبة في
الاستعداد للرد".
وتابعت: "هذا الأمر يبدو غريبا
في إسرائيل، فآيات الله في طهران أكثر تماسكا وتفكرا من ترامب في واشنطن، وإيران ملزمة بأن تنتقم بطريقة مخيفة
بما يكفي لردع ترامب، ولكنها ليست مخيفة لدرجة أن تجره للحرب، وهنا يتضح أنه ليس
لهذه المشكلة حل مدروس".
قرار ترامب
واستبعدت الصحيفة، أن يكون قرار
ترامب المصادقة على تصفية سليماني، جاء نتيجة "استفزازه" من قبل المرشد
الأعلى بإيران، علي خامنئي، الذي غرد قبل يومين من اغتيال "ابنه المدلل"،
بقوله: "ترامب لا يمكنه أن يفعل شيئا"، مرجحة أن "المصادقة على
اغتيال الجنرال الإيراني سبقت التغريدة، وهذا درس جيد للجميع؛ من يتبجح يتلقى
الضرب، ومن الأفضل التفكير مرتين قبل التغريد"، بحسب قولها.
ونوهت إلى أن "نشاط سليماني ضد
واشنطن وتل أبيب، جعلته هدفا مطلوبا"، زاعمة أنه "كان يمكن تصفية
سليماني في شباط/ فبراير 2008، ولكن الهدف كان في تلك الليلة عماد مغنية، حيث
تعهدت إسرائيل وقتها لواشنطن بعد حصولها على معلومات من وكالة الاستخبارات
الأمريكية، واستجابت لشرطها بأن يكون المستهدف فقط مغنية".
اقرأ أيضا: هكذا يؤثر اغتيال سليماني على مشاريع إيران.. أين سيكون الرد؟
وكشفت أن "المعضلة كانت، عندما
شوهد سليماني ومغنية معا، فانتظرت إسرائيل حتى ودع سليماني مغنية وصفّته"،
منوهة إلى أنه "في السنوات الأخيرة تغيرت مكانة سليماني، وانتقل إلى المقدمة
وخط التماس بين الجيش والسياسة، حيث خلقت له مكانته الجديدة مجال حصانة من ناحية إسرائيل على الأقل".
وذكرت "يديعوت" أن
"إسرائيل اتخذت جانب الحذر في اغتيال جنرالات، دبلوماسيين، زعماء سياسيين
للدول، لكن واشنطن تسمح لنفسها بأن تتصرف بشكل مختلف"، مضيفة أنه "بشكل
غير مفاجئ، استقبلت تصفية سليماني بحماسة في الحزب الجمهوري وبانتقاد شديد في
الديمقراطي، وهذا أمر طبيعي في سنة الانتخابات".
الرد الإيراني
وبينت أن "الجدل في أمريكا
يستشرف المستقبل، فالحزب الديمقراطي يحذر من عمل انتقامي إيراني يتدهور لحرب،
والمرشح المتصدر في هذه الأوقات جو بايدن، وجد نفسه يتلقى النار من كل الاتجاهات؛
حيث هاجم ترامب على هجره الاتفاق مع طهران، في حين تلقى ضربات من خصومه على تأييده
اجتياح العراق في حينه".
وأشارت الصحيفة إلى أن "المسألة
الاإيرانية، ستشغل الساحة الأمريكية فقط إذا ما كانت عملية الرد الإيرانية مؤلمة
حقا، وهو ما يعيدنا إلى ترامب، الذي تذكر في تغريدة له العملية التي أدت إلى مقتل
السفير الأمريكي في بنغازي إضافة لخمسة أمريكيين آخرين، ووعد بأنه لن يسمح بنغازي أخرى".
ورأت أن "الأمر الثابت لدى
ترامب، هو نفوره من كل ما يتعلق بالرئيس السابق باراك أوباما وهيلاري
كلينتون"، مشيرة إلى أن "مقتل مقاول أمريكي في العراق وحصار السفارة
الأمريكية في بغداد، أعادا ترامب إلى قصة بنغازي، وهنا لا يمكن أن نستبعد تماما،
أن تكون الرغبة في مناكفة هيلاري ساعدت في إقناع ترامب بالمصادقة على إقرار
التصفية".
وأفادت بأن "أوباما ونائبه
بايدن، أيدا تشكيل الميليشيات بتحكم من سليماني، فقد اعتقدا بأن هذا التشكيل حيوي
لحرب داعش، لكنهما لم يفهما أنه بعد أن تنتهي الحرب، فإن إيران ستوجه ميليشياتها
للحرب ضد حلفاء أمريكا وضد الجنود الأمريكيين في العراق".
وأكدت "يديعوت"، أن
"تصفية سليماني، هي رصاصة البدء في المواجهة، التي في نهايتها كفيلة بأن تدفع
القوات الأمريكية لمغادرة العراق، وهذه هي خطة ترامب؛ وللمفارقة كانت هذه أيضا هي
خطة سليماني"، بحسب الصحيفة.
وبشأن تطلعات "إسرائيل"
نحو الحرب المتوقعة بين طهران وواشنطن، نبهت الصحيفة أن "تل أبيب لديها خطط
أخرى، وهي تتمني النجاح لطرف واحد فقط، وتأمل أن تراقب ما يحصل من أعلى مدرجات
المشاهدين، علما بأنها في ذروة الحرب الإيرانية العراقية تمنت النجاح
للطرفين".
هآرتس: 3 استنتاجات من تصفية سليماني.. نتنياهو الرابح الأكبر
بعد فوزه بزعامة "الليكود".. نتنياهو يطلق 6 تعهدات جديدة
هآرتس: كوخافي يتوقع مواجهة إسرائيلية إيرانية وشيكة